عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حكاية لاعب كرة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 27 يوليو 2015 22:28

حكاية لاعب كرة

 


منذ كان فى العاشرة ، أظهر مهارة فائقة فى لعبة الكرة الشراب ، وحين بلغ الخامسة عشرة ، صار محط أنظار أهل الحى والأحياء المجاورة من عشاق كرة القدم ، التى كانت تقام مبارياتها تحت الكبارى أو فى أماكن الأسواق الخالية. وذات يوم شاهده أحد صيادى المواهب فعرض عليه أن يضمه لفريق الأشبال فى ناد محترم ، بشرط أن يلتزم بساعات التدريب ، ويشارك فى اللعب ضد الفرق المنافسة ، وذلك لقاء مكافأة شهرية ، كانت تكفى فى ذلك الوقت لإعالة أسرته ، بل وتزيد عن معاش والده . رحبت الأم والأخوات بذلك ، وفرح الإخوة كثيرا ، لكن الأب رفض بصورة قاطعة وقال : لا بد أن يكمل تعليمه أولا .. ظلت الأسرة كلها تقنعه ، وأخيرا أكدوا له أن الأمرين يمكن أن يسيرا معا : الكرة والتعليم . ومع ذلك فإن المباريات المتعددة ، ومكافآتها المجزية جعلت الجميع يركزون على تشجيع بطلهم ، وينسون أمر التعليم تماما .


تقدم العمر قليلا فصقلت موهبته ، وعلا نجمه ، فاجتذبه أكبر نوادى العاصمة وقع معه عقدا لعدة سنوات ، وقدم له مبلغا ضخما من المال ، فساعد على الفور أسرته حيث نقلها من ضيق العيش إلى بحبوحته ، فاشترت شقة تمليك بالقاهرة وأخرى بأحد المصايف . أما هو فقد اشترى سيارة آخر موديل ، والتحق بأحد النوادى الاجتماعية الراقية ، وحين عرضت عليه شقة بالزمالك اشتراها لكى يقيم فيها حفلات أعياد ميلاده ، ويصخب فيها مع زملائه من اللاعبين وصديقاتهم.


وفى إحدى المباريات الحامية ، حدث له ما كان متوقعا أن يحدث : ترصده أحد لاعبى الفريق المنافس ، وكان ضخما وشرسا ، فأحدث به إصابة بالغة فى الركبة ، طرد اللاعب خارج الملعب ، ولم يستطع هو إكمال المباراة ، فحملوه إلى أكبر مستشفى استثمارى ، حيث قرر الأطباء إجراء جراحة عاجلة . لم تنجح العملية وزادت مضاعفاتها فقيل له : لا بد من السفر إلى ألمانيا . وهناك حاول الأطباء إصلاح العملية الأولى فلم يتمكنوا ، وقالوا له : لا مجال للعب لمدة ستة شهور كاملة ، وبعدها يمكن أن نرى ..


عاد أى مصر ، ولم يكن فى استقباله بالمطار سوى عدد قليل من الزملاء وأحد الصحفيين . كان مرهقا ويائسا . وحين زارته أسرته غمرته أمه بالدعواتوراح أبوه يخفى دموعه . كان يدرك أنه لن يعود للعب مرة أخرى ، ثم فاجأه النادى بإلغاء عقده ، مقدما له مكافأة هزيلة ، منحها كلها لأسرته حتى تتمكن من إصلاح أحوالها التى كانت قد تدهورت كثيرا .


بعد فترة صمت طويلة من الصحافة الرياضية ، استضافوه فى التلفزيون لكى يعلق على إحدى المباريات . كان صوته قد أصبح خشنا ، والكلمات تخرج من بين أسنانه بصعوبة . أما عيناه فكانتا مليئتين بالدموع . اضطر للاتذار من المذيع ، وخرج إلى الشارع ، حيث كانت الجماهير تزحم المقاهى ، وهى مشتعلة الحماس فى متابعة المباراة ، والتصفيق بحرارة لأحد اللاعبين الجدد الذى أحرز وحده ثلاثة أهداف .


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الاثنين, 27 يوليو 2015 22:30