|
بين الانتماء .. وحب الوطن
للدكتور حامد طاهر
ـــــــــــ
منذ عشر سنوات تقريبا
بدأ يشيع مصطلح (الانتماء)
ثم راح يزيح بالتدريج
مصطلح (حب الوطن)
ويحل محله ..
ولأننى من الجيل
الذى نشأ وتربى على حب الوطن
فلم أستسغ المصطلح الجديد
وظللت متمسكا بمصطلحى الأثير :
حب الوطن
ـــــــــــ
وحين تناقشت مع أصحابى
حول المصطلحيْن
وجدتهم غير مهتمين أساسا بالمسألة
على اعتبار أنها من مسائل اللغة
التى لم تعد تهم الكثيرين فى زماننا
ولم يلتفتوا أبدا
إلى أنها من صميم التربية والاجتماع
وتتصل بمستقبل الأجيال الصاعدة
ـــــــــــ
وكان مما قلته لهم :
الانتماء ياجماعة
يعنى انتساب الشخص
إلى الأسرة التى أنجبته
والحىّ الذى كبر فيه
والبلدة التى تكتب فى بطاقته الشخصية
أما حب الوطن
فهو يعنى أكثر من ذلك كله
لأنه يشمل الريف والحضر
والصحارى والمزروع
والدروب والشوارع والأزقة
والناس الذين ما زالوا يعيشون فيها
أو قضواْ حياتهم بها ..
الوطن لا يقتصر فقط على المحافظة
التى يعرّف الشخص نفسه بها
وإنما البلد الكبير
الذى يحدّد هوية الشخص فى البسبور
فإذا ربطنا هذا الوطن الكبير بالحب
الذى يتضمن كل معانى العاطفة
والتضحية والفداء ..
وجدناه أوسع وأشمل وأقوى
من الانتماء
الذى لا يزيد كثيرا عن معنى الانتساب
والذى قد يشمل الحب
وقد لا يشمله !
والدليل على ذلك
أن بعض الأشخاص
الذين قد تسألهم عن انتمائهم
يقولون لك :
من أسىوط ، أو الفيوم ، أو المنوفية ..
ومع ذلك تجدهم يقضون حياتهم كلها
فى القاهرة !
وهذ معناه ببساطة
أنهم لو كان لديهم انتماء حقيقى
لعادوا إلى منابعهم الأولى
وظلوا بها حتى يدفنوا فيها !
ـــــــــ
تلك هى أدلتى على أن حب الوطن
أقوى من الانتماء
وأن إحياءه من جديد
أفضل من مصطلح الانتماء
الذى يشبه الورود الاصطناعية
الخالية من الحياة والرائحة ّ
ــــــــــ
ومع ذلك فإن السؤال
الذى أودّ ان استمع إلى إجابته
من أصدقائى على الفيس بوك :
أيهما تفضّل :
الانتماء .. أم حب الوطن ؟
 |
