عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلتى إلى تركيا صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 21:38

رحلتى إلى تركيا

 


كانت من أصعب الرحلات . ولم تكن مع الأسف إلى العاصمة فى أنقره ، أو إلى المدينة التى كنت أتمنى زيارتها وهى استانبول ، وإنما كانت إلى مدينة (أورفه) فى شمال تركيا وبها مسجد كبير يقولون إنه لسيدنا إبراهيم ، عليه السلام .


أما الرحلة فلم تزد عن يومين فقط تخللهما ركوب الطائرات ، واستقبال جاف جدا من موظفى المطارات ، على الرغم من أننى كنت أمثل أحد المحافظين المصريين فى اجتماع حول النظر فى مدن العالم ، وضرورة الاهتمام بها كمراكز حضارية يمكن أن تكون أماكن للتواصل والتعارف بين الشعوب .


لكن الأهم ، أن المدينة نظيفة ، وهى مسفلته الشوارع ، وأعداد الشباب يفوق أعداد الشيوخ ، وهم متحمسون ومقبلون على الحياة بهمة ونشاط ، ومحلات الطعام نظيفه جدا ، لكن الزحام دائمًا على محلات سندوتشات الشاورمة وهم يتناولونها مع الفلفل الأخضر الحامى جدًا ، ويجلسون أمام المحلات فوق مقاعد خشبية مقطوعة من الأشجار الضخمة .


يمكن القول أن تركيا بلد ناهض ، استطاع بالفعل أن يخرج من دائرة التخلف إلى بداية الازدهار والتمتع بالحياة . ولا يدرك ذلك إلا كبار السن ، وهم يشعرون بالحسرة على ما فات من أعمارهم فى الفقر والتقشف. أما اليوم فالتنمية تنتشر فى كل مكان : البشر والمؤسسات ، والعمل جار على قدم وساق. وفى الفنادق يمكن أن نشاهد بعض النساء يرتدين الثياب على آخر موضه أوربية ، لكن الآذان باللغة العربية يتردد فى الفضاء فى أوقات الصلاة. والعملة التركية قويه ومتماسكة والإحساس بالذات يملأ النفوس بالفخر ، والاصرار على مزيد من التحدى : الفخر بتاريخ عريق من عظمة الدولة العثمانية التى كانت طيلة ستة قرون متتالية سيدة أوروبا ، والاصرار على مجاراة الدول الأوربية المتقدمة حاليا فى العمل والانتاج ..


أهم ما يثير الحزن فى تركيا هو عدم قبولها حتى اليوم فى منظومة الاتحاد الأوربى ، ولذلك فإنها تسعى للشرق عموما ، وللبلاد العربية التى كانت خلال فترة طويلة هى الظهير الاقتصادى والبشرى وحتى العسكرى لها .. لكن التاريخ لا يعيد نفسه . وقد مضى كل فى طريقه .


تحتوى مكتبات تركيا على آلاف المخطوطات العربية ، التى لا يستطيع الشعب التركى أن يقرأها ، ولا يريد أن يتيح فرصة قراءتها للعرب . وهذه نقطة ضعف فى العلاقات الثقافية بين تركيا والعرب .. وهى لا ترغب فيما يبدو أن تفتح هذا الملف ، تمامًا كما أنها لا تريد الافصاح عن طبيعة علاقاتها السياسيه والعسكرية مع البلاد العربية ، لأنها بينما تمد يدًا بالمصافحة للعرب ، تقيم علاقات متينة مع أسرائيل .


كنت أود أن أزور استانبول ، التى تحولت من عاصمة للدولة البيزنطية القديمه إلى عاصمة للدولة الاسلامية التركية ، وبدلاً من متابعتى لمساجدها الضخمة والمهيبة ، كنت أتمنى أن أصلى في كل منها ركعتين لله تعالى ، شكرًا لجلال وجهه ، وعظيم سلطانه الذى يورث الأرض لمن يشاء من عباده ، وكذلك لمن يعمل بجد .

 


عودة

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:29