عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
قصص شعريه صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 28 ديسمبر 2016 00:39

حكاية عائلة مصرية


مات الجد

بعده بعام واحد .. ماتت الجدة

اكتمل بياض شعر رأس الأب !

ثم لم تلبث الأم أن مرضت

فاختفت البسمة تماما من البيت

ورغم حرص الجميع على شفاء الأم ،

فقد غيّبها الموتُ فى إحدى ليالى الصيف

خيم الحزن الشديد على الأب والولد والبنتين

تقاعد الأب أخيرًا عن العمل

وتناقص إلى حد كبير دَخْلُ الأسرة

تعثر الابن فى دراسته فهجرها ،

وأصر على السفر للعمل بالخارج

ظل يرسل للأسرة فى كل شهر مبلغا من المال

وفجأة قطعه ، وأخبرهم أنه اضطر للزواج !

تدهورت صحة الأب كثيرا ،

ولم يعد يُمسك بزمام الأمور

البنتان تواعدان شابين

أحدهما ميكانيكى سيارات ،

والآخر ما يزال طالبا فى الجامعة

أصبح الأب يرى ، ويسكت ..

كان من قبل يثور ، ويضرب !

ذات يوم .. أحضرت البنت الكبرى حبيبها ،

ليخطبها من أبيها

تزوجت وأنجبت بعد سبعة شهور فقط

صار يحتفى بقدومها مع طفلها إلى المنزل

بعد فترة .. علم أن ابنته الصغرى

قد تزوجت عرفيا !!

سقط مريضا ، وابتلع الألم

لكنها جاءت إليه باكية واعتذرت فسامحها

طلب منها أن تُحضر زوجها إلى المنزل

ليعيش الثلاثة معا ..

عندما أنجبت طفلة جميلة ،

أخذها بين ذراعيْه بحنان بالغ ، وقال :

= إنها تشبه جدتها كثيرًا !

زوجُ ابنته ولد جاد ، وهو يذاكر باجتهاد

حاول أكثر من مرة أن يكلمه ،

لكى يُحوّل الزواج من عرفى إلى شرعى

لكن الفرصة لم تكن تواتيه

كما أنه كان أضعف من أن يلح !

ذات يوم ، صلى الفجر ،

وتمدد كعادته على السرير

وعندما ذهبوا يدعونه للإفطار ..

وجدوه ميتا ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


القريـــة النــــائية


لم يكن يتخيل على الإطلاق

أن تلك القرية النائية ،

التى عين فى الوحدة الطبية بها

سوف تشكل جزءاً أساسياً من حياته .

فى الشهور الأولى . .

رأى كل شئ حوله يبعث على القرف والاشمئزاز ،

حتى أنه لعن اليوم الذى تفوق فيه ،

والتحق بكلية الطب .

أين الآمال الكبرى فى عيادة فسيحة بوسط البلد ،

والتردد مع زملائه على النادى ،

وتكوين صداقات وعلاقات مع أرقى عائلات العاصمة ؟

تبخرت كلها

وهو يجلس فى تلك العيادة الحقيرة ،

التى توجد فى سقفها مروحة لا تعمل ،

ويقف على بابها تمرجى بجلباب أزرق ،

وطاقية صوف !

أما المترددات على العيادة فكلهن بلا استثناء

سيدات عجائز،

أو متوسطات العمر بكروش منتفخة ،

ورائحة ممزوجة بالطين وروث البهائم
وذات يوم . .

دخلت مع خالتها فتاة فى حوالى العشرين

عيون خضراء واسعة ،

وضفيرتان تتدلـى إحداهما على صدرها ،

والأخرى على ظهرها حتى أسفل الوسط .

لم يستطع ان يرفع عينه عنها طوال الوقت

أما هى فكانت تبتسم بهدوء ،

وتنظر إليه بثبات .

فور خروجها نادى على التمرجى ،

وراح يمطره بالأسئلة عنها . .


– آه البنت أم عينين خضره

بنت عم فاضل ،

صاحب الطاحونة ،

ناس طيبين وفى حالهم .

