عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
قصائد شعر حر وعمودي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 27 ديسمبر 2016 23:23

عودة النبض


أتساءل
كيف عادت نبضة الحب
إلى القلب الحزين ؟!
كان قد كفّنه الصمت سنينا،
وسنين
وتناسى الوصل ، والهجر ،
وأيام الحنين !
* *
كان مدفوعا بشىء لا يقاومْ
حينما شدته عينان وثغر وجبين
وأحاديث كثيرهْ
عن هموم اليوم ،
والأمس الذى ولّى ،
وأحلام الغد المفروش بالورد ،
وأشواق اللقاءْ
* *
كانت الدنيا نسيما ،
وعطورا ، ومرايا
وطريقا تصعد الأشجار فيه للسماءْ
ومشينا
وتعبنا
وجلسنا
ساعة تعلو على أجمل ساعات الزمانْ
* *
غير أن الأفق دارْ
فافترقنا
طائريْن افترقا
عاشقيْن احترقا
وطوى الحب الذى كان
عطا ش فى الصحارى ،
وانسحاق فى البحارْ
* *
رجع القلب إلى مكمنه ..
ومشى الصمت بأركان المكانْ
وتلاشت ضحكة القلب من الصدر
وما عادت دموع العين تهمى ..
مثلما النهر الذى جفّ ،
وما عادت به قطرة ماءْ
صارت الدنيا خواءْ
* *
غير أنى أتساءل
ما الذى أرجع هذا النبض
فى القلب الحزينْ ؟
أنت . .

أم الروح الذى أطلق فيه الياسمينْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

عندما قلت : أحبك


عندما قلت : أحبكْ
لم تقولى أى شىءْ
كان صمتا رائعا
وسكوتا لا يدانيه كــــلامْ


* *

عندما قلت : أحبكْ
كانت الدنيا شتاء
وتدفأنا بتلك النظراتْ
حملتنا لبحور وصحارى
رفعتنا لنجوم وكواكبْ
أبعدتنا عن محيط الكون ،
صرنا ذرتينْ
نتلاقى .. نتماوجْ
فى فضاء لانهائىّ ، فسيـــــحْ


* *

عندما قلت : أحبكْ
لم تقولى أى شيءْ
إنما عينك قالت .. 
وعلى كفك حطت راحتى
حينها أدركت أن البدر مقسوم لنا
وشعاع الشمس لم يوجد
لمخلوق سوانا
ونسيم البحر ،

والأطيار ،
وموسيقى الحياه
صدحت من أجلنا


* *

عندما قلت : أحبكْ
كان سر فى الحنايا
ينشد الإفصاح عما يحتويهْ
مثلما البركان فى أعلى الجبلْ
حينما يملأ بالنار حشاهْ
ثم يلقى بشظاياها بعيدا .. 
قلتها فى لحظة
لا أعرف : كيف ؟
ولكنى استرحتْ
حين شعّ النور من طرف شفاهكْ
واختلاجات جفونكْ


* *

حينما قلت : أحبكْ
كانت اللحظة أغلى
من سنين العمر كلهْ
كان شيئا كانبثاق الروح
فى هذا الجسدْ
وازدهى الأفق بألوان قزحْ
واختفى الحزن من القلب
الذى عانى طويلا.. 
كان شيئا مستحيلا


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أجمل لحظات الحب


هى تلك النظرة من أعماق العينين

إذا ما صعدت من شريان القلب المولودْْْ

هى تلك اللمسة

حين تكون بلا هدف مقصودْ

هى تلك الساعات من الصمت الممتدّ

بلا شط وحدودْ

هى تلك الأغنية الصادحة

على نغمات العودْ

هى تلك الأشواق الظمأى من غير وعودْْ

هى حين يكون لقاء يعطى ، ويجودْ

او حين يكون وداع من غير شهودْ

ـــــــــــــ

أجمل لحظات الحب سويعات

لا تحسب من ساعات الزمن المعهودْ

يصنعها العشاق لأنفسهم

فوق سهول البحر

وتحت سحاب شفّافْ

لا يخفق فيه طير

أو تعبره طائرة

بل نسمات وادعة ، وعرائس أطيافْ

ــ كيف يحس العشاق ؟

ــ مشاعر لا يعرفها أحد لم يعشق من قبل

ولا تقدر أن ترصدها الآوصافْ

ــــــــــ

أجمل لحظات الحب

تشابه بعض فراشات

تتطاير حول فتيل المصباحْ

وتظل تدور ..

إلى أن يجذبها النور

فتدخل فيه صادحة بالأفراحْ

أما نحن ..

فنحسب أن المسكينة ذهبت للموت ،

وضحّت بجناحيها دون نواحْ !

