عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حكايتى مع السمك صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الخميس, 02 يونيو 2016 17:28

 

حكايتى مع السمك

 


للدكتور حامد طاهر

 



طوال عمرى وأنا أعشق السمك
وأتناوله بكل أشكاله :
المقلى والمشوى
والمطبوخ فى طاجن ..
وكان من أسعد أيام طفولتى
حين أعود من المدرسة
فأجد أسرتى قد أعدت للغداء
وجبة سمك
ورغم أننا كنا أسرة كبيرة العدد
فقد كان نصيبى من هذه الوجبة
جيدا أو معقولا
ولم يكن ينزل أبدا عن ذلك !
ـــــــــ
وكان من معتقدات أمى
ــ رحمة الله عليها ــ
أن مخ السمكة يحتوى على الفسفور
الذى ينشّط الذهن
ويقوّى الذاكرة
لذلك كانت تشجعنى على تناوله
لكى يساعدنى فى المذاكرة
اما أبى ــ يرحمه الله ــ
فكان يحرص دائما
على أن تكون التحلية بعد السمك
هى البلح
واذكر عبارته الضاحكة لإخوتى :
إذا أسمكتم .. فأبلحوا !
ـــــــــــ
كان هذا فى الزمن الجميل
الذى مرّ بسرعة وسلاسة
مخلّفا وراءه
بعض الذكريات
التى لا تنمحى أبدا من القلب !
ـــــــــــ
ثم أعقب ذلك
زمن العمل والجهد والمسئولية
فصرت لكى آكل السمك فى البيت
لا بد أن أذهب إلى سوقه الزاعق
وأحاول اختيار الطازج منه
وأعانى خداع البائعين
سواء فى الثمن أو الوزن
ورغم تنظيفه فى السوق
أعود فأساعد زوجتى فى إعادة غسله
وقليه ، وتقديمه
ونقضى فى ذلك أكثر من ساعة
وأخيرا نجلس لنأكل
ونحن مرهقون إلى أبعد حد
وبعد الطعام
لا يكون أمامنا سوى الاسترخاء
فى نوم عميق ..
تتخلله أحيانا بعض الأحلام !
ـــــــــ
وذات يوم
وهذا من غرائب القدر
تعرفت على صديق جديد
من هواة صيد السمك
بل هو أحد المحترفين
وكنت أسعد كثيرا
بالحكايات المشوّقة
التى كان يجيد روايتها لى
عن صيد السمك
تارة فى أعالى النيل
وتارة فى البحر الأحمر
وكانت المفاجأة الأسعد
حين دعانى لمصاحبته
فى إحدى تلك الرحلات
ساعتها قلت لنفسى :
ما أروع أن أشاهد على الطبيعة
عملية صيد السمك
وأن أرى بعينىّ خروجه من الماء
وكله حيوية ومقاومة
ثم نضعه فى صندوق الثلج
ليصبح بعد ذلك غذاء طيبا لنا !
ـــــــــــ
فى اللنش الخاص بصديقى
جلسنا متقابليْن
وأنا لا أجيد السباحة
بل لا أعرفها أساسا
وراح هو بمهارة فائقة
يلقى فى الماء
بصنارات متفاوتة الأطوال والأحجام
ولأنه كان منهمكا جدا فى عمله
لم أحاول التحدث معه
أو أسأله عن أى شىء
ـــــــــ
لم تمض فترة طويلة
حتى غمزت إحدى الصنارات
ثم أخذت تهتز بشدة
وعلى الفور نهض صديقى للتمسك بها
ويبدو أن السمكة التى التقطتها
كانت ضخمة
فراح اللنش يتمايل بشدة
وفوجئت به ينقلب
ويصبح مباشرة فوق رأسى !
سمعت صوت صديقى يصيح
طالبا النجدة من الشرطة البحرية
التى أسرعت بانتشالى من الماء
وكان جوفى قد امتلأ منه
وبعد محاولة إنقاذ طويلة
أجلسونى مهنّئين بالسلامة
ـــــــــ
فى طريق عودتنا إلى القاهرة
جلسنا فى السيارة صامتيْن تماما
ثم بدا لى أن أسأله :
ــ هل أمسكت بالسمكة ؟
أجاب بصوت خفيض :
ــ كلا .. فقد كانت من النوع المتوحش
وتمكنتْ من قضم الحبل
ثم قال معقبا :
ــ ولك أن تعلم
أن مغامرات الصيد
ليست كلها ناجحة
وهى إذا نجحت مرة
فقد تفشل مرات
نحن المحترفين
ندرك ذلك جيدا
كدت أقول له :
ــ ولماذا لم تقل لى هذا من قبل ؟
لكننى مجاملة له التزمت الصمت
وعزمت على عدم تكرار المحاولة
وصرت أكتفى بشراء السمك
جاهزا من المطاعم المتخصصة
وحين توضع أمامى على المائدة
سمكة كبيرة
أنظر إلى رأسها ..
وأتذكرت على الفور
ما الذى كان سيحدث لى
إذا لم يسرعوا بانتشالى
وهبطت فى جوف البحر
بين أنياب تلك السكة الشرسة ؟!

ـــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الخميس, 02 يونيو 2016 17:29