ولهم ولد سافر إلى العراق منذ عدة سنوات

وانقطعت أخباره


كان يريد أن يلتهم عنها كل خبر

راح يتلذذ بكل التفصيلات ،

التى لم يخرجها التمرجى الملعون إلا بصعوبة

***

فى الزيارة التالية لخالتها سألها عنها ؟

ولماذا لم تحضر معها ؟

ثم تجرأ ، وسأل :

ــ هل هى مخطوبة ؟

ــ وإذا تقدم هل يوجد مانع ؟

كان الطريق خالياً ..

ولم تمض عدة أيام

حتى كان يجلس إلى جوارها فى كوشة الفرح . .

ولم يعد يكره القرية التى عين فيها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


حدث فى حديقة الحيوان

كنت متجها لزيارة أحد اصدقائى
وعندما توقف الأوتوبيس
فى اشارة مرور طويلة ،
أمام حديقة الحيوان
ترددت لفترة ، ثم قررت النزول
اتجهت لشباك التذاكر
وقطعت تذكرة
ودخلت
----
كان يوم إجازه
والحديقة مزدحمة بالزائرين
وأكثرهم من الأطفال
تجولت قليلاً بين بيت الفيل ،
وجبلاية القرود
ولم أتوقف أمام الاسد طويلا ..
لأننى لا أحب ان أرى انكسار هذا الوحش الكاسر
أحسست بالتعب
فذهبت إلى مسطح أخضر
تجلس فيه بعض العائلات
وحولها الأطفال يلعبون بالكرة
----
جلست بجوار عائلة
الأب ، والأم ، وثلاث بنات
كانوا يراقبون ابنهم ، وهو يلعب
ثم نشروا مائدتهم على العشب
وأخرجوا أكياس الطعام
وراحوا يتقاسمونها
فوجئت بابنتهم الصغرى
تحمل لى بعض السندويتشات على طبق ورقى
شكرتها بشدة ، لكنها أصرت على تركه
وعادت لأسرتها
كنت بالفعل جائعا ، فأكلت
السندويتشات لذيدة جدا
وكان علىّ أن أذهب لأشكر الأب
سألنى : هل أنت وحدك
قلت : نعم
دعانى للعب دور كوتشينه
قبلتْ
التف الجميع حولنا ، بما فيهم الابن
ورحنا نضحك ، ونتحدث
عن عملى ، وبلدى ، ثم عن حياتى كلها ..
الأسرة طيبة جدا ، ومحافظة
والبنات مؤدبات ، وجميلات
قالوا لى : إن الكبرى مخطوبة
وستتزوج قريبا فى مدينة أخرى
أما الوسطى ..
فكانت تنظر فى الأرض
حين أنظر إليها ..
عاودت شكر الأب والأم على السندويتشات
قالت الأم بحنان بالغ :
-
على ماذا يا بنى
هذا شىء بسيط ،
وأنت فيما يبدو ابن حلال
وتستاهل كل خير..
أحسست أن أمى هى التى تتحدث
وتمنيت لو ألقى بنفسى فى حضنها
أعطيت الأب عنوانى ، ورقم تليفونى
لم تمض سوى أيام قليلة
حتى زرتهم فى منزلهم
رحبوا بى بشدة
كأنهم يعرفوننى من زمن طويل ..
سألنى الأب :
-
هل نحضر لك لقمة ،
قبل أن نشرب الشاى معا ؟
وجدتنى أقوله له :
-
أنا جائع بالفعل
لكن يشرفنى يا عمى
أن أطلب يد ابنتك الوسطى !
ابتسم ، ولم يرد
ثم قام على الفور ، واتجه إلى المطبخ
سمعت زغرودة الأم
تملأ المكان بفرحة ..
كنت فى أشد الحاجة لسماعها .

