عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
تكملة الحكاية (2) صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 27 يوليو 2015 21:44

تكملة الحكاية (2)

 


أحتشد حول الأسد كل الحيوانات القوية والضخمة ، وتجمعت خلفهم أعداد غفيرة من الحيوانات المتوسطة والضعيفة ، وسار الموكب بهدف الإمساك بالجناة، والتنكيل بهم. وفى وسط الضجة سأل قرد زميله : من هم الجناة ؟ فأجابه على الفور : "لم نعرف بعد. ولكننا سنمسك بهم على أى حال". ومن وقت لآخر، كانت تصدر بعض الهتافات مثل : الموت للجناة ! لا حياة للخونة ! يعيش الأسد للأبد! وكان صداها يهز الغابة ، ويملأ سمع الأسد فيغمض عينيه اطمئنانًا لولاء رعيته ، ومناصرتهم له فى مأساته.


هبط الليل على الموكب الحاشد، فجلسوا مرهقًين من المسير فى سهل متسع ، وأحست بعض الوحوش الضارية بالجوع فهجمت على الحيوانات الضعيفة من أمثال الغزلان والأرانب، وتقدم النمر فأحضر للأسد منها غزالاً سمينًا التهمه شاكرًا، ثم سألهم :

ـــ هل أكل الجميع ؟

فطأطأوا رؤوسهم : أن كل شئ تمام ، وأن الموكب بأكمله فى غاية الرضا .

 

فى اليوم التالى استأنفوا السير ، وكانت الشمس قد بدأت تسلط اشعتها الملتهبة على رؤوسهم ، وتزن حول عيونهم وفى آذانهم حشرات من كل نوع. وقد حدثت بعض مناوشات لكن كبار الحيوانات تدخلت لإنهائها، وتم اصطياد عدد آخر من الغزلان للوفاء بحاجة الحيوانات المفترسة من الطعام.. وهنا همس الدب فى أذن الأسد :

ـــ مولاى ، إنك تبدو شاحب الوجه ، مرهقًا من الحزن والتعب .. ألا يمكنك النوم قليلاً ، وبالمرة ترتاح بقية الحيوانات .

وجد الأسد الفكرة صائبة، لأنه أساسًا ينام فترة طويلة جدًا، ومنذ الحادثة لم ينم إلا عدة ساعات. استلقى الجميع تحت أشجار الغابة، وهبت عليهم ريح باردة عطرت المكان بأريج الزهر ، فلم يستيقظوا إلا قريبًا من سقوط الليل . ظلوا فى موضعهم ، وجئ بالطعام فأكلوا ، وقالوا :

ـــ غدًا نواصل المسير.

 

فى منتصف الليل ، تحلق عدد من الثعالب ، وراحوا يتهامسون : قال أحدهم :

ـــ العجيب أن أحدًا فى هذا الموكب لا يعرف بالضبط إلى أن يسبر؟

وقال الثانى:

ـــ ويبدو أن المسيرة ستطول ، ما دام الطعام يأتى من أسهل الطرق، فالحيوانات الضعيفة مجمعة فى أماكن خاصة، ويتم اصطيادها بدون أى صعوبة.

وقال ثالث :

ـــ ما يدهشنى هو عدم التعرف على الجانى حتى الآن !

وقال رابع :

ـــ أخشى أن نعبر إلى الغابة المجاورة ، حيث الحيوانات هناك أكثر شراسة ، وهم لا يتورعون حتى عن التهام الحيوانات المفترسة !

وعاد الأول فتساءل :

ـــ ألا يمكن لأى حيوان محترم أن ينبه الأسد إلى عدم الجدوى من هذا الحشد ؟

لكن الوضع استمر على تلك الحالة أكثر من شهر، وفى إحدى الليالى ، وصلت توجيهات الأسد إلى الجميع :

ـــ ارجعوا أنتم إلى العرين ، وسوف يعود الأسد غدا هو ومن معه من كبار الحيوانات . لأن موعد الإمساك بالجناة قد اقترب جدًا !

فرحت الحيوانات ، وغردت الطيور، وتحول الوجوم والحزن إلى فرحة استبشار ، وهتف البعض :

ـــ النصر للأسد ، والموت لأعداء الغابة!

 

أما حول الأسد ، فقد استقر رأى مستشارى الأسد على أن يعود بعد عصر اليوم التالى، وفى فكه أحد الأيائل من ذوى القرون المتشعبة، ويتم الإعلان عن إبادتهم من الغابة كلها..

 

اصطفت الحيوانات كلها صفين أمام العرين، بينما جلست زوجات الأسد الثلاث فى إبهى زينة، وعندما أطل الأسد وسط رفاقه الكبار هلل الواقفون وغردوا وصفقوا ، وانخرط الجميع فى الرقص .. لكن ثعلبًا ماكرًا همس لزميله :

ـــ ألم يدرك أصحاب تلك الحيلة أن الأيائل من أكلة العشب ؟!

* *

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 27 سبتمبر 2019 13:48