عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
صديقى وأوبرا عايدة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 27 يوليو 2015 21:28

صديقى وأوبرا عايدة

 


زارنى صاحبى ذات صباح وهو حزين ، كأنما يحمل أطنانًا من الهموم. سألته :

ــــ ما بالك ؟

ـــ لدى سر لا أستطيع البوح به لأى إنسان !

ـــ حتى أقرب صديق لك ؟!

ــــ أخشى أن يساء تفسيرى ، وأتحول إلى إنسان يسهل وصفه بالجنون ، أو الغباء أو التخلف ، أو بها جميعًا ..

ـــ لقد أفزعتنى، فلماذا لا تفضى إلى بسرك، وأعاهدك أن أصونه ، ولا أبوح به لأحد ـــ أنا نفسى أخشى منك أيضًا ، لأنك إنسان مثقف ومتفتح ، وإذا سمعته منى ، وعرفت أننى أحس به سوف تسرع باتهامى ..

بدأت الأمور تنفرج قليلا فقلت له :

ـــ طيب يا سيدى ما دمت اعترفت لى ببعض الصفات الحسنة ، فلن يضيرك أن تعرض وجهة نظرك على ، وأنت تعلم أننى أقبل كل وجهات النظر ، وأحترم أصحابها، على الرغم من اختلافى معها ومعهم ، وأنا من المؤمنين بالعبارة العربية التى تقول : إن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية. وما دامت الصداقة بيننا تقوم أساسًا على المودة ، والروح الطيبة فإننى سوف أستوعب رأيك، أو سرك الذى يرهقك ، وعليك أن تعلم أننى أحاول أن أجعلك تتكلم لأننى أعتقد أن صمتك على هذا السر قد يؤثر فى أعصابك وبالتالى ينعكس على صحتك العامة، وأنا بالفعل أراك مرهقًا .


بدأ صاحبى يطمئن قليلاً، وأطرق إطراقة طويلة ، ثم وجدته يهمس فى أذنى بانكسار شديد :

ـــ أنا لا أحب أوبرا عايدة .

لم أسمع العبارة جيدًا ، فطلبت منه تكرارها فقال :

ـــ أنا لا أحب أوبرا عايدة !

كدت أنفجر من الضحك لكننى تماسكت حرصًا على مشاعره ، ومراعاة لحالته النفسية الصعبة ، ثم وجدته ينظر إلى بحذر شديد، ويقول :

ـــ أرأيت .. إنك أقرب الأصدقاء لى ، وسوف تتهمنى بالخبل !

طمأنته قائلاً :

ــ على العكس ، فمن حقك ألا تحب أوبرا عايدة ، ومن حق غيرك أن يحبها. فالمسألة تتعلق بالذوق، وهو دائمًا يختلف من شخص لآخر.

أسرع يقول لى :

ـــ لكننى لم أسمع عن أحد قبلى يقول إنه لا يحبها . إننى أنظر حولى فأرى المجتمع كله يجمع على الإعجاب بها ، بل إن الأجانب فى البلاد النائية يأتون خصيصًا لمشاهدتها عندنا. فكيف أجرؤ على التصريح بأننى لا أحبها؟ ألا يعتبر هذا موقفًا غير وطنى، وأنت تعرفنى جيدًا أننى من أشد المواطنين ولاءً لهذه الأرض الطيبة ، والنهر الخالد الذى يرويها ويروينا .

ــــ هون عليك يا صديقى. فالمسألة أبسط مما تتصور.

أسرع مقاطعًا :

ـــ كيف هى أبسط، وأنا أراها تعرض فى التلفزيون، ثم يأتى المذيعون ويسألون من شاهدوها ، وهم من كبار القوم ، فيقولون : إنها عمل ممتاز. والأجانب يقولون : نحن مبسوطون جدًا منها..

قلت له :

ـــ ألا يمكن أن يرجع سبب عدم حبك لأوبرا عايدة أنك تجهل اللغة الإيطالية التى تغنى بها ؟

أجاب على الفور :

ـــ ولماذا إذن تعرض علينا هنا ؟

ـــ للارتقاء بالذوق الفنى ، والإطلاع على الأعمال الفنية العالمية .

ـــ أرأيت ، لقد اعترفت بأنها من الأعمال العالمية، وما دمت أننى

لا أحبها ، فإننى أحس بالخجل ..

قلت له مطمئنًا :

ـــ يا سيدى لا تعط للمسألة كل هذه الأهمية، واحتفظ برأيك لنفسك .

ـــ أنا أفعل ذلك ، لكن وحياة خاطرى عندك لا تخبر به أحدًا ..

قلت له :

ـــ سمعا وطاعة .

لكننى لم أستطع !!

* *

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 27 سبتمبر 2019 13:44