ريبورتاج الحب الأول

فى غمرة احداث الجريدة
ورئيس التحرير مشغول للغاية
فى تجهيز العدد الاسبوعى
وتليفونات المسئولين تلاحقه
للاطمئنان حول نشر بعض الموضوعات ،
وحذف بعضها ..
دخل عليه المحرر الجديد
وكان قد عينه حديثا
بناء على توصية وزير سابق
وعندما رفع رأسه ليسمع منه
بعد ا ن خلع نظارته
وجده يقول له بكل ثقة :
ــ هل تسمح لى ياريس
ان اقوم بتحقيق
مع كبار الشخصيات فى المجتمع
حول حبهم الاول ؟
لم يصدق الرجل ما يسمع
وعاد فوضع النظارة على عينيه
ليتامل الشاب من جديد
ــ ماذا تقول ؟
ــ اقول اننى اريد ان اقوم بعد اذنك
بتحقيق صحفى موسع
حول الحب الاول ..
قاطعه متهكما :
ــ وكيف جاءتك هذه الفكرة العبقرية ؟
ــ لان الحب الاول ياريس ،
كما جاء فى الانترنت ،
هو اهم حدث يقع فى مرحلة المراهقة
ويظل ىؤثر على فكر الانسان وسلوكه
طوال مراحل العمر .
ــ يعنى حضرتك ترى
انه ىؤثر علينا الان
ونحن نقوم بهذا العمل ؟!
ــ طبعا يافندم .
امسك رئيس التحرير نفسه
من الانفجار فى الشاب
وتذكر توصية قريبه الوزير
وقال له بهدوء :
ــ طيب ياحبيبى ..
دعنى الان وسوف نتحدث عن ذلك
فيما بعد .
خرج الشاب مطمئنا
وعاد رئيس التحرير للانهماك فى عمله
وحين عاد بعد منتصف الليل الى منزله
كانت زوجته قد تركت له عشاءه المعتاد على السفرة
جلس وحده لياكل ..
وراح يستعيد ما حدث مع المحرر الشاب
وابتسم من تفاهة الموضوع
وتهور المحررين الجدد
لكنه حين القى نظرة على صورة زفافه المعلقة
لم يستطع ان يبعد من ذاكرته
طيفا عزيزا عليه :
سعاد بنت الجيران
بعينيها الواسعتين
وضفيرتها المكتنزة
وضحكاتها التى لا تنسى ..
ان زوجته تشبهها الى حد كبير ..
بل ان كل النساء اللاتى احبهن
كن نسخا منها ..
وحتى سكرتيرته الحالية
لها نفس عينيها
ولعل هذا هو السبب الكامن
الذى جعله يتجاوز عن الخبرة
ويختارها من بين جميع المتقدمات !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أبناء البيت الكبير

كانت امراض الشيخوخة
قد زحفت بالفعل على الحاج سرحان
ابن الثمانين ، وتاجر الشموع بالغورية
أما روحه فقد ضعفت كثيرا
نتيجة سنوات العمل المتواصلة
والتى لم يأخذ فيها أجازة ليوم واحد
**
كان الرجل كثير الأبناء
سبعة ذكور ، وأربع بنات
وقد استأجر لهذا بيتا كبيرا
فى حى الدرب الأحمر العتيق
وكان إذا أراد ان يزوج أحد ابنائه أو بناته
يخصص له غرفة مستقلة
لكن العائلة كلها كانت تجتمع على الطعام :
الأب والأبناء على طبلية ،
والحاجة فاطمة والبنات على طبلية أخرى
والجميل فى الموضوع
أن أحدا لم يكن يشكو أو يتذمر
وحين عرض أحدهم على الوالد
أن يسمح له بالمساهمة فى مصاريف البيت
نهره بشدة ، واعتبر ذلك إهانة بالغة !
**
ومع مرور الوقت ، وتغير الأحوال
أخذ العائد من تجارة الشموع يتراجع
لكن الحال ظل فى البيت الكبير كما هو ..
ويرجع الفضل فى ذلك للحاجة فاطمة
فقد كانت تمسك بزمام الأمور
وتجيد توزيع الدخل مهما قل ..
وتحسم بعقلها الراجح أى أزمة تتعقد
والأهم أنها لم تكن تثقل على زوجها
بهموم المعيشة ، ومشاكل الأولاد
**
وذات ليلة باردة ، جاء الموت
فانتزع الحاجة فاطمة من هذا البيت الكبير
ولم يستطع الحاج سرحان
أن يعيش بعدها سوى عدة شهور
حتى لحق بها ..
ويقال إن كل تجار الغورية مشوا فى جنازته
فقد كان تاجرا أمينا وشريفا
وعقب انتهاء مراسم العزاء
كان على أبنائه أن يعقدوا فى منتصف الليل
جلسة طارئة
ليبحثوا أحوالهم ، ويختاروا من يقودهم ؟
وبعد أخذ ورد ، وتجاذب وصلح ..
وافقوا على أن يتولى الأكبر أمور البيت
رغم طيبته الواضحة ،
وعدم تمكنه تماما من السيطرة
**
لذلك لم تمض فترة طويلة
حتى بدأ الشقاق والنزاع
وعلت أصوات لم تكن تعلو من قبل
وتدخل فى المعمعة
زوجات الأبناء وأزواج البنات
وراح البعض يطالب بالاستقلال بنفسه
سواء فى الدخل أو المصروف
وكان البعض حاد المزاج
فصار لا يكلم إخوته
وإذا سلموا عليه .. لم يرد السلام !
**
وهكذا تغيرت الروح التى كانت سائدة
فى البيت الكبير
فبعد أن كانت السماحة والقناعة والمودة
هى التى تسرى بين الجميع
حل محلها الحقد والحسد والشراهة
وصار كل منهم لا يتحمل كلمة
أو حتى مجرد نظرة من أخيه
ثم جاءت الضربة القاضية :
إعلان رسمى بضرورة إخلاء البيت
فى أقرب وقت
لأنه آيل للسقوط ..
وعلى الفور
حمل كل منهم أغراضه
وكراكيبه ..
وانتقل إلى شقة أو غرفة صغيرة
تقع فى أحياء مختلفة ، ومتباعدة
ولم يعودوا يتقابلون إلا صدفة
أو حين يقع لأحدهم حادث
أو أحيانا ــ وهذا قليل جدا ــ
فى زفاف أحد أبنائه !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليـــلة شتــــــاء


