عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الليل والنهار صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 18 مارس 2017 20:47


الليل والنهار

كل منهما لا يأتى فجأة
وإنما ينساب بهدوء ،
مثل مياه المد والجزر
قبل حلول الليل ،
تسقط الشمس الأرجوانية فى الأفق
حينئذ تعود الطيور لأعشاشها
ويبدأ البحر فى تغيير زرقته
إلى لون رمادى كئيب
ثم يسود الظلام
فيلف القرى المستكينة فى عباءته
لكن المدينة ترفض الانصياع
فتشعل مصابيحها ، وتتلألأ ..
هناك مَنْ يسهرون طوال الليل
يسمرون ، ويعربدون ..
وهناك من يتسللون فى قلب الليل
ليشبعوا شهواتهم
وهناك مَنْ يجفوهم النوم
فيتقلبون على فراش الأرق
تحت مطارق دقات ساعة الحائط .. 
وهناك أخيرًا مَنْ ينتظرون رحيل الليل
ليخرجوا بحثا عن لقمة عيشهم

أما النهار ..
فهو واضح وصريح
يفرش الأرض بالنور
فيكشف المستور
ويميّز القصور من القبور ..
وحين ترتفع الشمس البيضاء
يدب النشاط فى الجميع
فيسرع كلٌّ إلى عمله
البعض يركب السيارات الفارهة
والبعض يحشر نفسه فى القطارات والميكروباصات
والبعض يمشى على قدميه ..
يبدو أن الجميع منشغل بالعمل
لكن كل واحد غارق فى أعماق مشكلاته الخاصة
والغريب :
أن الذين يبذلون جهدًا أكبر
لا يحصلون إلا على أجر زهيد
بينما أصحاب الأرباح العاليه
هم المرتاحون فى المكاتب المكيفّة ..
يتحدثون قليلا ،
ويضحكون كثيرًا
لكنهم يدخنون السيجار
وقد يأكلون الكافيار
لذلك يصابون بالجلطة
ويحملونهم على الفور إلى غرف العناية المركزة


من قال : ان النهار ينتهى بحلول الليل ؟
إنه ينتهى بالفعل بعد وجبة الغداء ..
عندما تمتلئ البطون بالطعام ،
وأحيانا بالماء
بعدها تثقل الجفون
وينام المرتاحون ، مثل المرهقين
قيلولة تمضى بدون أحلام
وعندما يستيقظون
يشرب بعضهم الشاى وسط أسرته ،
ويذهب الكثيرون إلى المقهى
يدخنون الشيشة
وينكفئون على لعب الطاولة
ويستمع بعضهم لهموم بعض !

ـــــــــــ

فإذا استعرضنا بعض ما ورد

فى القرآن الكريم

حول الليل والنهار

وهو كثير جدا

( 57 مرة للنهار ، 93 مرة لليل )

لاحظنا مدى الأهمية التى يحظى بها

كل من الليل والنهار

ودلالتهما على خلق الله ،

وقدرته ، وتدبيره ، وتسخيره لهما

باعتبارهما آيتين من آياته

التى ينبغى أن يتدبرها كل إنسان

لكى يقف منها على حكمة الله فى الكون ،

ورحمته بالبشر .

ـــــــــــــ

الليل والنهارمن خلق الله مثل سائر الكواكب :

( وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر )

وجعلهما من آيات الله

أى من العلامات الدالة على وجوده وألوهيته :

(إن فى خلق السماوات والأرض

واختلاف الليل والنهار

لآيات لأولى الألباب )

كما أنه هو الذى قدّر مسافة كل منهما

وحدّد له هدفا لمصلحة الإنسان :

(والله يقدر الليل والنهار

( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار

لتسكنوا فيه ، ولتبتغوا من فضله )

وهو يدير كلا منهما تبعا لنظام كونى مستقر :

(يكوّر الليل على النهار)

( ألم تروا أن الله يولج الليل فى النهار ،

ويولج النهار فى الليل)

( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار)

وكما اختص تعالى بالإحياء والإماتة

فقد اختص باختلاف الليل والنهار ،

وتكويرهما ، أى تدوير أحدهما بعد الآخر ،

وعدم تداخل أحدهما فى الآخر :

(وهوالذى يحيى ويميت ،

وله اختلاف الليل والنهار)

(خلق السماوات والأرض بالحق

يكوّر الليل على النهار

ويكوّر النهار على الليل)

(وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة

لمن أردأن يذكّر أو أراد شكورا)

ومن أهم نعم الله على الإنسان

أنه قسّم يومه بين الليل والنهار

ودعاه إلى أن يتفكر فى حاله

لو جعل له الليل مستمرا بدون نهار :

( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا

إلى يوم القيامة ، من إله غير الله

يأتيكم بليل تسكنون فيه .

أفلا تبصرون) ؟!

ـــــــــــــ

ومن تجاربى الشخصية

أننى عزمت ذات يوم على السفر

من الإسكندرية قبيل الفجر

وكان الليل ما زال يلفّ المدينة بعباءته

ولم أكد أتجاوز أطرافها

حتى فوجئت بـ (شبورة)

تسقط على الطريق

فتحجب الرؤية تماما

ركنت السيارة على أحد الجوانب

ورحت أشاهد منظر انسلاخ النهار

من الليل ..

بدأ الضوء خافتا جدا وضعيفا

ثم راح ينداح فى الأفق بالتدريج

ورويدا رويدا .. تحول الظلام إلى غبش

وبدفعة واحدة ، عم الضوء وانتشر

وحين ظهر قرص الشمس

تلاشت حدة الشبورة

وأصبح الطريق واضحا

عندئذ بدأت السيارات المتوقفة تتحرك ..

وبعض الطيور تحلق فى السماء !

ــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy