عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
ترجمة الشعر صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 11 أغسطس 2015 02:54

ترجمة الشعر


[ هذه هى المقدمة الثانية التى صدرت بها ترجمتى

لـ (قصائد فرنسية) . انظرها كاملة فى ركن الشعر]


1 - أولا : لماذا نترجم الشعر ؟ من المؤكد أن قراءة الشعر فى لغته الأصلية أفضل ألف مرة من قراءته مترجما فى لغة أخرى . لكن من يعرفون اللغات الأجنبية قلة قليلة ، والأقل منها من يستطيع أن يجرؤ على نقل قصيدة من لغة إلى لغة أخرى . فهذه العملية تتطلب الكثير من الصبر ، والبحث ، ومحاولة الفهم الأعمق ، وليس العميق فقط لمضمون القصيدة ، حتى لا يسقط منها معنى كلمة ، أو ظل لها .. ونحن نعلم أن الشعراء هم أكثر من يستخدمون اللغة فى غير ما وضعت له ، إما عن طريق أسلوب المجاز ، أو عن طريق كسر القواعد اللغوية المتعارف عليها . والأمران من حقهم تمامًا ، فالشعر أساسًا لغة ، بل إنه يكاد يكون "لغة داخل اللغة" ، وهذه لها نظامها الخاص ، وقانونها الخاص ، وأيضا حريتها الخاصة فى وضع كلمة مكان أخرى ، أو تحوير لفظ عن معناه ، أو استخدام أداة فى غير ما وضعت له .


2 - ولكى نجيب على السؤال المطروح ، نقول : إن كل الناس لا يعرفون كل لغات العالم ، بل إن افرادًا فقط هم الذين يعرفون بعض اللغات ، لذلك كان من واجب الذين يعرفون لغة أجنبية ، وفى نفس الوقت ، من حق أبناء الوطن عليهم ، أن يترجموا لهم هذا الفن الراقى من فنون الأدب ، وهو الشعر .. وبالنسبة إلى الأجانب ، فإننا قد نتعامل معهم سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريًا أو ثقافيًا ، ويقتضى ذلك كله أن نجالسهم ونتحدث إليهم فى اجتماعات أو مؤتمرات ، لكننا لا نكاد نعرف شيئًا عن حقيقة نفوسهم ، وتطلعات أرواحهم التى تخفى علينا تماما ، ولا يكاد يظهرها إلا الشعر .. الشعر الذى كتبه شعراؤهم ليعبروا به عما يحزنهم ويسعدهم ، عما يرضيهم ويغضبهم ، عما يحسون به من الحب والكراهية ، والغضب واليأس ، والإحباط أو الأمل .. وهكذا فإن الشعر هو الذى يطلعنا على "دخيلة" غيرنا ، فنكون عندما نقرأه أو يترجم لنا على معرفة أكثر بهم ، وربما أمكننا ذلك من التواصل الجيد معهم ، بدلاً من أن نقف منهم موقف نفور قد يتحول إلى كراهية !


3 - ومنذ أكثر من قرنين ، أدركت أوربا أهمية ترجمه الشعر كمدخل لمعرفة الروح العربية ، فنقلت إلى لغاتها الكثير من الشعر العربى ، وفى مقدمته "المعلقات" التى هى أصعب ما فى الشعر العربى ، ولا يكاد يستوعبها أو حتى يقرأها العرب المعاصرون أنفسهم ، ثم راحت تدرسها ، وتحلل كل لفظه فيها، لكى تعرف من خلال ذلك كيف كان "يشعر" العرب القدماء ! أما نحن فما زلنا حتى الآن نتواصل مع أوربا ، والغرب عموما ، ثم الشرق مؤخرًا ، ولا نريد أن نتنبه إلى ترجمة أشعارهم ، القديمة أو المعاصرة ، لكى نتعرف على حقيقتهم ، التى تتجلى فى الشعر بدون زيف أو مراوغة .


وهنا أسأل وأتساءل : كم من السادة السفراء والدبلوماسيين المصريين والعرب يقرأ أشعار الشعوب التى يعملون فى بلادها ؟ وهل يدركون هذه الحقيقة المؤكدة التى تقرر أن روح الشعب تكمن فى قصائد شعرائه ؟!