هبطت درجة الحرارة
إلى ما يقرب من خمس درجات
واستمر المطر فى الهطول
أغلق على نفسه باب الغرفة وشباكها
وعندئذ بدأت دقات ساعة الحائط فى الارتفاع
حتى صارت هى الصوت الوحيد الذى يسمعه
**
استلقى على السرير
وتدثر يأكثر من بطانية صوف
حاول أن يتسلى بمشاهدة شىء فى التلفزيون
وجد البرامج الحوارية مملة ،
والأفلام مكررة
**
سحب كتابا لم يكن قد أنهى قراءته
لكن أصابعة المتجمدة
لم تقو على تقليب صفحاته
أعاده إلى موضعه
**
أمسك بأجندة التليفونات
محاولا التقاط رقم صديق
يثرثر معه عن هذا البرد الفظيع
أو يتبادل معه بعض الأخبار والذكريات
لكنه وجد الأرقام شبه باهتة
وكلما توقف عند اسم بعينه
تذكر له أحد المواقف السخيفة
التى لا يصدر مثلها من صديق حقيقى
**
ما هذه البرودة التى تسرى فى عظامه ؟
ولماذا لا يحد منها هذا الكم من الصوف ،
الذى يحيط بجسده ؟
وهل يمكن فى هذا الجو أن يأتى النوم ؟
**
النوم ..
لا مجال له على الاطلاق
وقد صارت زخات المطر المتتالية
تصك خشب الشباك
كما لو كانت ذئبا جائعا
يحاول أن يقتحمه بالقوة
أما دقات ساعة الحائط
فهى مستمرة فى ضرباتها المنتظمة ،
والرتيبة ،
والتى تحولت مع مرور الوقت
إلى ما يشبه دقات طبلة
فى مارش عسكرى
**
لماذا لا يذهب إلى المطبخ
ويقوم بتحضير وجبة ساخنة
لعلها تبث بعض الحرارة فى جسده ؟
لا شىء فى الثلاجة سوى عدة بيضات
وعلى الرف زجاجة زيت
أما الخبز فقد جف فى كيسه
لا يهم ..
وليذهب النوم إلى الجحيم !
**
نجحت المحاولة
وساعدت نار البوتاجاز على تدفئة المكان قليلا
لكن الأهم
أن تناول تلك الوجبة أشاع الدفء فى معدته ،
ومنها إلى أطرافه
وحين شرب كوبا ساخنا من الشاى
تأكد من أن النوم قد طار من عينيه تماما
**
جلس على المكتب
وفتح الكمبيوتر
هناك بعض الرسائل غير الهامة
وبعض الصور التى يتباهى بها أصحابها
لكنه سرعان ما شعر بالملل ، فأغلقه
عاد إلى السرير
البطاطين الصوف باردة جدا
وهى على نفس مستوى برودة قدميه
ماذا سيفعل الآن ؟
لا شىء
وتساءل :
ماذا لو كانت له الآن رفيقة ؟
يحدثها ، وتحدثه
ويتقاسم معها مقاومة هذا الشتاء القارص ؟
لكنه كان المسئول الرئيسى
عن فراق كل من عرفهن
رغم أن فلانة كانت أفضل ..
وفلانة كانت أجمل ..
وفلانة كنت أطيب ..
أخيرا ذهبن كلهن ،
وبقى هو وحده ىعانى البرد ،
إنها فيما يبدو عدالة السماء !
**
بعد بزوغ الفجر بأكثر من ساعة
وجد رأسه يثقل
وبصره يضعف
وقواه تخور
وفجأة استغرق فى نوم عميق
عميق جدا
لم يصح منه إلا مع عصر اليوم التالى ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هابيل وقابيل



