عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلتى إلى تونس صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 21:56

رحلتى إلى تونس

 


هناك بلاد يظل الإنسان يحلم برؤيتها حتى يزورها . وعندئذ تكون النتيجة : إما إلا يذهب إليها مرة أخرى ، أو أن يعاود زيارتها كلما أتيحت له الفرصة .


وقد كانت تونس بالنسبة لى أمنية رجوت أن تتحقق ، حتى زرتها أخيرًا بمناسبة مؤتمر علمى عقد فى جامعتها عن الفيلسوف الصوفى الكبير محيى الدين بن عربى. وهناك استقبلنا الطقس فى المطار بما لا نحب : هواء بارد جدًا ، وبعض الأمطار المتقطعة ، لكن الشوارع نظيفة ، وحركة المرور ، على الرغم من شدتها عند الذروة ، منسابة . أما البيوت فهى متواضعة يعلو بينها من مكان لآخر مبنى حديث . لكن الطابع العربى غالب. والناس فى الشوارع نشطاء ، ومعظمهم من الشباب ، بعضهم يقف على النواصى لا أدرى لماذا ؟ أما المقاهى فهى صغيرة جدًا ، لكنها مليئة بروادها . والقهوة هى الشراب المفضل للتونسيين . نحن فى مصر نفضل الشاى. صور الرئيس زين الدين بن على حينئذ معلقة فى كل مكان ، وبخاصة داخل الدكاكين . والتليفزيون التونسى له قنواته الخاصة ، ويستعين بقناتين من فرنسا ، إلى جانب الفضائية المصرية . وهذا ما يجعل اللهجة العامية المصرية معروفة تمامًا هناك . لكننا نحن الذين نحتاج إلى الإصغاء الجيد للهجة التونسية الخالصة لكى نفهمها .


أما الأرقام التى نكتبها فلا يعرفها التونسيون ، حتى الذين يعملون فى الفندق ، سألونى أن أكتب رقم التليفون المطلوب بالأرقام الأجنبية حتى يتمكنوا من قراءتها . هم طبعًا يقولون إن أرقامهم هى الأرقام العربية الأصيلة ، وأن أرقامنا تلك التى نستخدمها فى مصر والمشرق العربى كله وافدة من الهند . إنه خلاف بسيط لا يهم. لكن الأمر الذى كان سهلاً بالنسبة لى ، هو أن معرفتى بالفرنسية جعلتنى أفهم بسرعة ما يدخله التونسيون فى حديثهم العربى من تلك اللغة الأوربية . الجميع هنا يعرفونها ، ويستطيعون الحديث بها ، لكنهم يفضلون مزجها باللغة العربية فى حديثهم الدارج .


فى الجامعة ، ومن خلال نظرة سريعة ، لاحظت أن نسبة الفتيات أكبر من نسبة الشباب لكنهم جميعًا على درجة جيدة من الأناقة والبساطة . وإقبالهم على العلم والمناقشات واضح جدًا ، وهم يسيرون مسرعين ، وقلما تجد فيهم من يقف متكاسلاً . الأساتذة أيضًا أكثر نشاطًا . ولا شك أن النشاط يعدى. وهذه هى العدوى الجيدة.


أما فى السوق الشعبى ، الذى يشبه إلى حد كبير خان الخليلى بالقاهرة ، فهو أكثر اتساعًا ، وطرقاته مرصوفة بالبلاط القديم ، كما أنها ضيقة للغاية ، والمحلات فيه متراصة إلى جوار بعضها : محلات الذهب ، والفضة ، والتمور ، وزيت الزيتون ، والأحذية والملابس التونسية المزركشة إلى جانب بعض الأنتيكات .. وأجمل ما يقابله الزائر أقفاص الطيور المصنوعة بذوق خاص. لكن كيف يحملها معه مسافر الطائرة ؟


السوق شبه فارغ إلا من البائعين . والحركة التجارية راكدة تمامًا . فالسياحة متوقفة منذ أحداث سبتمبر الماضى . لكن الناس تنتظر ، وتتوقع ، وتأمل أن تحدث انفراجه قريبة . أما أسواق الخضار ، وقد زرت إحداها ، فهى منتعشة . لأن الناس يظلون يأكلون حتى لو توقفت السياحة تمامًا.


تحاول تونس أن تبدو مدينة أوربية ، لكنها لا تستطيع . فأهلها عرب أصلا . وهم تحت الملابس الأفرنجية متدينون . لكنهم أكثر حيوية ونشاطًا من كثير من إخوتهم فى البلاد العربية المجاورة . لذلك فإنهم ينجحون عندما يعبرون البحر المتوسط لكى يعملوا فى أوربا ، التى تحسن استقبالهم ، وتفتح أمامهم فرص العمل والتجارة .


قيل لى وأنا فى مدينة تونس إن هناك أماكن كثيرة رائعة ، سواء على الشاطئ ، أو فى مزارع خضراء تشبه النعيم . لكننى لم أتمكن من الذهاب إليها . فقد كان وقت المؤتمر يومين ، قضينا معظمهما فى الحديث والاستماع والمناقشات .


كما أن التأشيرة التى حصلت عليها لم تزد عن أسبوع ، وتعجبت من أن التأشيرة التى أحصل عليها لأى دولة أوربية لا تقل عن ستة أشهر . لماذا ؟ لعلهم يريدون ألا يقيم عندهم الزائر طويلاً لأن البلد صغير ، أو لأنهم يريدونه أن يعود إليهم أكثر من مرة .


عموما تحياتى لتونس التى لم أشاهد فيها سوى العاصمة بمبانيها الحجرية وشوارعها الأسفلتية ، انتظارا لزيارة أخرى قد أشاهد فيها تونس الخضراء ..

 


عودة

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:33