عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
اختلاف الآراء صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 30 مارس 2016 21:56

اختلاف الآراء

مقال للدكتور حامد طاهر

 

ترجع معظم مشكلات الأفراد والدول فى العالم المعاصر إلى الاختلاف فى الآراء ، وما يتبع ذلك من اتخاذ مواقف رفض أو ازدراء أو إقصاء من الشخص أو البلد المخالف بل قد يصل الأمر إلى حد العداء البارد أو الساخن .


لذلك كان من الضرورى أن نتأمل قليلا فى أسباب اختلاف الآراء ، وهى متعددة ومتنوعة . فبعضها يرجع إلى قانون الصواب والخطأ ، وبعضها تتدخل فيه عوامل سيكلوجية كالحقد والحسد والغيرة ، وبعضها يرتبط أساسا بأهواء ومصالح شخصية واجتماعية .


ولو أننا حاولنا أن نتجرد من هذه العوامل كلها ــ باستثناء قانون الصواب والخطأ ــ لأمكننا أن نقضى بسرعة على الاختلاف ، بل وأن نحوله إلى اتفاق بفضل اللجوء إلى قانون الصواب والخطأ ، الذى يقوم على أساس الاحتكام إلى التجربة العلمية . وهذه هى التى تقرر اىّ الآراء هو الصواب وما سواه هو الخطأ .


ولتبسيط هذا العرض النظرى دعنى أقدم لك مثالا قريبا : فإذا ذهبت إلى أن هذا الشىء لونه أبيض ، وادّعيت أنا أنه أسود ، فمن الممكن أن نظل مختلفيْن فيما بيننا إلى وقت طويل ، وربما إلى ما لا نهاية ، لكننا إذا لجأنا إلى معمل ألوان فإن نتيجة الفحص هى التى ستحسم الأمر ، وينتهى الاختلاف.


ومشكلتنا فى مصر والعالم العربى أننا ما زالنا بعيدين عن الاحتكام إلي التجربة العلمية التى هى جوهر التقدم العلمى والفكرى فى كل المجتمعات المتقدمة ، وهى القادرة على إنهاء الجدل العقيم ، ووجهات النظر المتعارضة ،والصراع بالكلمات الذى يتحول أحيانا وكما نشاهد إلى صراع باللكمات !


وقد يسألنى أحدكم : قد يكون هذا صحيحا فى المجالات الحسية أو المادية ، لكن ماذا نصنع فى المجالات المعنوية أو المفاهيم المجردة ؟ وهنا أقول بكل صراحة : ينبغى أن نبتعد عن هذه المجالات ونتجنب تلك المفاهيم قدر الإمكان ، وأن نتجه بدلا من ذلك إلى تحسين احوالنا المعيشية والارتقاءبحياتنا اليومية حتى تصبح أكثر نظامــا واتساقــا وتحقق السعادة لكل أفـــراد المجتمع .


وهنا يبرز مبدأ المحاكاة : أى الاستفادة من كل التجارب الناجحة للمجتمعات التى سبقتنا فى الوصول إلى مستويات أرقى فى هذه الميادين .وهى بالمناسبة تتميز أولا : بتطبيق التجربة العلمية على كل مجالاتها ، وثانيا : بكثرة العمل ، وقلة الكلام ، الذى تدرك جيدا أنه لا يؤدى إلى أى نتيجة ذات أثر مفيد فى الحياة .


ويكفى أن أقدم لك مثالا من ألمانيا واليابان اللتين خرجتا من الحرب العالمية الثانية سنة 1945 وهما مدمرتان بالكامل ، ثم استطاعت كل منهما فى حوالى عشرين سنة فقط أن تصبح فى عداد الدول الكبرى فى العالم .


أما الصين وهى العملاق القادم فحين زرتها وجدت أهلها يعملون ويعملون ويعملون .. ولا يتكلمون إلا وهم على مائدة الطعام . وعندما سألتهم عن ذلك قالوا: إن الطعام ثقافة ، أى أنهم يتبادلون الأحاديث ويطرحون الطرائف وهم يأكلون ، ثم يقومون بعد ذلك لمواصلة العمل .


وفى الختام ، أود أن أشير إلى العبارة الشهيرة فى الثقافة العربية والتى بطيب لنا جميعا أن نرددها وهى : إن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية . وأصارحكم بأننى لم أجد هذه المقولة تتحقق فى الواقع أبدا ، لا على صاحب الرأى ولا على من يختلف معه ، بل على العكس وجدت أن الاختلاف فى الرأى عندنا يعدّ احد أهم أسباب العداوة والبغضاء ، وما خفى كان أعظم .


ــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأربعاء, 30 مارس 2016 22:01