عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
نصيحتى فى مواجهة سد النهضة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 30 مارس 2016 22:02

نصيحتى فى مواجهة سد النهضة

مقال للدكتور حامد طاهر

 

الواضح ــ بعد كل المحاولات ــ أن سد الهضة سوف يقوم على منابع النيل فى هضبة الحبشة ، التى كانت تفيض منها مياهه على كل من السودان ومصر.


وأنا على ثقة من أن السلطات المصرية قد بذلت قصارى جهدها للحد من خطورة هذا السد لكى تظل مصر آمنة على حصتها المقررة من مياه النيل وهى(55) مليار متر مكعب سنويا ، وهى حصة لم تعد تناسب حركة التنمية بها ولا معدل تزايد عدد السكان المتزايد (90) مليون نسمة . فما بالنا حين يتم الانتقاص من هذه الحصة ، وخاصة بعد أن يمتلئ الخزان ، ويبدأ فى التشغيل ؟


والذى لاحظته حتى الآن أن المصريين ما زالوا مصدومين ومتحسرين على مياه (النهر الخالد) الذى شدا له عبد الوهاب ، وغنت له أم كلثوم إحدى روائع أحمد شوقى . لكننى أرى أن نتجه الآن للبحث عن حلولنا الخاصة لسرعة تعويض الفاقد المحتمل من النيل ، بدلا من الاستمرار فيما لا جدوى منه . وفيما يلى تصورى المتواضع لبعض هذه الحلول :


أولا : إعلان مجرى النيل فى بر مصر (محمية طبيعية) وهذا يتطلب : تبطين شواطئه بالحجارة والأسمنت ، وتغطية ترعه ومصارفه حتى لا تضيع قطرة منه فى باطن الأرض بالتسرب ولا إلى الهواء بالبخر ، كما يتم تجريم تلويث مياهه بكيماويات المصانع وكذلك إلقاء الحيوانات النافقة فى مياهه . مع الرقابة المشددة على كل السفن والقوارب التى تعبره ، والعوامات التى أنشئت فى زمن الفوضى على ضفافه .


ثانيا : الاهتمام بثروة المياه التى تسقط فى أوقات معينة من العام على صحراواتنا من السيول ، والتى ينبغى تحويلها إلى خزانات يمكنها الاحتفاظ بها فى الزراعة ومياه الشرب . وهكذا تتحول النقمة إلى نعمة .


ثالثا : عدم الإسراف فى استخدام المياه الجوفية ، لأن لهذه كما هو معروف عمرا افتراضيا . والملاحظ أن بعضنا يهدر الكثير منها فى زراعة نباتات بطريقة الغمر كما أن البعض الآخر يغدق منها على ملاعب الجولف ويملأ بها حمامات السباحة.


رابعا : ضرورة الاتجاه منذ الآن إلى تحلية مياه البحر. وحولنا تجارب ناجحة فى دول الخليج حول هذا الموضوع .


خامسا : التخلى بسرعة عن نظام الرى التقليدى (بالغمر) والذى ورثناه من أجدادنا الفراعنة ، والأخذ بانظمة الري الحديثة (الرش ، والتنقيط) مع وضع استراتيحية جديدة لأولويات المحاصيل التى يحتاجها الشعب بدلا من استيرادها بالعملة الصعبة .


وبالطبع لا يمكن لهذه الحلول أن تنجح إلا إذا سبقتها وصحبتها حملات توعية وتثقيف مستمرة وفعالة ، فقد أصبح الأمر جدا لا هزل فيه . ولنبدأ معا بتجريم رش الشوارع أمام المحلات والمقاهى بمياه الشرب ، وضرورة تركيب حنفيات خاصة تساعد ربات البيوت على الاقتصاد فى استهلاك المياه فى المطابخ والحمامات ، وفى نفس الوقت تزويد رجال المطافى بالأدوات والأجهزة المتطورة لإخماد الحريق ومحاصرة النار (عن طريق الرغوة) بدلا من كميات المياه الضحمة التى تستخدمها .


وأخيرا فإن مصر لن تموت جراء سد النهضة ، ولن يعطش أبدا أبناؤها بسبب امتلائه بماء المطر الذى ينزله الله تعالى من السحاب المسخر ، والذى تدفعه الرياح بمشيئته من مكان لآخر ، كما أنه سبحانه قادر على يحبسه على من يشاء. ويبقى لنا بعد ذلك كله أن نلجأ له تعالى فى صلاة الاستسقاء طالبين منه هطول المطر . وهو يرزق من يشاء بغير حساب .


ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأربعاء, 30 مارس 2016 22:14