عن السياسة العالمية أتحدث ..
للدكتور حامد طاهر
ــــــــــ
زلزال هائل أحدثه قرار الرئيس الأمريكى ترامب
فى مجموع الدول الأوربية
التى ظلت متواكلة فى الدفاع عن نفسها
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945
وتفرغت تماما لتنمية اقتصادها
وإنشاء الاتحاد الأوربى
لخدمة مصالحها وتضخيم ثرواتها
وقد تجاهل الأوربيون فيما يبدو
شعار ترامب الذى رفعه أثناء حملته الانتخابية
والذى أعلن بكل وضوح ( أمريكا أولا )
وهذا معناه أن مصالح الشعب الأمريكى
فوق كل اعتبار ، ورغم كل المعاهدات السابقة !
انسحب ترامب من معاهدة المناخ
التى كانت تمولها امريكا بأكبر من تمويل
الدول الأوربية مجتمعة
وزاد على ذلك بدعوة هذه الدول
لتخصص جزءا من دخلها
للدفاع عن نفسها
حيث تبين أنها لا تساهم فى هذا المجال
إلا بحوالى 26 % من ميزانية حلف الأطلسى
بينما تتحمل أمريكا 74 %
وهذا فى الوقت التى بلغت ديون أمريكا
حسب قول ترامب : أربعة ترليون دولار !
ـــــــــــــ
فماذا سيحدث الآن ، وغدا ؟
بينما أوربا تعانى من صدمة خروج بريطانيا
من الاتحاد الأوربى ..
إذا بها تتلقى ضربة بداية تخلى أمريكا عنها
وأنا أرى فى هذا انقلابا حاسما فى مسيرة
القارة الأوربية (العجوز) ..
والتى أقامت نهضتها على الثورة الصناعية
من ناحية ،
وعلى استنفاد موارد البلاد التى استعمرتها
من الناحية الأخرى .
وعموما فإن أوربا إذا تخلت عنها أمريكا
فستصبح شبه عارية أمام قوة روسيا الجديدة
والمتطلعة دائما إلى السيطرة عليها !
أما العرب ، فأمامهم عصر جديد
لعله يكون فى صالحهم
بشرط أن يستخدموا ذكاءهم
وألا يثقوا مرة أخرى فى (وعود)
تلك القوى العالمية :
المختلفة والمتضارة مع نفسها !
ـــــــــــــــــــــــــــــ
|