لكن الجذبة للنور

هى المقدور

استحسنها فتخيرها

كى تصبح زيتا للمصباحْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الابتسامة

 

الابتسامه
إنها أجمل خلق الله
فى وجه مضىء
حين يفتر عن الرقة والإحسان
من قلب برىء
وهى النافذة الكبرى على الروح
التى تفتح أفاق اللقاء
* *

الابتسامه
أروع الأصوات من غير كلام
خير ما تعطيه أم .. لبنيها
نفحة الحب التى تنساب
من وجه حبيب لحبيب
* *
الابتسامه
لحظة تعلو على كل الزمان
وانفراج النور من قلب الظلام
وغدير يملأ الصدر انشراحا ،
وحنانا ، وسلام
* *

الابتسامه
وردة تنشر فى الجو شذاها
وغدير يتهادى وسط صحراء الكآبه
وسنا برق لطيف
يجعل الأفق مضيئا
تصدح الأفراح فيه ، والعرائس
* *
الابتسامه
قد تكون الخنجر المسموم
فى سحنة خائن
قد تكون الحبل يلتف على الصدر
ويغتال البراءة
قد تكون الفخ منصوبا
لمخدوع يتهاوى فى خطاه
* *
الابتسامه
احذروها عندما يطلقها
وجه غضوب
وارفضوها
من فم ، مر الصداقات ، كذوب
واهربوا منها إذا ما ارتسمت
فى ثغر حسناء لعوب



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مملكة الليل


إن كان سائر النهار لكْ
فالليل لى .. 
أغوص فى أعماقه
وأرتوى من صمته
وأمتلكْ
أشعة البدر
التى ترش ضوءها
على ستائر الفلكْ
* *
الليل لى .. 
حين ينام الكون كله
ولا يكون ساهرا سواىْ
أىّ حديث رائع
أبدأه مع الصدى
أقيمه مع السكون
أذكر فيه الموت والحياهْ
وهذه الشفاهْ
حين تكون تارة كالشهد خالصا ،
وتارة تكون منبع السمومْ ؟!
وكيف يهبط الأسى
على الذين افترقوا ،
وتثقل الهموم ؟!
الليل لى .. 
فى وحدتى المقدسهْ
حين تكون شدة الظلام مؤنسهْ
من بعد ما عانيت طول اليومْ
فى ملتقى النسور والغربانْ
وقسمة اللصوص والقراصنهْ
وهوس القمار والمراهنهْ
أحاول النسيانْ
وأشجب المكان والزمانْ
وهذه الأجساد عندما تمارس العناقْ
وتحت جلدها ينسل عقرب النفاقْ !


* *


إن كان سائر النهار لكْ
فالليل لى .. 
مملكتى
محيط سلطتى التى
أقيم فيها ما أريد من قصورْ
أدير فيها ما أشاء من أمورْ
كأننى أميرْ
وكل أشباح الظلام تحت سطوتى
تطيعنى .. ترهبنى
حتى إذا أتى الصباح
عدت من جديدْ
أسوق زورقى القديم
نحو شاطئ بعيدْ ..



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نيرفــانــا


أعود إليك
بعد تغربى فى الليل
والأشباح تتبعنى بكل مكان


***


أعود إليك
بعد تقاذف الأمواج
والريح التى تعوى ،
ورغم تشابه الشطآن


***


أعود إليك
بعد تسلقى قمم المحال ،
ورغبتى فى الفوز بالمجهول
والدنيا بغير أمان


***


أعود إليك منكسرا
وقد كفنت آمالى بأوراق الخريف
ولم يعد فى القلب متسع
لذكرى أو لنسيان


***


وها .. مرت سنين العمر مسرعة
ولم تترك سوى أثر طفيف
لم تعد تبدو ملامحه على الجدران


***


وحين يلوح وجه من رؤى الماضى
يحاول أن يذكرنى
أقاومه .. 
وأمضى صافى الوجدان


***


تشبهنى ؟
أنا فى البحر أشبه موجة
تعلو وتهبط دونما فوران

أنا فى الليل مثل فراشة
تهفو لمصباح بلا لمعان

أنا فى البيد موال لراع
بددته الريح فى أفق بلا آذان

وها أنا قد أتيت إليك مفتقرا أدق الباب
وملء حقائبى قصص وأعذار

وألف كتاب
لنقرأها معا ..
من غير أن ندعو لها أحدا

من الأصحاب !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

كل شىء يتغير


كل شىء يتغيرْ
موجةُ البحر التى كانت تلاقينى

بشوق واصطخابْ
لوعة الحب التى كنت أعانيها ،
وآمالُ الشبابْ !
ووجوه الصحبِ ..
لم يبق من الصحب

سوى بعض شجونٍ وسرابْ
والليالى نفُسها صارت كئيباتٍ
ودفء الحلم ذابْ

ـــــــــــ
كل شىء يتغيرْ
الأناشيد التى كانت تشد العزم ،
فى القلب الفتىّْ
أصبحت رجع أنين متهالكْ
يتلوى وقعها فى أذنىّْ !
والأغانى حين كانت تملأ الآفاقَ ،
تروى عطش العشاق بالصوت الندىّْ
لم تعد إلا بقايا زفراتٍ ..

من حُداء بدوىّْ !

ــــــــــــ


كل شىء يتغيرْ
نكهةُ الخبز ، وطعمُ الشاى ،
أثناء الفطورْ
وعناويُن الجريدهْ
أصبحت محض خرافات من الماضى ،
وما عادت جديدهْ
صدئتْ كل الأوانى ،
وسعى النمل بأركان المكانْ
وعلى المرآة بعضُ الذكرياتْ
كلها كانت حياةْ
ثم ماتت ..

