عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلة أسماك السالمون صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 27 يوليو 2015 21:40

رحلة أسماك السالمون

 


عجيب أمر تلك الأسماك ، الراقية المستوى والعالية القيمة ، حين تندفع فى جماعات هائلة من أعماق المحيط، الذى تغذت فيه وكبرت ، إلى موطنها الأصلى فى النهر الذى شهد مولدها. أما هدف الرحلة فيتمثل فى إنجاز عملية التزاوج والتلقيح التى تتم فى مياه ذلك النهر تمهيدًا لعودتها مرة أخرى إلى أعماق المحيط الشاسعة. الأسماك جميلة جدًا، وتتعايش مع بعضها بأعداد ضخمة ، وهو الأمر الذى يعرضها للعديد من المخاطر، أولها الهجوم الشرس الذى تقوم به الحيتان الكبرى ، حين تشتم رائحة هذا التجمع الضخم، فتندفع نحوها مثل الغواصات النووية ، ثم عندما تحكم قبضتها عليها ، يكفى الحوت الواحد أن يفتح فكيه لكى يبتلع فى قضمة واخدة عشرات الأسماك. لكن على الرغم من ذلك. يستمر التجمع فى المسير ، وبسرعة تصل أحيانًا إلى ستين كيلو فى الساعة، حتى يصل إلى مصب النهر الموعود ، ولأن مستواه يكون عادة أعلى من مستوى المحيط، فإن أسماك السالمون تضطر للقيام بقفزة عالية فى الهواء لكى تسقط فى مياه النهر، عندئذ يظهر الخطر الثانى ، متمثلاً فى مجموعة من الدببة الضخمة التى تجيد التقاط العديد منها ، وتمزيقها، والتلذذ بلحمها الشهى، وينضم إليها فى ذلك عدد من الجوارح التى تنقض من السماء، فتخطف بعضها إلى أعشاشها فى قمم الجبال، أو أعالى الأشجار.


بعد أن تتم عملية التزاوج والتلقيح، يسقط الكثير من الذكور إعياء، فتطفو جثثهم الفضية على سطح النهر لتكون وليمة سهلة لكل أنواع الهوام، بينما يتساقط البيض الملقح ليستقر بين صخور النهر، وهنا أيضًا يظهر عدو آخر ، هو طائر يجيد الغطس فى الماء، حتى يصل بمنقاره إلى البيض المستقر بين صخور القاع ، فيلتقط العديد منه. ومن العجيب أن ما يتبقى من تلك الذرية التى تبلغ الملايين لا يزيد عن أكثر من 6% هى التى عندما تفقس ، وتنمو قليلاً ، تنحدر من النهر إلى المحيط، لكى تتغذى وتكبر، استعدادًا لقيامها بنفس الرحلة التى قام بها آباؤها من قبل. والتى لم يستطع علماء الأحياء المائية حتى الآن أن يقفوا على تفسير علمى مقنع لها.


لكننى أزعم أن هناك تفسيرًا فلسفيًا لذلك، وهو أن رحلة أسماك السالمون تشبه إلى حد كبير رحلة الجنس البشرى التى تتطلب الكثير من الجهد والوقت والمسافة، ولا يحدث ذلك إلا بهدف استمرار النوع من خلال تناسل أجيال جديدة، لكنه وهو يسعى إلى ذلك يتعرض للعديد من المخاطر، التى يسقط فيها الكثير قبل أن يصلوا إلى الهدف ، أو حتى وهم حول الهدف، أما الناجون فهم الذين يعتمدون أحيانًا على قوتهم الذاتية ، وأحيانًا أخرى على ضربة الحظ التى تنقذهم من المهالك. المهم أن التجربة الفردية تمتزج بالتجربة الجماعية إلى حد الذوبان . والشئ الوحيد المختلف بين الجنس البشرى وأسماك السالمون أنها لا تتصارع مع بعضها، بخلاف البشر الذين يأكل بعضهم بعَضًا. وإذا كانت الأخطار التى تنزل بالأسماك تأتى دائمًا من الخارج، فإن الجنس البشرى يضيف إليها الكوارث التى يفعلها هو بنفسه !


* *

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 27 سبتمبر 2019 13:46