عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلتى إلى باكستان صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 20 يونيو 2015 21:23

رحلتى إلى باكستان

 


استمرت لمدة أسبوع ، وكانت أساسا فى العاصمة إسلام آباد . أما المناسبة فكانت المشاركة فى مؤتمر علمى وثقافى فى جامعة إسلام آباد العالمية . كانت الرحلة مرهقة جدا بسبب الانتظار فى مطار دبى أكثر من عشر ساعات ، وحين وصلت أوصلونى إلى الفندق ولم أتبين شيئا إلا فى الصباح . الجو حار جدا والشمس ساطعة وساخنة لكن المدينة التى تتكون من فلل جديدة وأنيقة ومتشابهة فى معظمها تتناثر داخل غابة من الأشجار ومسطحات الخضرة التى تلطف من حرارة الجو الساخن .


فى الفندق كما فى باقى المحلات والأماكن العامة يجلجل صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بآيات القرآن الكريم ، وهناك تنقسم شاشة التلفزيون قسمين أحدهما للمصحف بالعربية والآخر لترجمة المعنى باللغة الأوردية .


على جانب من الطريق لاحظت وجود جماعات من الجنود المدججين بالأسلحة وهم يقفون فى وضع الاستعداد ، وحين سألت قيل لى إنهم يحرسون منزل بطلهم عبد القدير خان الذى أتاح لباكستان امتلاك القنبلة النووية ، فتعادلت مع جارتها اللدود : الهند ، فى صراعهما الذى لا يريد أن يهدأ ، ولذلك فإنهم حريصون جدا على حياة الرجل من أى اعتداء .


الجامعة الإسلامية العالمية تضم العديد من أبناء الدول الآسيوية وتقدم لهم تعليما مجانيا ــ يشبه ما كان يقوم به الأزهر الشريف لأمثالهم فى مصر ــ أما الأساتذة فمعظمهم من كلية دار العلوم . وبسبب الجوار بين باكستان وافغانستان ، فإن الطلبة يتابعون مجريات النشاط الأفغانى باهتمام كبير .


ولأن رئيس مجلس أمناء الجامعة هو نفسه رئيس الجمهورية ، فقد دعينا لزيارته فى القصر الجمهورى وتناولنا معه الغداء . والملاحظ أن القصر بسيط ، وكذلك الغداء ، أما استقبال الرجل لنا فكان حميما ، وحدثنا عن أهمية العلم والتعليم ، وعن رغبة باكستان فى النهوض بهما .


وعلى الرغم من أناقة العاصمة إسلام آباد وبحبوحة سكانها ، فإن الوضع المعيشى فى المدن الأخرى التى مررت بها لا يقاربها . فالكثير من المساكن عشوائيات ، والناس باد عليهم الفقر ، وهم يملأون الأسواق لكنهم لا يكادون يشترون شيئا ! أقول هذا لأننى كنت أتوقع أن تنهض باكستان على كل المستويات وليس المستوى العسكرى وحده ، بينما ظلت المستويات الأخرى متخلفة كالجانب الاقتصادى والاجتماعى ، أو متقلبة كالجانب السياسى والحزبى إن عتابى لباكستان يأتى من أنها الدولة الإسلامية الوحيدة التى بدأت منذ انفصالها عن الهند سنة 1947 فى بناء نهضتها ، ولم يكن يعرقلها ماض ثقيل ولا ضغوط استعمارية سابقة ، مثل معظم البلاد الإسلامية الأخرى ، وهكذا كانت أمامها الفرصة كاملة لتقديم نموذج فريد لباقى الدول الإسلامية الأخرى ، ومع الأسف فإن ذلك لم يحدث .


لكننى لن أنسى أبدا زيارتى للمنطقة شبه السياحية التى تقع على قمة هضبة عالية جدا بجوار العاصمة ، واسمها : مارى . خرجنا من المدينة والجو حار ،وهناك فوق تلك القمة تجمدنا من البرد ، والتقطنا بعض الصور والسحب تتوالى تحت أبصارنا . أما الطريق الصاعد والهابط ، وهو شديد الوعورة والضيق والمنحنيات ،فلولا رحمة الله بنا وٍسائق السيارة المتمرس لما كنا اليوم فى عداد الأحياء !

 


عودة

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 21:24