عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
أبناء البيت الكبير صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 26 يونيو 2015 20:44

أبناء البيت الكبير


قصة شعرية للدكتور حامد طاهر

 

 

كانت امراض الشيخوخة

قد زحفت بالفعل على الحاج سرحان

ابن الثمانين ، وتاجر الشموع بالغورية

أما روحه فقد ضعفت كثيرا

نتيجة سنوات العمل المتواصلة

والتى لم يأخذ فيها أجازة ليوم واحد

**

كان الرجل كثير الأبناء

سبعة ذكور ، وأربع بنات

وقد استأجر بيتا كبيرا

فى حى الدرب الأحمر العتيق

كان إذا أراد ان يزوج أحد ابنائه

يخصص له غرفة مستقلة

لكنهم العئلة كلها كانت تجتمع على الطعام :

الأب والأبناء على طبلية ،

والحاجة فاطمة والبنات على طبلية أخرى

والطيب أن أحدا لم يكن يشكو أو يتذمر

وحين عرض أحدهم على الوالد

أن يسمح له بالمساهمة فى مصاريف البيت

نهره بشدة ، واعتبر ذلك إهانة !

**

ورغم أن العائد من تجارة الشموع

قد بدأ يتراجع

فقد ظل الحال فى البيت الكبير كما هو ..

وكان الفضل الكبير فى هذا للحاجة فاطمة

فقد كانت تمسك بزمام الأمور

وتجيد توزيع الدخل مهما قل ..

وتحسم بعقلها الراجح أى مشكلة تثار

والأهم أنها لم تكن تثقل على زوجها

بأية هموم

**

وذات ليلة باردة ، جاء الموت

فانتزع الحاجة فاطمة من هذا البيت الكبير

ولم يستطع الحاج سرحان

أن يعيش بعدها سوى شهور

حتى لحق بها ..

ويقال إن كل تجار الغورية مشوا فى جنازته

فقد كان تاجرا أمينا وشريفا

وعقب انتهاء مراسم العزاء

كان على أبنائه أن يعقدوا جلسة طارئة

ليبحثوا أحوالهم ، ويختاروا من يقودهم ؟

وبعد أخذ ورد ، وتجاذب وصلح

وافقوا على أن يتولى الأكبر أمور البيت

رغم طيبته الواضحة ،

وعدم تمكنه تماما من السيطرة

**

لذلك لم تمض فترة طويلة

حتى بدأ الشقاق والنزاع

وعلت أصوات لم تكن تعلو من قبل

وراح البعض يطالب بالاستقلال بنفسه

سواء فى الدخل أو المصروف

وكان البعض حاد المزاج

فكان لا يكلم إخوته

وإذا سلموا عليه .. لم يرد السلام !

**

وهكذا تغيرت الروح التى كانت سائدة

فى البيت الكبير

فبعد أن كانت السماحة والقناعة والمودة

هى التى تسرى بين الجميع

حل محلها الحقد والحسد والشراهة

وصار كل منهم لا يتحمل كلمة

أو حتى مجرد نظرة من أخيه

ثم جاءت الضربة القاضية :

إعلان رسمى بضرورة إخلاء البيت

فى أقرب وقت

لأنه آيل للسقوط ..

وعلى الفور

حمل كل منهم أغراضه

وكراكيبه

وانتقل إلى شقة أو غرفة صغيرة

تقع فى أحياء مختلفة ومتباعدة

ولم يعودوا يتقابلون إلا صدفة

أو حين يقع لأحدهم حادث

أو أحيانا فى زفاف أحد أبنائه !

***

و المصوف

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 26 يونيو 2015 20:44