عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلة إلى الجزائر صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 22:00

رحلة إلى الجزائر

 


وصلتنى الدعوة في أعقاب عيد الفطر ، ولم يكن هناك سوى ثلاثة أيام فقط للحصول على التأشيرة ، ومراجعة شركة الطيران الجزائرية . وقد تم ذلك كله فى هذا الوقت القصير . أما المشكلة التى أثارت دهشتى فهو الطريق الذى أعبره من القاهرة للجزائر مرورًا ببيروت ، ثم بدمشق ؟! كيف ولماذا ؟ لا أحد يجيب . المهم انتظرت فى استراحة بيروت سبع ساعات ، أسعدنى فى نهايتها لقائى بالمطربة اللبنانية الأصيلة ماجدة الرومى ، وكانت متعبة هى الأخرى من وقت الرحلة . لكنها أشادت بحبها لمصر ، واعتزازها برأى الجمهور المصرى فى أدائها . تقطع الطائرة ذات الحالة المتوسطة المسافة من دمشق إلى الجزائر فى خمس ساعات ونصف ، كنا فيها بين اصبعين من أصابع الرحمن ، وخاصة فى هذا الوقت من العام ، حيث الضباب المتكاثف ، والرياح المعاكسة . لكن رؤية الناس من حولى نائمين رغم المطبات الهوائية العنيفة كان يمنحنى بعض الاطمئنان ، ولا أقول الثقة..


فى الجزائر العاصمة ، ظهر بوضوح حسن الاستقبال ، وأعجبت من نشاط الجزائريين الذين أنهوا الإجراءات بكل سهولة ، ثم اصطحبونى إلى (فندق الأوراسى) المبنى بتصميم أحد المصريين ، فوق أعلى قمة فى العاصمة ، والذى يشرف على المدينة من ناحية ، وعلى شاطئ المتوسط من ناحية أخرى .


لكننى كنت مرهقًا من عدم النوم طوال ليلة كاملة ، فأغلقت ستائر الغرفة ، ولم أشاهد إلا بعض الأحلام !


كانت الدعوة بمناسبة انعقاد لجنة تأسيسية لمشروع الذخيرة اللغوية ، أو ما يسمى بالإنترنت العربية ، وهذا يعنى وضع كل ما أنتجه العرب قديمًا وحديثًا ، مكتوبًا ومنطوقًا فى الكمبيوتر ، تمهيدًا لتنسيقه وترتيب عناصره ، واستعادة ما نحتاج إليه من تراثنا العربى الذى يبلغ مئات الملايين من الصفحات . وطبعًا سوف يكون من أولى فوائد المشروع وضع القواميس اللغوية – التاريخية – الدقيقة التى تضارع قواميس اللغات العالمية ، والتى ما زلنا متخلفين فيها حتى الآن . وقد حضر الاجتماع عدد من أساتذة وخبراء اللغة العربية من تسع دول ، وأرسل الباقى موافقات على الاشتراك فى المشروع . وعلى مدى يومين كاملين 26 ، 27 ديسمبر جرت الاجتماعات ، ودارت المناقشات ، وعارض من عارض ، واحتج من احتج، حتى انتهى بنا الأمر إلى الموافقة على المشروع نظرًا لأهميته العلمية من ناحية ، ولتوجهه القومى من ناحية أخرى .


وانتهزت بعض الوقت لأتمشى فى شوارع الجزائر النظيفة جدًا ، فلم أجد إرهابًا ، بل رأيت المرأة تسير وحدها فى منتصف الليل . وعندما سألت عما نسمعه قيل إن هذا يحدث فى أطراف البلاد ، وله أسباب يعرفونها جيدًا ، وحول المسألة توجد دعايات ودعاوى كثيرة ، تصدر من أصحاب مصالح متعددة .


الجزائر ثانى بلد عربية بعد مصر من حيث عدد السكان . وبها إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة ، وهى قطر عربى كبير يحتل مكانًا واسعًا وشواطئ ممتدة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط .. أما الشباب الجزائرى فهو متحمس للعمل والإنتاج ، ومستعد للدخول بقوة فى قلب العصر الحديث . وأهم ما لا حظته أنك تجد الرجل الجزائرى متجهمًا ، فإذا تعرفت عليه اكتشفت فيه إنسانًا رفيق المشاعر، ومثقفًا .. أما الفتاة الجزائرية فهى جميلة ، جريئة ، تعيش عصرها ، وتتابع بشغف كل ما يجرى فى مصر من خلال التلفزيون .

 


عودة

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:34