4 - لكن ترجمة الشعر لا تنحصر فقط فى الإمتاع ، أو تحقيق التعارف الحميم بين الشعوب ، وإنما تتجلى كذلك فى إثراء الانتاج الأدبى المحلى بنماذج مختلفة من إبداعات الشعوب الأخرى . ومن المعروف أن الشعر يظل هو الشعر فى كل اللغات . وقديما كان أجدادنا العرب يعتقدون خطأ أنهم المتفردون وحدهم بفضيلة البيان ، وأن الشعر هو أكبر دليل على ذلك ، حيث كانوا يعتقدون أنه سمة تفردهم ، ومناط فخرهم، لكنهم مع الأسف لم يكونوا يعرفون أن الشعوب الأخرى، مثل الصينيين والهنود والفرس والإغريق .. لديهم أشعار مثلهم ، بل وتتفوق أحيانا عليهم . وكانت الفكرة السائدة منذ العصر الجاهلى – أن هذه الشعوب جميعًا من "الأعاجم" أى الذين لا يبينون القول ، وبالتالى كيف يصوغون الشعر ؟! وقد استمرت هذه الفكرة الخاطئة طويلاً ، حتى أن حركة الترجمة الواسعة فى عهد الخليفة العباسى ، المأمون (ت 218هـ) قد استوعبت الفلسفة والمنطق والكثير من علوم الأوائل .. باستثناء الشعر !!


5 - وقد استمر الحال على ذلك قرونا ، حتى بدأ التواصل الثقافى بين العرب والغرب فى مطلع العصر الحديث ، وأخذ الاهتمام بمعرفة اللغات الأجنبية ينمو فى كل من مصر ولبنان ، وراحت الترجمة تتسع فتشمل معظم الأجناس الأدبية ومنها الشعر .. حينئذ فقط شهد الشعر العربى نهضة كبرى ، تمثلت فى المسرحيات الشعرية التى كتبها أحمد شوقى ، نتيجه اطلاعه على المسرح الشعرى فى الغرب ، كما تجلت فى التجديد الذى أحدثته مدرسة أبوللو ، سواء فى مضمون القصيدة أو فى شكلها، كما ظهرت بوضوح فى حركة الشعر الحر ، وأخيرًا قصيدة النثر التى ما زال شعراؤها يحاولون ويجربون حتى اليوم .


6 - ماذا يحدث عندما نترجم الشعر ؟ من المؤكد أنه يفقد الكثير من دلالات الألفاظ ، وخاصة غير المباشرة ، كما تسقط منه التعبيرات الطازجة التى تحمل فى لغتها الأصلية الكثير من الإيحاءات التى تؤثر فى الشعب الذى كتب بلغته الشعر .. لكن الترجمه – حين تكون دقيقة وأمينة وواعية – فإنها تنقل البناء الفنى للقصيدة ، وكذلك الصور الشعرية التى تعد لبنات أساسية فيها ، كما أنها تحافظ على المضمون الشعرى الذى يتمثل فى رسالة الشاعر التى يريد أن يبلغها إلى قومه ، بل إلى الإنسانية جمعاء . وتلك كلها جوانب لا يمكن التقليل من شأنها ، عندما نحاول التعرف على الأعمال الشعرية لأمة من الأمم ، لا نتكلم لغتها ، ولكننا نسعى إلى نلم بومضة من روحها .


7 - أسس الاختيار فى ترجمة الشعر : هنا يظل الإعجاب الشخصى هو سيد الموقف . فأنا عندما أقرأ قصيدة بالفرنسية ، وأجدها قد أعجبتنى ، أتوقف أمامها طويلا ، بل وأعاود قراءتها مرات ، محاولاً بعد الاستمتاع بها أن أقف على جوانب الجمال فيها ، ثم أجدنى بعد ذلك مدفوعًا إلى مشاركة أكبر عدد من أبناء لغتى فى التعرف عليها ، والاستمتاع بها معى .. لذلك أقوم بترجمتها . ويمكن هنا أن أضع الشروط التالية :


أولاً : أن يكون مترجم الشعر شاعرًا ، والسبب فى ذلك أن الشعراء هم أفضل من يعرفون بعضهم بعضا ، ويدركون من الوهلة الأولى مدى الموهبة الشعرية التى يتمتع بها كل واحد منهم .


ثانيًا : أن يكون ناقدّا ، يمكنه أن يحدد قيمة الشاعر والقصيدة معا فى إطار التراث الشعرى ، وحتى لا تكون القصيدة مجرد تكرار ، أو نسخة أخرى من عمل سابق .


ثالثًا : أن يكون على مستوى جيد جدًا من معرفة اللغة المترجم منها ، وكذلك اللغة المترجم إليها. وكثيرًا ما قرأنا أشعارًا مترجمة لا يكاد مَنْ نقلها يجيد إحدى اللغتين !


رابعًا : أن يكون دقيقًا جدا ، وأمينا للغاية فى نقل معانى القصيدة وإيحاءاتها قدر الإمكان إلى لغته .