مثلما الاحساس ماتْ !
ــــــــــــ
كل شىء يتغيرْ
هذه الألوان كانت ناصعاتْ
وخدود الورد كانت ناضراتْ
وصفير البلبل الغرّيد منسابًا

على كل الجهاتْ
صارت الألوان أبهتْ
وخدود الورد جف الماء منها ،
ومشى فيها الذبولْ
هجر البلبلُ عشَّهْ
واختفى قبل المساءْ
وأتى من جانب التل صراخ ،
ونباحٌ ، وثُغاءْ !



كل شىء يتغيرْ
حدّة الإبصار فى عينى ،
وأسماءُ الشخوصْ
قوة الإعصار فى صدرى ،
وميْلى للصراعْ
صبوتى ، نوُع طعامى ،
وخطاىَ المسرعهْ
صرتُ لا أعرف إلا أن أقاتل ..
رغبتى حين تحاولْ !
وأنا فى الأرض مشدودٌ بآلاف السلاسلْ

ــــــــــ


كل شىء يتغيرْ
موعد النهر الذى كان وفيا
والفصول الأربعهْ
لم تعد عادلة فى قسْمها ..
أصبح الصيف طويلاً ، وثقيلا
وخلا الحقلُ من الظل المندّى بالنسائمْ
بعدما غطت محياُه الأخاديُد العميقهْ
وسمعنا أن ثلج القطب ذابْ

سحقته الشمس .. فيما بين بعد واقترابْ
ــــــــــــ


كل شىء يتغيرْ
وأنا أجتر أيامى التى راحت هباءَ
عثراتٍ ، وانتظارا ، واندفاعا ، واحتماءَ ..
كيف لم أدرك دروب الغاب من حولى ،
وأخلاق الضباعْ ؟!
كيف لم أعرف بأن الصاحب الموثوق .. باعْ ؟!
كيف لم أشعر بأن العمر يجرى مثلما النهر ،
وما فيه ارتجاعْ ؟!

ــــــــــ


هذه اللحظة كانت فاصلهْ
رحّبت بالأرض أبوابُ السماءْ
حذرتنى قائلهْ :
إن فى الليل شياطيَن كثيرهْ
وكذا طولَ النهارْ !
فتحت عينى على وجهٍ حقيفىّ ،
ووجه مستعارْ !
ميّزت فى شاطئ البحر أمامى ..
كلَّ أنواع المحارْ
لم يعد يهتز عقلى ..
بين شك وضياعْ
صار ضوءُ الحق أنصعْ
واختفى الباطل فى تلك البقاعْ ..

.. .. ..


هكذا أصبحتُ انسانا جديدا ،
وفريدا ..
غير أن العمر ضاعْ

!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الوجــــــوه


وجه ضاحكْ

وجه عابسْ

وجه محزون أبدا

وجه ماكرْ

وجه عذبٌ .. وجه مالحْ

وجه من غير ملامحْ

وجه يتحول فى أشكال أخرى..

وجه يُسفر عما يحمله من إحساسْ

وجه يتخفّى حتى لايدركه الناسْ

وجه كالذهب الخالصْ

وجه مطلىّ بنحاسْ

وجه لا تنساه طوال العمرْ

وجه حين تفارقه يسقط من ذاكرتكْ

وجه يجعلك تبوح إليه باسراركْ

وجه تخشى أن تخبره عما يحدث فى داركْ

وجه تتمنى ألا تلقاهْ

وجه تدعو الله .. لكى تلقاهْ

وجه يسرى فى الحلم فتسعدك رؤاهْ

وجه تلقيه الريح عليك ،

فتقضى طول اليوم حزينا من مرآهْ

* *

الأوجه فى كل مكانْ

تسبح فى الجو ،

وتمرق فى الماء ،

وتدلف من كل الأبوابْ

تتحدّانا ، تحصرنا ، وتراوغنا ..

حتى لاندرى أىّ الوجهين : الصادقَ والكذّابْ ؟

من منا يقدر أن يستكشف ما فيها ،

مَنْ أغوار مظلمة ، وضبابْ

بعض ملامحها حُفَر ، وفخاخ ، وسرابْ

أطيافَ ملائكة تبدو أحيانا،

وتكشر فى أحيان أخرى ، مثل شياطين ،

تتـلوى فى السقف ، وفوق الجدرانْ !

* *

الأوجه أقنعة مختلفات الألوانْ

صفراء ، وحمراء ، وزرقاء ..

يلبسها كلٌّ منا طول اليومْ

يستبدلها عشرات المراتْ

ينزعها عند النومْ

لكن الأجرأ من يصحو فى قلب الليل ،

وينظر فى المرآهْ

منزوع الأقنعة كما صوره الله !

مَنْ منا يقدر أن يتأمل فى وجهه

يصفعه إن كان مدانا ،

ويعاتبه ان همَّ بشرٍّ ،

ويصارحه وجها وجها ..

مَنْ منا يقدر أن يتخلص من أقنعتِهْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الصـــدور


صدر مفتوح كالبحرْ

صدر كالقبو المغلقْ

لا توجد فيه فتحات مثل القبرْ

صدر تسمع منه الآهاتْ

صدر تتلوّى فيه الحيّاتْ

صدر يزخر بالعطف على المسكينْ

صدر تُشحذ فيه السكينْ

صدر لا يدع صديقا يقرب من أسوارِهْ

صدر يدعو الناس جميعا ..

لزيارة دارِهْ

* *

الصدر جدار ملتف ،

يبنيه الانسان دفاعا عن قلبه

ويظل يُحصّنه ..