قابيل ــــ إلى أين أنت ذاهب ، ياهابيل ؟
هابيل ــــ إالى أعلى التلة ، التى بجوار النهر
قابيل ــــ وما هذا الخروف الذى تسحبه ؟
هابيل ــــ إنه قربان
قابيل ــــ قربان ، لمن ؟
هابيل ــــ للخالق ، جل وعلا !
قابيل ــــ ومن طلب منك ذلك ؟
هابيل ــــ لا أحد
قابيل ــــ إذن لماذا تفعله ؟
هابيل ــــ من قبيل الشكر
قابيل ــــ الشكر على ماذا ؟
هابيل ــــ على ما أنعم به على
فقد بارك لى فى رزقى
ووهبنى الزوجة الصالحة
وجعل حياتى راضية مرضية
قابيل ــــ ولماذا لا أفعل أنا نفس الشىء ؟
ألسنا إخوة ، وأنت لا تفضلنى فى شىء ؟!
هابيل ــــ حسنا ، يا أخى
ومن حقك أن تفعل
وعسى الله أن يتقبل منا جميعا
***
وهنا أسرع قابيل إلى مزرعته
وتخير من بين أغنامه
كبشا أضخم من خروف أخيه
وعندما وصل إلى نفس التلة
وجد أن أخاه قد ذبح خروفه فوق صخرة
وتركه ، ورجع إلى بيته
قام قابيل بذبح كبشه
ووضعه فوق الصخرة ،
بعد أن أزاح خروف أخيه على الأرض !
***
فى صباح اليوم التالى
عاد كل من الأخوين إلى التلة
فلم يعثر هابيل لخروفه على أثر
فعلم أن الله قد تقبله منه
أما قابيل فوجد الكبش الضخم فى مكانه
دون أن يمسه وحش مفترس
أو طير كاسر
فأدرك على الفور أن الله لم يقبل قربانه
بينما تقبل قربان أخيه
***
أكلت الغيرة قلب قابيل
وصمم على ضرورة التخلص من أخيه
الذى فضله الله عليه
ولم يدرك الشقى
أن الله ىؤتى فضله لمن يشاء
وخلف إحدى الأشجار المكتنزة
التى تقع فى طريق عودة أخيه
ظل مختبئا خلفها ، وفأسه فى يده
وحين أصبح هابيل على بعد خطوات منه
انقض عليه بكل حقد وجسارة
وحطم بالفأس رأسه
فتناثر دمه على الأرض
***
تفاجأ قابيل من رؤية الدم
ومن سقوط أخيه جثة هامدة
وبدأ يشعر بارتباك شديد
خوفا من ان يجيء أحد أفراد أسرته
ويشاهد ما فعله بأخيه !
إذن ماذا يفعل
فى تلك الجريمة التى كانت
أول جريمة قتل على ظهر الأرض ؟
***
وهنا بعث الله بغراب
وجد غرابا آخر قد مات
فراح يحفر فى التراب
حتى واراه ..
أخذ قابيل نفس الفكرة
وقام بتنفيذها مع جثة أخيه
فحفر لها حفرة فى الأرض
وألقاها فيها
ثم أهال عليها التراب حتى اختفت تماما