8 - أما بالنسبة إلى ترجمة الشعر بالشعر ، فهذا مالا أستسيغه ولا أحبّذه . بل إننى أراه نوعًا من التكلف الممجوج . لأنه يبتعد عن الترجمة الحقيقية للشعر خطوتين : خطوة حين يترجمه ، وخطوة أخرى حين يحاول صياغته شعرا . والمسألة فى تصورى مثل نقل طائر من قفص إلى قفص آخر !


9 - آفاق ترجمة الشعر : لا تتوقف ترجمة الشعر على التعريف بنماذج مختلفة من إنتاج شعراء الأمم الأخرى ، وهذا مفيد جدا للشعراء ، ولا على مجرد الاستمتاع بالعجيب والمبتكر منها ، وهذا يدفع للمنافسة وتحريك البركة الراكدة ، وإنما هى أيضا تفتح الباب واسعًا أمام دارسى الأدب المقارن الذين يهمهم متابعة وجوه التشابه والتقاطع بين الآداب العالمية . ولا شك أن "فرع" الأدب المقارن الذى انتقل إلينا من الغرب فى منتصف القرن العشرين ، وكان رائده المرحوم د0 محمد غنيمى هلال ، قد أتاح لدارسى الأدب العربى أنفسهم أن يعقدوا مقارنات مفيدة جدا بين الشعراء العرب ونظرائهم فى الأمم الأخرى من أمثال المعرى ودانتى ، وشوقى وشكسبير .. الخ ، وهو الأمر الذى ألفى مزيدًا من الضوء على أعمال محددة لدى هؤلاء العباقرة .


وسوف يجد القارئ لهذه القصائد التى قمت بترجمتها من الفرنسية نوعًا من القصد فى ترجمه بعض القصائد التى تصلح مادة للدراسات المقارنة وخاصة فى قصيدة (الجن لفيكتور هيجو ، وقصيدة (موسيقا من الجن) لمحمود حسن إسماعيل ، وكذلك الترجمة الشعرية التى قام بها الأخطل الصغير (بشارة الخورى) لإحدى قصائد الشاعر الفرنسى موريس ماترلينك .. ثم بكل تواضع ، قصيدتى النثرية بعنوان (الشاعر والقصيدة) مقارنة بقصيدة (لكى ترسم صورة لطائر) للشاعر الفرنسى جاك بريفير ، ضمن هذه القصائد المترجمه ..


10 - كما سبق أن ذكرت ، هى مجموعة من القصائد التى قرأتها بالفرنسية وبعضها لشعراء غير فرنسيين من ساحل العاج أو من بولنده ، وقد أعجبتنى، بعد أن وجدت فيها نفَسا شعريا خاصًا جذبنى إليها ، فأقدمت على ترجمتها راجيًا أن يشاركنى فى الإعجاب بها أبناء لغتى العربيه . وبالطبع تقع هذه القصائد فى دائرة الاختيار الشخصى، الذى أتحمل وحدى مسئوليته .


أما مصادر القصائد فهى إما من دواوين الشعراء ، أو المجموعات الشعرية التى ضمت مختارات من قصائدهم ، وخاصة فى (الكتاب الذهبى للشعر الفرنسى) : 
Le Livre d’or de la poésie francaise
وكذلك المجلد الخاص بالشعر الفرنسى المعاصر :
Le Livre d’or de la poésie Francaise contemporaine
أو ما نشر فى بعض المجلات الأدبية ، والجرائد الفرنسية ..


والواقع أننى كنت أتمنى أن يقوم بهذه المهمة زملاء لى، كانوا يدرسون معى فى جامعة السوربون بباريس (1974-1981) وهم متخصصون أساسًا فى الأدب والنقد ، وقد توسمت فيهم النشاط والعطاء ، لكنهم عندما عادوا إلى مصر شغلتهم المكاسب المادية والإعارات الخليجية ، فتحولوا مع مرور الوقت إلى أثرياء بالمال ، فقراء بالروح !


على أية حال ، فإننى أرجو مخلصًا أن تجد هذه القصائد المترجمة من الفرنسية مكانها المناسب فى المكتبة العربية ، التى تحتاج إلى الكثير منها ، وأن يجد دارسو الأدب العربى ، والأدب المقارن مادة تساعدهم على الانطلاق نحو آفاق أكثر رحابة .. وأخيرًا وهو الأهم أن يجد القارئ العربى ، المحب للشعر عموما ، فى هذه القصائد بعض ما وجدته .


ـــــــــــــــــــــ

التعليقات (3)Add Comment
0
...
أرسلت بواسطة مادس, فبراير 09, 2016
الموضوع حلو
0
...
أرسلت بواسطة remaysa, أبريل 04, 2016
for raw3a merce
0
...
أرسلت بواسطة محمد على طاهر , يوليو 18, 2020
شي جميل

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الثلاثاء, 11 أغسطس 2015 02:58