حتى لا يتمكن أحد من أن يطّلع عليهْ

وهنالك من يجعل فيه مزاغــل ..

ليراقب منها المتلصص ، والهجام ، وملتقطى الأخبارْ

الصدر جدارْ

قد تُقذف منه الأحجارْ ،

وقد تتمدد فوق حوافيـــه الأزهـــارْ

* *

ماذا خلف جدار الصدر،

سوى أرض جرداء ، وبعض الصبّارْ

ومساكن هُجرت من زمن ،

عشّش فيها البومُ،

وعاثت تحت سلالمها الفئرانْ

آثار هزائم غطاها الرمل ،

وما زالت صامدة ضد رياح النسيانْ !

* *

قالت – وانحدرت من عينيها

دمعاتٌ ساخنة فوق الخدينْ :

لا يوجد صدر خال من أظفار الغدرْ

وسواء كان امرأة أو رجلا ..

فالغدر هو الغدرْ !

لكن الأقسى أن يغدر من نمنحهُ

مفتاح القلب ليسكن فيهِ ،

فيمزقه بالخنجرْ !

* *

وسرى من أعماق السجن أنينٌ مكتومْ

أقسم : لا يوجد فى الصدر سوى أشواك الحقد ،

ونيران الحسد المشئومْ

كان صديقى أقرب لى منّى ..

وأمام القاضى ، بث شهادته سمّا فى أوردتى

ألقانى خلف القضبان ،

وأحدق بالثروة والزوجة والأولادْ !

* *

وهنالك حول ضريح القطبْ

صاح الدرويش الهائم :

لا يوجد صدر خالٍ ،

من حب الله ومن أنفاس القربْ

وقبيل الموت بخطواتْ

قد يشرق صدر العاصى بالتوبهْ

ويفيض الإيمان على القلبْ

* *

لكن الصدر الأدفأ فى العالم ..

هو صدر الأمّْ

يسقينا لبن طفولتنا ،

ويهدهدنا ،

وننام عليه ونحلُمْ

فإذا ما بعدت عنه زوارقنا ،

ورمتنا الدنيا فى مدن أخرى

حيث البردُ القارس ، والناسْ ..

جئناهُ ، فوجدناهُ مفتوح الأذرع ،

يتلقّانا بمزيد من وَهَج الإحساسْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الحب فى الميـدان


كان الطوفانْ

يتدافع فى قلب الميدانْ

وشعارات الحرية تصدح فى كل الأركانْ

وعيون الثوار.. كما فتحاتِ البركانْ

كان الصوت الخارج من أعماق الشبانْ

يندفع فيكسر كل متاريس القهر ،

ويبعث جثث الموتى من تحت الأكفان

* *

وعلى خطوات منّى ..

كانت تحمل علما خفاق الألوانْ

كانت تهتف ، لكن الصوت الصادر عنها

كان كصوت البلبل حين يغرد بين الأغصانْ

وبعينيها كان بريق الحسن

يفوق الغضب الهادر منها ،

وعلى خديها امتزجت حبات العرق بأوراق الورد ،

وثار الشعر ، فنفرت منه خصلات في لون الليل ،

على صبح زاهٍ ، فتانْ !

تبعتها صرخاتُ هتافى ..

التفتتْ ، نظرتْ ،

علمتْ أنى افديها بالروح .. كما الأوطانْ !

تركتنى أقتسم العلَم المرفوع بيدها ،

وأشاطرها الغضْبة والغليانْ

وهناك بجوف القصر اختار الماكر أن يكذب ويناور ..

حتى اهتزت حول قوائمه الجدرانْ

وشهدنا أروع لحظات العمر : سقوطَ الطغيانْ !

طرنا من عمق الفرحة ، هنأنا أنفسنا بالأحضانْ ..

كانت كالعصفور الوادع فى صدرى ،

تسكن حينا ،

وتزقزق حينا فى اطمئنانْ

لكن ما لبثت أن فاقت من غفوتها ..

رجعتْ للخلف قليلا ،

ثم ابتعدت فى قلب الميدانْ

تابعتُ خطاها .. لم تتوقفْ ..

ذابت كالقطرة فى الطوفانْ

كنت سعيدا وحزينا ،

أضحك ، أبكى ..

وعلى كتفى ربتت آلاف الأيدى ،

قالوا : جذبته الفرحةُ ،

رشوا الماء على وجهى ،

وأعادونى للبيت ،

جلستُ بلا قلب:

يتنازعنى الشوق اليها ،

وأفكر فيما ينتظر الأوطانْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أحبك يا مصر ..

 

أحبك يا مصر رغم السكوت

أحبك .. حتى أموت

***

أحب صباحك حين يرش الحقول ،

وليلك حين يضم البيوت

***

أحبك حين تزغرد فلاحتكْ

وحين تدارين دمعك فى لحظة الحزن

عن شامت يبغضكذ

***

أحبك يا مصر حبا

تمكن فى القلب مثل ثبات الهرم

ومثل المآذن صاعدة للسماء

تسوق الدعاء ، وتبدى الندم

ومثل الكنائس ،

حين تفضفض أجراسها بالألم

أحبك يا مصر فى النيل ،

حين يهل علينا

فيروى العطاش ، ويغذو الجياع

وحين يريح الرعاة ظهورهمو فى حماه

يطيب الغناء ، ويحلو السماع !

