عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
عصافير لا تغرد صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 11 مارس 2016 19:44

عصافير لا تغرد


قصة قصيرة

للدكتور حامد طاهر

 

حدث هذا منذ عدة سنوات ، عندما تملكتنى رغبة شديدة فى اقتناء عصافير زينة ملونة ،لكى أتمتع بمنظرها ، واستمتع بتغريدها .


والواقع أن السبب فى ذلك يرجع إلى صديق لى ، كان يمتلك مثل هذه العصافير ، وكثيرا ما كان يحدثنى عن جمالها ، وأصوات تغريدها ، ومتابعتها وهى تبيض وتفقس ، ثم ينقل فراخها حين تكبر إلى قفص آخر ، حتى أصبح لديه منها عدة أقفاص ملأت الشرفة . المشكلة الوحيدة أن زوجته أصبحت متضايقة من رعايتها ، وتنظيف المكان من قشر الحبوب الذى يتناثر من أقفاصها ، لذلك كان يبذل قصارى جهده فى محاولة تهدئتها وإرضائها .


ذهبت إلى محل الطيور وطلبت من البائع أن ينتقى لى زوجا من العصافير الملونة ، بشرط أن يكونا بصحة جيدة حتى ينجبا ذرية جيدة . وبالفعل اختار لى الرجل ما طلبت ، وأوصانى بشراء قفص كبير الحجم حتى يأخذا حريتهما فيه . وأذكر أننى قلت له مازحا : أى حرية ، ما داما محبوسين فى قفص ؟ّ!


المهم حملتهما إلى المنزل وانا سعيد جدا ، وعلى حائط الشرفة علقت القفص وجلست أراقبهما وهما يتقازفان ويتناجيان ويقضيان وقتا أطول فى تناول الحبوب.


مر أسبوع ولم أسمع لهما أى تغريد . فقط زقزقة خافتة وبعض الصراخ الناتج عن مناوشات كانت تحدث بينهما . والواقع أننى خجلت من سؤال أحد عن السبب فى عدم تغريدهما . لكننى تجاوزت عن ذلك حين رجعت من العمل ذات يوم وفوجئت بالعصفورة الزوجة ترقد على بيضتين صغيرتين جدا . وقد أنسانى هذا الحدث مشكلة التغريد ووجدتنى مشغولا للغاية بحالة البيض وموعد فقسه .


واخيرا تم ظهور فرخين أزغبين بعيون مغلقة تماما ثم راح الأبوان يقومان على إطعامهما بكل همة ونشاط . ولم يمض وقت طويل حتى كسا الريش الملون أجسادهما وراحا يتحركان بحيوية فى القفص الذى بدا أنه لا يسع الأربعة معا ، فاشتريت قفصا خاصا بهما ، كما ضاعفت كمية الحبوب لهم جميعا .


الغريب أنه لم تمض فترة طويلة حتى فوجئت بالبيض فى قفص الأبوين ، ثم فى قفص العصفورين الشابين ! وهكذا اضطررت للإسراع بشراء قفص ثالث لاستقبال المواليد القادمة فيه . وحين سألت بائع الطيور هذه المرةعن سبب عدم التغريد أجابنى بكل جدية :


المهم الصحة يا أستاذ .. أليست جيدة ؟ وها هما يبيضان ويملآن عليك الأقفاص بالذرية .


لم أرد بأى كلمة. وعدت إلى المنزل محاولا كالعادة تنظيف الشرفة من قشر الحبوب الذى أصبح متناثرا بكثرة . ولا بد أن أعترف بأن هذا العمل كان قد أصبح مرهقا لى بشدة . لذلك فقد قررت أن أتخلى عن العصافير ودوشتها ، خاصة وأن الرغبة فى امتلاكها قد بدأت تتلاشى . وفى المساء ، تلفنت لصديقى قائلا :


عندى لك هدية طيبة : ثلاثة أقفاص بعصافير ولودة ومنتجة ..لكن صوته جاء خافتا : ىؤسفنى عدم قبولها ، فقد تخلصنا من عصافيرنا كلها ، بسبب مرض زوجتى .


وضعت السماعة . وفى الصباح الباكر اصطحبت من حمل معى الأقفاص ، وذهبنا بها إلى محل الطيور . كان المحل مغلقا ، وعلينا أن ننتظر فتحه بعد ساعة . جلسنا على الرصيف والأقفاص حولنا ، وفجأة سمعت أحد الفراخ الصغيرة يغرد.. لم ألق له أى اهتمام ، وصممت على إرجاعها كلها للبائع .


ــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 11 مارس 2016 19:51