عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلتى إلى الكويت صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 23:13

رحلتى إلى الكويت

 


أتاحت لى الظروف أن ازور الكويت عدة مرات . ذلك البلد الخليجى المتطور الذى إذا نزلته أحسست أنك فى عاصمة بلد أوربى من حيث النظافة والتخطيط ، والمعاملات الاقتصادية ..


أول مرة كانت بدعوة من جامعتها للعمل فى قسم الفلسفة بكلية الآداب الذى كان يرأسه فؤاد زكريا ويعمل معه عبد الرحمن بدوى ومحمد أبو ريدة وعبد الغفار مكاوى ، لكن جامعة القاهرة رفضت دون سبب معقول أن أن أذهب إلى هناك ، ثم حدث أن دعيت بعد ذلك فى عدة مؤتمرات علمية ، وجدت فيها كرم الضيافة وحسن لاستقبال .


والملاحظ أن أهل الكويت منشغلون جدا . بأى شىء ؟ الله أعلم: هل بأموالهم وتجارتهم ومشاريعهم ؟ أم بحياتهم العائلية والخاصة ؟ أم طموحاتهم فى الترقى والتوسع والمزيد من الازدهار . والواقع أن شعب الكويت معتز بنفسه جدا ، إلى حد المغالاة أحيانا . لكنه عندما يألفك يصبح صديقا مخلصا وكريما. وقد استطاع أهل الكويت أن ينشئوا لأنفسهم نظامًا سياسيًا ، تحت مظلة الإمارة التى يحترمها الجميع، يتيح لهم جوا من الديمقراطية لا يكاد يوجد لدى غيرهم، لكنه فى الفترة الأخيرة زاد عن حده ، فراح ينقلب إلى ضده .


فى بداية ازدهار الكويت ، استعانت بكل العقول العربية والأجنبية لتساهم فى بناء البلد ، وقد نجحت فى ذلك إلى حد كبير ، ثم بدأ الوافدون ينافقون أهل الكويت ، فقدموا لهم الاحترام والطاعة دون أن يقدموا لهم النصح الخالص والرأى الصائب ، ولذلك فإن الأحوال لم تعد كما كانت .


يؤمن الكويتيون بأن المال هو عصب الحياة ، ويزيدون على ذلك بأنه مناط شرف الإنسان ، به يعلو ، وبنقصانه ينفى إلى الهامش . وبالطبع ليس هذا صحيحا ، فالعمل أهم من المال ، وهو الذى يأتى بالمال ، ويحقق المعجزات


كانت كارثة كبرى حين أغار صدام حسين على الكويت فاحتلها ودمرها ونهبها ثم ترك فى نفوس أهلها جرحًا غائرًا يستحيل دمله أو تجاهل آثاره .. وقد راحت الكويت بعد انكسار صدام تستعيد عافيها ، وتنهض على قدميها ، لكن بعزيمة جديدة ، وتوجهات جديدة أيضا .


الكويت بلد نظيفة جدا ، ومرتبة ، ومنظمة . وتأتى إليها البضائع من باريس كما تأتى من الهند والصين .. وهى مركز تجارى واقتصادى متطور ، وتجارها على قدر كبير من الذكاء والمهارة .


لكن – أجارك الله – على اليوم الذى تغضب فيه الصحراء المحيطة على مدينة الكويت ، فتغمرها بالغبار الأصفر الدقيق الذى لا تمنعه شبابيك ولا أبواب ، ويتسلل إلى كل مكان حتى العيون والرئتين ، وهذا يسمى (الطوز) وهو نوع مما يتحدث عنه القرآن الكريم فى عقاب الأمم الغابرة، وعلى الجميع أن يحتمى منه بأى وسيلة ممكنة ، لكنه يترك أثارًا سيئة على الناس والأماكن..


أما برج الكويت الشهير ، فقد دعانى بعض الأصدقاء إلى تناول وجبه دسمه فى مطعمه الدائر ، ومنه يطل الإنسان على مدينة الكويت وعلى امتدادات واسعة من الخليج ، الذى تتناثر فيه السفن الضخمة المحملة بالبترول أو بالبضائع .


الكويت دولة غنية ، وشعبها مبسوط جدا ، لكنه يظل متخوفًا من الغد ، الذى ينذر بنضوب البترول ، ولكن الله تعالى يرزق مَنْ يشاء بغير حساب .

 


عودة

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:45