***

أحبك يامصر

بعد حلول المآسى ،

وأنت تقومين كى تستعيدى قواك

وتنطلقى من جديد

مئات العواصف هبت عليك ،

وما زلت صامدة كالحديد

وفيك من الله ما يدفع الشر عنك ،

ولو لم تزوديه أو تتقيه

***

مباركة هذه الأرض ،

موسى ، وأتباع عيسى ،

ورايات أحمد . . مرت بها

وامتزجت بذراتها

وبثت الروح في نخلها

وجذور أشجارها

فصارت مضمخة بالعطور

وكل الزوايا بخور

***

أحبك يا مصر

ليس أمامك حب

ولا حب قبلك

أنت التى فى هواها أدور

وكل الجمال الذى ذبت فيه وغنيت له

ما كان إلا انعكاس جمالك فوق البدور

***

رماد الأحبة هذا الذى نام فى أرضك الطيبه

وسيرتهم تملأ الدار والمصطبه

وحين تطل علينا زياراتهم

تهدهد أحلامنا المتعبه

***

لعبنا صغارا بحاراتها

وجبنا كبارا ميادينها

وحين اصطدمنا بصخراتها

مددنا لها الكف كى نتقيها

أشارت علينا بتفتيتها !

***

لك الله يا مصر

بين الضباع ،

وتحت الصراع ،

وقيد الحسد

يتابعك النمر المفترس

ويشغلك الثعلب الماكر

وأنت تقومين وحدك فى الريح

رافعة وجهك المستضيء

بنور الشموس وضوء القمر

***

أحبك يا مصر رغم السكوت

أحبك . . جتى أموت


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يسأل الناس ..


يسأل الناس : ما الذى سوف يجرى ؟

ويعيدون فى السؤال كثيرا

ليس يجرى سوى الذى كان يجرى

فابدأوا النوم ، واستعيدوا الشخيرا

* *

كان حلما ، ووردة ، وصباحا

ثم راحت جميعُها ، وتلاشتْ

هبط الليل من جديد ، وأمسى

زامر الحى فى الكآبة صامتْ !

* *

هذه الأرض جفّفتها المآسى

والغزاةُ الذين داروا عليْها

حينما أسلمت نفسها لبنيها

أنكروها ، وكّبّلوا قدميها !

*

كيف يرقى سلالم المجد عبدٌ

عاش فى القيد ألف عامٍ وعامِ ؟!

انه مرهق القوى ، يتهاوى

وبأضلاعه مئات السهامِ

ملأ الغيم ساحة الأفق ، حتى

لم يعد يظهر الطريق المؤدِّى ..

وتلاقى الضباعُ بعد اصطراع

قسّموا الصيد بينهم دون حقدِ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مصرُ التى ..


مصر التى نثرت ضفائرها ،

وثارت فى ميادين الكرامة والصمودْ

عادت من الإعياء مرهقة ،

فأسلمت الخطى ،

وتمددت فى ظل منعطف صغيرْ

وتجمع المتكالبون ليقطعوا من ثوبها علَما ،

ويفتعلوا تواريخًا لهم معها ،

ولا يترددونْ

أن يشربوا نخب انتصار الثائرينْ !

لكنها راحت تحدّق فى الوجوه ،

فلا ترى مَنْ كان فى الميدان مشروخَ الجبينْ

أو مطفأ العينين من سيل الرصاص المنهمرْ

مَنْ هؤلاء إذن ؟ وأين الآخرونْ ؟

أين الذين تجمعوا من حولها ،

زمنَ المهانة والأسى ،

حتى أزالت سطوة المتجبرينْ ؟

أين الذين استبسلوا قتلا ،

وفازوا بالشهادة فى سماء الخالدينْ ؟

أين الذينْ ..

ملأوا الميادين الفسيحةَ ،

واستطاع هتافُهم أن يُسقط المتكبرينْ ؟

* *

نظرتْ الى عمق الوجوه ،

فلم يكن فيها شريف أو أمينْ !

نظرت الى أكتافهم ..

كانت كأكتاف الذين استنزفوا بالأمس

خيرات الوطنْ

نظرتْ الى قمصانهم ..

كانت هى القمصان ناصعةَ البياض ،

وتحتها اسودّت قلوب من عفنْ !

نظرتْ طويلا ..

ثم غابت فى مصيبتها التى امتدت

لآلاف السنينْ

ما عاد يطفئها البكاءُ او الأنينْ

وتوجهت نحو الجدار ، لكى تدارى دمعة ،

سقطت أمام الشامتينْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ملحمة الفلاح المصرى


في أعمق أعماق الغابات

وقبل مجيء التاريخ بآلاف السنوات

كان يسير بلا هدف

إلا من شربة ماء

أو حبة فاكهة

أو بعض الحشرات

وأخيرا وجد النيل

يسير مهيبا في خطوات متئدات

تتقاذف فية عشرات الأسماك الفضيات

وعلي جنبيه نخيل يعلو ،

ويطاول هامات السحب البيضاء

ألقي بالجسد المنهوك

علي طين الأرض السمراء

وصارت جنته العذراء !

****

في اليوم التالي حمل الفأس الفولاذية

وهوي نحو الأرض يقبلها ، ويقلبها ..

