|
قاموس الأدب العربي الحديث
عرض وتعريف أ.د. حامد طاهر
فى حوالى (900) صفحة من القطع الكبير ، وعلى نهرين فى كل صفحة ، أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب ، بهمة الكاتب الكبير الأستاذ حلمى النمنم (قاموس الأدب العربى الحديث) للأستاذ الدكتور حمدى السكوت ، الذى ظل يعمل على مدى خمسين عاما أستاذا للأدب العربى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، ومديرا لمركز الدراسات العربية بها ، وهو الآن حاصل على لقب : أستاذ فخرى بالجامعة الأمريكية ، نتيجة أعماله العلمية المتميزة ، وحصوله على العديد من الجوائز العالمية ، ومنها جائزة الملك فيصل العالمية .
القاموس أحيا فى نفسى الأمل فى بعث الحركة الثقافية المصرية ، التى اختفت منها ــ مع الأسف ــ االأعمال التأسيسية الكبرى مثل دوائر المعارف ، والقواميس ، والمؤلفات الموسوعية التى أنجزها كبار أعلامنا فى مصر وكان الباحثون الشبان يعتمدون عليها فى تحقيق معلوماتهم وتوثيقها .
إن ميزة هذا القاموس الشامل تتمثل فى أنه يضم المبدعين العرب فى مجالات الشعر والرواية والمسرحية والقصة ، سواء فى ذلك الأحياء منهم والراحلون ، ومن يكتبون بالعربية أو بالإنجليزية أو بالفرنسية . وكذلك النقاد العرب الذين رحلوا عن عالمنا فى السنوات الأخيرة . كما أن القاموس لم يغفل المفكرين العرب الذين شكلوا ملامح الثقافة العربية الحديثة من أمثال الطهطاوى والأفغانى ومحمد عبده والكواكبى وقاسم أمين وبشر فارس وفرح أنطون ولطفى السيد وهدى شعراوى ونبوية موسى .. ومن كبار العلماء والفنانين : مصطفى مشرفة ومحمد كامل حسين وأحمد مستجير ومحمود مختار وحسن فتحى ومصطفى عبد الرازق وعبد الرحمن بدوى وزكى نجيب محمود ومصطفى أمين وأحمد بهاء الدين ، ومن المسرحيين والسينمائيين : يوسف وهبى والريحانى وزكى طليمات وبديع خيرى وسيد درويش ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم ..
تلك فقط مجرد أمثلة من مئات غيرها ، وهناك إلى جانب ذلك تعريف بالمكتبات والمجلات والصالونات الثقافيىة والأدبية ، والأجناس الشعرية وأهم الروائع المترجمة إلى العربية من الآداب العالمية . وهذا بدون شك جهد جبار قام به عدد كبير من المتخصصين ، كل فى مجاله ، تحت إشراف الأستاذ الدكتور حمدى السكوت الذى يتميز بعقلية علمية منظمة وإدارة منضبطة للمجموعات البحثية التى تعمل معه ، مما أتاح له إنجاز هذا العمل الكبير . والذى سبقه عمل آخر غاية فى الأهمية ، عن (الرواية العربية : ببليوجرافيا ومدخل نقدى) فى ستة مجلدات .
إن (قاموس الأدب العربى الحديث) يعتبر ضرورة لا غنى عنها لأى باحث فى الأدب العربى ، الحديث والمعاصر . لأنه يحدد له تواريخ ميلاد ووفاة الشخصيات ، إلى أهم ما أنجزته من أعمال ، وسنوات إصدارها ، وبهذا تتخلص الدراسات الأدبية والنقدية الجارية حاليا من ضروب الفوضى وعدم الدقة التى تعانى منها فى الوقت الحاضر.
كما أن هذا القاموس الهام ، الذى كان من المفترض أن يصدر من مؤسسة مصرية ذات تاريخ طويل فى مصر ، مثل مجمع اللغة العربية ، قد تم إعداده فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة . وهذا يدل على أن المكان المناسب حينيخلو من الأشخاص المناسبين يصبح مفرغا من المضمون ، ولا يحقق الهدف المنشود من وجوده .
تحية لهيئة الكتاب المصرىة التى أصدرت هذا القاموس الهام فى هذا التوقيت بالذات ، وتحية للمشرف على إعداده وتحريره الأستاذ الدكتور حمدى السكوت الذى ظل لسنوات طويلة يعمل فى صمت ، وبعيدا عن الأضواء ، لكن عمله الجاد قد تكلم أخيرا عن نفسه .
ـــــــــــــــــــــــــــ
 |
