عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حكاية الثعلب والأسد صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 27 يوليو 2015 21:32

حكاية الثعلب والأسد

 


سأل (كليلة) صاحبه (دمنة) :

ـــ هل يمكن أن تروى لى حكاية عن الشخص القوى والشخص الماكر الذى استولى عليه ، وأصبح يحقق كل رغباته من خلاله ؟

أجاب دمنة :

ـــ بكل سرور . يحكى أن أسدًا قويًا جدًا ومهيبًا كان يسكن فى غابة لا تبعد كثيرًا عن خط الاستواء ، وأن هذا الأسد كان يعيش فى بحبوبة من النعيم ، فزوجاته يخرجن للصيد ويعدن إليه بأشهى اللحوم ، وأشباله يأكلون ويشبعون ويقضون يومهم بين لعب ومناوشة حتى يكبرون، وجيرانه من حيوانات الغابة الكبار لا تجرؤ أن تدخل إلى حماه إلا بإذن، ولا تزوره إلا بميعاد سابق.. وكان إذا مشى تمايلت خطواته، وانتفشت لبدته، وإذا زأر اهتزت أركان الغابة خشية ورهبة .

 

وكان يعيش فى الجوار ثعلب صغير الحجم، ضعيف البنية، لا يستطيع أن يصطاد سوى بعض الأرانب أو الفئران ، وكان يلقى فى سبيل ذلك صعوبة شديدة ، نظرًا لسرعة هذه المخلوقات ، واستشعارها الخطر قبل وقوعه . وفكر الثعلب فى حيلة توفر له الطعام دون عناء ، فانتهز فرصة قابل فيها الأسد، وأظهر له فروض الطاعة والولاء، ورجاه أن يسمح له بزيارته من وقت لآخر لكى ينقل له أخبار الغابة، الظاهرة والمستترة ، وعند الحاجة ، يمكنه أن يسليه ببعض النوادر .

 

وجد الأسد فى هذا العرض مطلبًا لا يكلفه شيئًا ، بل إنه شكر للثعلب رغبته فى إظهار الولاء بهذا الشكل. ولأن الأسد كان يعانى بالفعل من بعض لحظات الكآبة، وتمر به ليال من الأرق لا يستطيع فيها النوم، فقد رحب بالفكرة، بل إنه أكد للثعلب أن يزوره يوميًا ، وليس على فترات.

 

فى اليوم الأول ، ذهب الثعلب للأسد حاملاً له العديد من الأخبار المسلية ، ومقدمًا له فأرًا صغيرًا كهدية. وعندما اندهش الأسد من حجم الهدية، أسرع الثعلب قائلاً له :

ـــ يا مولاى .. هذه بالنسبة لى أقصى ما يستطيع أن يقدمه ثعلب مثلى لمليك الغابة العظيم .

 

واستمر على تلك الحال عدة أيام، حتى اطمأن له الأسد ، وفى إحدى الجلسات طلب منه ألا يحضر هدايا من الفئران بعد الآن، فالطعام لديه متوافر، ولحومها ألذ كثيرا من لحم فأر صغير!

 

بمرور الوقت أصبح الثعلب لا يفارق الأسد. بل إنه خصص له مكانًا للمبيت بجوار عرينه مباشرة. إلى حد أن بعض زوجات الأسد أبدين بعض الامتعاض من هذا الزائر المقيم ، ولكنهن خشين من غضبة الأسد، فكتمن شعورهن قائلات :

ـــ المهم أن الأسد لم يتخذ علينا زوجة جديدة ، وصار الثعلب يأكل كما يشاء من ولائم اللحوم الطازجة التى تقدم للأسد كل يوم، حتى أن بطنه امتلأ ، وعاد الشعر الناعم يغطى جسده، كما انتفش زيله وأصبح فى مثل طول جسده.

 

كان الأسد يلقى للثعلب بهمومه ، ولا يخفى عليه ما ينوى أن يقوم به فى اليوم التالى ، وهكذا صار الثعلب على علم بكل ما يجرى فى عقل الأسد، وليس فقط بما يدور فى عرينه. بل إن بعض زوجات الأسد رحن يتوددن له لكى يتدخل لهن لدى الأسد حتى يحقق لهن بعض المطالب!

 

وذات يوم من أيام الشتاء خرج الثعلب يتمشى فى الغابة ، وكانت الحيوانات الكبيرة قد عرفت بمكانته من الأسد، فلم تعد تتعرض له ، بل إنها كانت تتحاشاه . وقد زاده ذلك فخرًا وكبرياء. وفجأة التقى بأحد زملائه القدامى من الثعالب الضعيفة المتهالكة، فألقى عليه السلام، لكنه لم يرد، فعاتبه قائلاً :

ـــ كيف تقابلنى بهذا الجفاء؟!

قال له :

ـــ لأنك عديم الوفاء لبنى جنسك من الثعالب : انفردت وحدك بالغنيمة وتركتنا نموت من البرد والجوع واحتقار حيوانات الغابة لنا.

عندئذ تذكر ماضيه ، وطمأن الثعلب المسكين قائلاً له :

ـــ من غد ، سوف أجعل الأسد يصدر فرمانًا بإلحاقكم بالعرين ، وأن تنعموا بخيراته ، وألا يتعرض لكم أحد بسوء.. ومن يفعل ذلك مهما كانت قوته سوف يكون جزاؤه التنكيل والقتل.

وهنا سأل الثعلب الضعيف :

ـــ هل أنت واثق من قولك ؟

أجابه بتمكن :

ـــ أجل أيها الغبى.. فقد تمكنت تمامًا من عقل الأسد، وسيطرت على أفكاره ، وأصبحت أوجه مشاعره، إلى حد أنه لم يعد يقدم على افتراس حيوان آخر إلا بعد مشاورتى!

* *

التعليقات (2)Add Comment
0
...
أرسلت بواسطة ليلى , يناير 21, 2018
جيدة جدا
0
...
أرسلت بواسطة مايسا, يناير 27, 2019
القصة جميلة لكن مزال فيها غموض

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 27 سبتمبر 2019 13:44