فتبادله أطيب ما فيها من خيرات

أطنان القمح، وأجولة الفول ،

وأصناف الخضراوات

وبداخل منزله

راح يربي بعض البقرات

بقرات كانت تمنحه اللبن الصافي ،

والجلباب الدافئ ، والدهنيات ..

****

كان الفلاح المصري بسيطا

يزرع ، يحصد ، ويزوّج

في خاتمة الموسم أولاده

ويبارك في أروقة المعبد أحفاده

محتملا أغلي ما يملك للكهنة من قربان

ملتزما بالسجدة للفرعون

إذا ما مر بموكبه العائم

بين الشطئان !

****

ظل الفلاح المصري صموتا

لا يتكلم حتي حين تؤرقه الكلمات

وخلوقا يسعي في دعم الضعفاء

ويجلس بجوار النيل يصلي ..

في زمن القحط ،

وحين يفيض الفيضان

وإذا أوقف في محكمة الموتى

أقسم أن يديه ما لوثتا النيل ،

ولا ألقي فيه أعواد الشوفان !

****

كان الفلاح المصري خبيرا

بخبايا الأرض السمراء

يعرف كيف تجود ؟

ومتي تلفحها الشمس الغضبى ،

فتشققها ؟

وبأي مدار يفرشها البدر إذا اكتمل

بضوء مملوء بالأزهار

لكن الفلاح المصري تفاجأ يوما

من أيام الصيف الحارقة .. بجيش جرار

هاجم من ناحية الشرق

وشتت حامية الجند .. بلا إنذار

وتوصل للفرعون الأعلي ،

أسقطه من أقوي برج فوق الأسوار

سقط الفرعون جذاذات ،

وأساور فضيات ، ونضار !

وتبددت المعتقدات المحفورة

في أعمدة المعبد ، والأ حجار ..

لكن الكهنة نفخوا في المبخرة الكبري ،

واعتبرو الغازي ملكا ، وألها ، وسليل الأقدار !

****

رجع الفلاح المصري إلي منزله الطينيّ ،

وراح يحدق في أطفال من غير عشاء

ورأي نظرة زوجته ترمقه باستجداء

لم يعرف طعم النوم ، طول الليل ،

وحين تبدي الفجر ،

مشي نحو الأرض السمراء

يقاسمها الشكوي والإعياء

ويوفر ما تنتجه للغرباءْ

حتي السنبلة الصفراءْ !

فإذا جن الليل

سرى فوق الشط

وأخرج من أعماق الروح

مواويل الصبر الصمّاءْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

صفحة من الرِّيف المِصري


كانت الأرض غارقة في الضبابِ ،

وفي آخر الحقل : بعضُ البهائم تجترُّ ،

والأفق ممتلئٌ بالغيوم ،

التي أطفأتِ الشمسَ ،

وبعضُ الصبايا يتابعن محرقة القــشِّ ،

وبين الغصون غــرابٌ عجــوزْ

* *

غــرابٌ يتابع زحف الهوامِ ،

وخفْق العصافير في الجوِّ ،

نوعَ الطعام المعلَّق في شجر السَّنطِ ،

وكان الهواء ثقيلا ، ثقيلا . .

كما يرقد الصيفُ في مقبرهْ

* *

كانت الأرض عَطْشى لقطرةِ ماءْ

وما كان في النيل إلا القليل ،

وما كانت السُّحْب . . إلا خواءْ !

* *

وعند الظهيرةِ ،

فكّ الجياُع المناديل ،

راحوا يلوكون خبزًا وجبنًا ،

ويزدردون الطعام بقُلَّة ماءْ

وبعضِ الأحاديث عن مرض الموت ،

ومَنْ يتزوج في موسم القطنِ ؟

كم عدد التلاميذ حين يجيء الشتاءْ ؟

* *

عاد نصْل المحاريثِ يخترق الأرضَ ،

يضربُ أحشاءَها بالحديدْ

وتحت الحوافر والقدم الحافيهْ

تعوَّدتِ الأرض أن تستجيب . .

لحمْلٍ جديد !

* *

وعندَ حلول المساء الكئيب ،

تعالَى نقيقُ الضفادع في الترع الضيقهْ

وجاءَ مِن البُعد نوْح الذئاب ،

فهاج كلابَ القُرى والنُّجوعْ

لقد حان وقت الرجوعْ

بيوتٌ من الطِّين تُؤوي الجميعْ

وفيها تُعِدُّ النساء طعام العَشاء

وتُتحف أزواجهنَّ ببعض الحِكايات ،

عما جرى في النهار البَليدْ !

