عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الأستاذ فتحى عبدالمنعم صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الخميس, 08 أكتوبر 2015 15:40

الأستاذ فتحى عبدالمنعم


عندما سافرت فى بعثة حكومية للحصول على الدكتوراه من باريس ، التقيت هناك بالأستاذ فتحى عبدالمنعم ، الذى كان يدرس لنا مادة التفسير فى المرحلة الثانوية، وهو يرتدى البدلة والكرافتة الحمراء ، ويتشبه بطه حسين ، وكان على علاقة طيبة مع السيد صقر ، لدرجة أنهما كانا يتواجدان معاً فى فصلنا وهذا مخالف لتقاليد المعهد الأزهرى .


وجدته هناك فى باريس يمثل عمدة للمصريين . وعندما التقيت به ، وحدثته عن تلمذتى له ، فرح بى كثيراً ، وصرنا نتزاور فى منازلنا . والرجل موسوعة ثقافية متحركة ، ورغم أنه كفيف البصر إلا أنه كان ذا بصيرة ترى أبعد مما يراه المبصرون أنفسهم . وكان فى لحظات صفائه يقرأ أمامى القرآن الكريم بصوت رخيم ، وأنا أراجع معه من المصحف ، وقلما كان يخطئ . وكان عندما يصفو ذهنه يتذكر أغانى أم كلثوم ويظل يردد كلماتها، بل ويذكر لقاءه بها عندما زارت باريس ، وقدمت حفلة مازالت حديث مَنْ شهدها حتى اليوم.


أما أراؤه السياسية والعلمية فكانت غاية فى الدقة وهو يلقيها بسلاسة ، ويختمها دائما بنكتة . كان يدخن ، وعندم تفرغ منه السجائر أصطحبه فى ليالى باريس الشديدة البرد إلى أقرب (تاباك) ليشترى خرطوشة سجائر ، ونعود معاً ونحن نتبادل حديثاً عذباً كأنه الشهد .


عندما قرر العودة إلى مصر ، أقمنا له حفلة وداع ، وكتبت بهذه المناسبة قصيدة ، أودعتها ديوانى الأول ، على الرغم من عدم احتفاظى دائما ً بقصائد المناسبات. لكننى أحببت الرجل فى الغربة ، وعندما توفى وأنا هناك بكيته كأنه واحد من أقرب أفراد أسرتى .


عودة

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الثلاثاء, 20 أكتوبر 2015 20:35