***
رجع قابيل إلى بيته
كان مضطربا للغاية ، ومحطم الأعصاب
وعندما لاحظت زوجته ارتباكه
سألته عن السبب
فاعترف لها بجريمته
لكنه شدد عليها ألا تخبر أحدا
وخاصة أبويه : آدم وحواء
حتى لا يحل عليه غضبهما
لكن الجريمة ما لبثت أن عرفت بكل تفاصيلها
ولم تقتصر على غضب الأسرة فقط
بل شملت لعنة الإنسانية كلها !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


حديث عصفورين

ـــــ هل رأيت الكوبرى الجديد
الذى أقاموه على الترعة ؟
ـــــ لمحته يسرعة وأنا عائد بالأمس
ـــــ يقال إنهم سيقيمون بجانبه سوق خضار
ـــــ وهذا يعنى أنه سيكون مزدحما
ـــــ فقط فى أيام السوق
أما فى باقى الأيام
فسوف يمكننا أن نلتقط منه الكثير
ـــــ لكن ماذا سيفيدنا من بقايا الخضار ؟
نحن بحاجة إلى الحبوب
ـــــ الحبوب لم تعد توجد إلا فى أطراف الحقول
أو على الطريق
بعد أن ينقلوا حزم القمح والشعير
ـــــ المشكلة أن الغربان
ما عادت تترك لنا شيئا نلتقطه
ـــــ لكننى سمعت أن المبيدات
تقضى على الكثير منها
ـــــ ياريت تقضى عليها كلها
فهى طيور شرهة جدا ، ومؤذية
ولا تهتم إلا بمصلحتها
لكن .. قل لى :
كيف الحال مع عروستك الصغيرة ؟
ـــــ هى بخير
لكنها أصبحت تتطلب الكثير
ـــــ ماذا ، بعد أن بنيت لها عشا كبيرا ؟!
ـــــ إنها كما تعلم عصفورة شابة
ومثل كل جيلها
تريد أن أصحبها فى نزهات بعيدة
ـــــ ومتى يحين موعد بيضها ؟
ـــــ ربما بعد عشرة أيام
ـــــ حسنا .. سوف تفرح كثيرا بالبيض
وتحب أن تحتضنه
وساعتها تريحك
ـــــ بالعكس .. أنا مرتاح معها جدا
فهى عصفورة جميلة وخفيفة الدم
ولا تتوقف عن الزقزقة
ـــــ لا حرمك الله منها
ومتعكما بالسعادة
ورزقكما بالعصافير الكثيرة
التى تملأ عليكما العش
ـــــ عقبالك أنت أيضا
وبالمناسبة .. لماذا لم تتزوج حتى الآن ؟
ـــــ الواقع أننى ما زلت أبحث ..
والمشكلة أن متطلباتى صعبة قليلا
ـــــ لا تتشدد يا رجل !
فالعصفورات الجميلات كثيرات
وأى واحدة تتمنى عصفورا مثلك
ـــــ كذلك عندى مشكلة العش
ـــــ هل اخترته ، ام ما زلت تبحث ؟
ـــــ كانت عينى على عمود الكهرباء
لكننى فوجئت بسقوطه فى حادث
ـــــ ولماذا لا تقيمه مثلى فى شجرة ؟
ـــــ أخشى أن يقرروا قطعها
ـــــ وما رأيك فى أعلى الشرفة التى هناك ؟
ـــــ سيكون فى متناول أيدى الضيوف ،
وليس بعيدا عن شقاوة الأطفال
ـــــ عموما ، إذا ظهر أمامى عش مناسب
فسوف أحجزه لك
ـــــ لا أدرى كيف أشكرك ؟
ـــــ لا تقل هذا ، فأنت مثل ابنى تماما
ـــــ ربنا يمتعك بالصحة ،
ويرزقك دائما بحبات القمح والشعير !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الاثنين, 02 يناير 2017 23:51