* *

مع الصُّبح يبدأُ يومٌ جديدْ

جديدٌ قديمٌ ،

قديمٌ جديدْ .. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أرجوزة الصمت


الصمت زينة الحكيم
ومكمن الجبان واللئيم
*** 
الصمت كالظلام لا يبين
لكنه مكفّــن بالحزن والأنين
*** 
الصمت قطعة من الكلام
تآكلت حروفها من شدة السهام
*** 
الصمت ساخــــر أليـــــم
وقادر أن يغضب الحليم
*** 
الصمت غادر يحيّـــر الظنون
وقــــاطع كأنــــه سكيــــن
*** 
الصمت قد يكون راضيا
وقد يكون غاضبا
وقد يكون مستفـــزا
من يا ترى يفهمه ،
من يا ترى يحاوره
ليخرج الكريم من عروقه
ويمسح التراب عن بريقه
ويكشف المستور ؟!
الصمت ليس مثلما يظن .. ضعفا
الصمت بركان ينام تارة ،
وفجأة يثور عصفا
*** 
الصمت ليس جهلا
الصمت حكمة ومعرفهْ
الصمت ميراث طويل
خلفه الأجداد للآباء ،
والأباء للأبناء .. 
دونما انقطاع
وكلما مضى عليه الدهر .. شاع
*** 
الصمت للفتاة مكرمه
وشارة من الحياء ملهمه
لكنه للمرأة النضوج غير مستحب
لأنها تضوع كلما تكلمت
وعبّرت عما بصدرها من العبير
***
الصمت والكلام
طريقتان فى الحياه
وكفتا ميزان
إذا أردت أن تعيشها
كما الديدان
فاختر طريق الصمت ،
واحترس من البيان
وإن أردت أن تموت مرتين
فاصدع بصوتك الذى يؤرقك
كأنه ثعبان !



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


دفاع عن النيل

بمناسبة تعنّت اثيوبيا في رفع سد النهضة

الذي سيحرم مصر من حصتها المائية

ويضر بمصالحها الحيوية . .


النيل ليس لكْ
والنيل ليس لى
النيل لى ولكْ
النيل للحياة فوق ذلك الترابْ
وللحياة تحته
وكل ما ينبت فى السهول والهضاب
أو يطير فى جوانب الفضاءْ
* *
النيل من خزائن السماءْ
أرسله الله
للذين يحرثون الأرضْ
وللذين يرفعون قبة البناءْ
* *
النيل ليس يعرف الحدودْ
ولا تصده قوائم السدودْ
النيل كالرياح يعبر البلادْ
ويفرش الخضرة فى مواطن السوادْ
النيل منذ انبثق التاريخ
كان نبع الخير فى ربوع مصرْ
ومصدر النماء فى حقولها
وكان حينا يغرق القرى
فيطعمونه عروسة جميلهْ
لكى يعود وادعا
كما الغزال فى خطاه ،
والفراش فى جدائل الخميلهْ
* *
النيل وافر العطاءْ
فما الذى يجعله
حكرا عليك دون أن يكون للجميعْ ؟!
يسقى العطاش فى الهجيرْ
ويطعم الجوعى من الشعيرْ
وينشر الظلال والعبيرْ
ولا يرد سائلا
كما يضم مستجيرْ
* *
النيل كان دائما رباط حبْ
ولم يكن طوال عمره مثار حربْ
فعاملوه .. مثلما يعامل الإنسانْ

كى لا يضيع منكمو فى الرمل ،
والوديانْ

الأرض عطشى لم تزل ..

الأرض عطشى لم تزل .. والعيونْ

تقتات رجع الصدى والشجونْ

ورغم أن الشمس قد أشرقت

فإن وجه الصبح لا يستبينْ

* *

من أخمد الفرْح بأشواقنا ؟

من سرق البسمة من وجهنا ؟

من نشر الأحزان فى دربنا ؟

وصدّر اليأس لآمالنا ؟

* *

هل كُتب البؤس على البائسينْ ؟

وسرمد الجوع على الجائعينْ ؟

هل صار هذا الشعب أيقونةً

يُسلمها الظالمُ للظالمينْ ؟

* *

لقد سئمنا الحكم من غاصب

يمتص أقواتنا فى العلَنْ

وحين جاء الذي لحمُهُ

من لحمنا .. جوّعنا في الوطنْ !

ياصرخة المحزون لا تخرجى

فليس يوجد مَنْ يستجيبْ

ولتمكثى فى الصدر محبوسة

فان للبركان صمتاً عجيبْ !

ــــــ

لقد أهالوا القبر فوق الفقيدْ

ووزّعوا ثروته بينهمْ

وحينما استيقظ من موتِهِ

ما كان في عينيه غيرُ الندمْ !

* *

ياجامع الدنيا بأكفانه

رفقاً بهذا الجسد المنحنى

لسوف تمضى والثرى موطنْ

وهجمةُ الديدان لا تنثنى !

* *

ماذا سيبقى منك بعد الرحيلْ ؟

سوي حديثٍ ناقمٍ مختصرْ

ولعنةٍ تبقى على صفحةٍ

يسردها التاريخ ضمن الِعبرْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

القتـــل غـــدرا..


[ إلي جنودنـــــــــــا الذين أستشهـــدوا

علي حدود رفح ..

في شهر رمضان 1433 هجريا ]


كان العساكرُ صائمين

وانساب صوت المغرب الخفّاق

فى الأفق الحزينْ

بدأ العساكر يُفطرونْ

وتبادلوا التمر المجفف والمياه ..

موحِّدينْ

كانوا جميعا من قري مصر ،

التى امتزجت بحب المرسلينْ

وبدون سابقةٍ ،

هوى سيل الرصاص على صدورهمو ،

التى كانت تكبّر او تسبّح ..

فى سكون الخاشعينْ

من أين جاء الغادر السفاح ،

فى هذا المكان ،

وكيف قرر أن يُغيرْ ؟!

قَتَل الذين يرابطون على الحدود ،

ولم يكن فيهم نذيرْ

ومضى بكل غباوة نحو العدو ،

فنال مصرعه المثيرْ !

لم يستحق سوى الإدانة ،

لم يكن بطلاً ..

