عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلة الدرويش التائه صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 03 أبريل 2017 01:15

رحلة الدرويش التائه
ــــــــــــ


ظلّ الدرويش التائه
يمشى فى أرض الله
ثلاثين مساءْ
حافى القدميْن
وفوق الرأس عمامته الخضراء
وفى يده : عكاز مكسور
والأخرى : مسبحة من خشب الصندل
تنطق فيها الحبّات
بأسماء الله الحسنى ..
ـــــــــ
لم يجلس طول الرحلة
حتى بلغ البابْ
باب الشيخ الأكبر
جلس ، فألقى الأتباع إليه
ببعض التمراتْ
والخبز الجافْ
أكل ، فشبع ، وطلب مقابلة الشيخْ
سمحوا لهْ
قبّل كفّيْه ، وباس الراسْ
ثم انتظر حديث الوقتْ
قال الشيخْ :
ــ يا ولدى .. من أين أتيتْ ؟
ــ من آخر بلد بجوار الساحل ،
حيث البحر محيط شاسع ..
ــ والناس هناك ؟
ــ فى خير ، والكل يردّد أورادكْ
ــ شكرا لله .. والبركة فيكمْ
ولماذا جئتْ ؟
ــ من أجل منام حيّرنى تفسيره
ــ خيرا يا ولدى ؟
ــ كنت أنام على مصطبة
بجوار الدارْ
واستغرقنى النوم فحاصرنى إعصارْ
ظلّ يلفّ ، يلفّ على جسدى
حتى انخلعت كل ثيابى
وإذا بى أنهارْ..
ألقى روحى فى البحرْ
ورمى جسدى فى بركان مشبوب بالنارْ
لم أشعر بلهيب يحرقنى
بل راحت أطرافى ترتعش
كأنّ جليدا يغمرنى
ويجمّدنى ...
قل لى يا شيخى الأكبر :
ما هذا ؟ ولماذا يحدث لى ؟

سكت الشيخ طويلا ، ثم أجاب :
ــ هدّئْ من روعك يا ولدى ..
فالرؤيا طيبة ، ودلالة خيرْ
أما الروح الملقى فى البحرْ
فالبحر طهور يغسل أدران الدنيا عنكْ
ويجدّدك لتصبح أصفى مما كنت ،
وأما النار ..
فالله القادر حوّلها بردا وسلاما
هل تذكر إبراهيم وما فعلوا فيه ؟
وأنا أتوقع أن تتعرض لبلاء ممن حولكْ
لكن الله القادر سوف ينجّيك ،
كما نجّى إبراهيم ، سلام الله عليهْ !

أقعى الدرويش على كف الشيخ
يقبلها ، ويقول له :
هل تأذن لى يا مولاىْ
أن أبقى فى خدمتك هنا ؟
ــ كلا يا ولدى ..
فأنا أهديك لدرب مفروش بالآلامْ
والألم كما تعلم هو أقصر درب للجنّة
فارجع يا ولدى ، موطنك أحق بهذا منى
وانثر أزهار الخير على كل الناس
وإذا اعترض طريقك بعض الأشرارْ
فتجاوزهم ، وارفع صوتك بالمزمارْ
فالله القادر سوف يقيك
من الإعصارْ
ـــــــــــــــ
نهض الدرويش التائه
ممتلئا بالثقة وبالإصرارْ
وانطلق إلى موطنه فى عدة أيام ..
حافى القدمين
وفوق الرأس عمامته الخضراء
وفى يده عكاز مكسور
والأخرى : مسبحة من خشب الصندل
تنطق فيها الحبّات
بأسماء الله الحسنى ..

ــــــــــــــــــــــ

 


التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأحد, 23 أبريل 2017 23:23