ولا كانت لديه شهامة الفرسانِ ،

أو بعضُ الضميرْ !

اعتاد بالغدر الحياة ،

ولم يعش إلا مع الظلمات ،

فى كهف ضريرْ

لعنته حباتُ الرمال ،

وقد تخللها الدم المسفوحُ ،

وانبعثت عليه الريح من كل الجهات ،

تضج بالعمل الحقيرْ !

* *

يامصرُ .. نيلك يصطفقْ

ودموعك البيضاء تهدر فى الضفافْ

وعلى الصحارى اليابسات ،

يلوح فجر من بعيدْ

فجر يشق ستائر الليل البليدْ

فلينهض الشهداء فى قصر الغمام ،

يراقبون الشمس حين تُطل من ( سينا ) ،

على يوم جديدْ ..

فى كل نافذٍة شهيدْ !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هجرة غير شرعية


[ بمناسبـــة غـرق قــــارب

بأربعين شـــــابا مصريـــا

كانو هاربين من البطالة

للعمل في أوربا . .

أغسطس 2012 ]


الأربعون
كانوا شبابا يافعينْ
قدموا من الدلتا ،
ومن عمق الصعيد ،
ومن دروب العاصمهْ
بسواعد سمراء لوّحها لهيبُ الشمس ،
وامتلأت بأشواك اليقينْ
كانوا جميعا جائعينْ
يتوقعون الخبز فى أفران أوروبا
وقد يتطلّعونْ
لصبية شقراء تختصر المصاعب والسنينْ
كانوا شبابا حالمين
يتلمسون الفجر يخرج من شقوق الليل ،
والأزهار تنبت فى عرى الصبّار ،
كانوا صامتينْ
فى صدر كل منهمو أمل حزينْ
وأثارة من ذكريات لم يفارقها الحنينْ
وتجمعوا فى ركن مقهى ،
لم يكن فيه سوى ضوء هزيل
قسماتهم تحكى عطاش الأرض ،
فى صيف الشراقى ،
والعيونْ
لم تكتحل بالنوم .. آلاف السنينْ
وتحجرت فيها دموع الكادحينْ

وأتى المقاولُ ،
أفرغوا فى جيبه ما يملكونْ
وكأنهم .. ثمنا لحب الموت كانوا يدفعونْ
وعلى رمال الشط .. ساروا مرهقينْ
وتقاطروا متسللينْ

حسبوا الخلاص بأن يجوبوا البحر
بعد البر .. غير مجهَّزينْ
فى قارب شاخت قوادمهُ ،
وضجّ به الأنينْ
كان الظلام يلفّهم ،
والموج يرفض ضربة المجداف

فى غضب عنيدْ
والملح يصعد للخياشم والجفونْ
والبحر..

ليس البحر تلك اللوحة الزرقاء
تملأ حائط الأفق الجميل
بل غضبةَ المجهول ،
تعتصر الضحايا فى ذهولْ

حتى الشراع تمزقت أحباله ،
وسرت من الألواح .. رائحةُ الجدودْ

ــــــــــ


غرق الذين استسلموا ،
وطفا الذين تماسكوا ،
واحتار فى تعدادهم .. حرسُ الحدود
فى نشرة الأخبار ، قالوا :
إنهم بعض الشباب الضائعينْ
الخارجين على قوانين البلاد ،
وقد تملكهم جنونْ!
وتحدث الفقهاء عن سوء المصير ،
لكل منتحرٍ ،
وقال البعضُ :
بل شهداءُ فى حلل الحريرُ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الأرض والمطر


هنا .. كانت الأرض عطشى

وحين تلاقى السحاب

تهاوى المطر

غزيرا

كأن جفان السماء

استفاض بها الماء

ثم انهمر

ــــــــ

تفتح فى السهل بعض النبات

وطار فراش

وغنى شجر

ـــــــ

وعادت لأشلائها الروح

هبت من الأرض صم الصخور

استفاق التراب

وذاب الحجر

ـــــــ

وجاء الخريف

فجف الرحيق من الزهر

أسقط كل غصون الشجر

وطار بأوراقها فى الهواء

وألقى بها فى بطون الحفر

تشققت الأرض

ساد الجفاف

ولم يبق إلا صدى يحتضر ..

ـــــــــ

توقعت أن يحدث المستحيل

فيمضى الخريف

ويأتى الربيع

فتزهو الحياة

ويحلو السمر

ــــــــ

ولكنه الليل حل

كما يرسخ الجبل المستقر

فآوى الغمام

وأخفى القمر

ــــــــ

رجعت إلى الكهف

أنظر من فتحة فيه

ليس هناك سوى الريح تعوى

وبعض الطيور التى لا تغرد ..

أفْـــق عميق الأسى والحذر

وما زالت الأرض عطشى

تناشد قلب السماء الرحيمة

بعض المطر


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

التعليقات (2)Add Comment
0
...
أرسلت بواسطة نسمه, أبريل 29, 2019
اريد تعليق طه حسين عليها
0
...
أرسلت بواسطة محمد شعبان, أكتوبر 14, 2019
بص يا جماعه ده احسن شعر شفته في حياتي
واول مره اسمع شعر وشكرا علي مشاركاتينا
هزا الشعليكم
ر والسلام ع

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الاثنين, 02 يناير 2017 23:26