عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلتى إلى اليونان صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 21:33

رحلتى إلى اليونان

 


كان ذلك فى طريقنا ، زوجتى وأنا ، من إيطاليا إلى اليونان . قضينا فيها يوما كاملا ، ثم سمحوا لنا بالنزول من السفينة فى ميناء بيريه والتجول فى المدينة لمدة ليلة كاملة . فماذا وجدت : باعة الفول المدمس المصرى يملأون النواصى ، ومحلات البقالة التى كانت توجد عندنا فى مصر قبل الستينات مكدسة بالأصناف اللذيذة كالجبن الرومى ، والبسطرمة ، والزيتون ، والمخللات التى تفتح نفس أى شبعان ! وعلى مدخل المحل توجد شرائح السمك (الباكالاه) المجفف منها معلق والممزوج بالماء متوافر . والأهم من ذلك كله أن مستوى خدمة الزبون لا يُعلى عليه !


وفى أحد محلات الطعام ، شممنا رائحة الكباب ، فدخلنا ووجدنا البائع يستقبلنا بالترحاب – رغم عدد اللغات التى نستخدمها ويفهمها بسهولة – والغريب أنه كان يقبل أى عملة نقدمها له : دولار أمريكى ، فرنك فرنسى ، مارك ألمانى ، ليره ايطاليه – أى شىء يأخذه ويقدم إلينا سندوتشات السوفلاكى : والسوفلاكى ليس لحما مشويا ، وإنما هو من (ليّة الخروف) عندما يتم شواؤها تصبح الرائحة مثل اللحم تماما ، لكنها عبارة عن كتل دهنية خالصة .. ولأن الطقس كان باردًا فقد رحنا نأكلها بنهم ، ونطلب منها المزيد .


أصارحكم أننى عندما تجولت قليلا فى اليونان أدركت أنها بلاد سوف يلحقها الافلاس . لماذا ؟ لأن اكثرية أهلها من كبار السن ، وهم يجلسون على أرصفة المقاهى ، أو حتى أمام منازلهم يلعبون النرد ، ويدخنون الشيشة .. يعنى لا تكاد توجد حركة تجارية ناشطة وإنما هناك نوع من الخمول ، والنظر بعيون مستديرة ولامعة إلى السياح ، والبحر ، والسحب المتحركة ..


أما السفن التى تعبر اليونان فهى تسير أحيانا فى مسارب مياه ضيقة جدا بين مسطحين من الأرض . وينتهز الشباب المهاجر بدون تأشيرة قانونية هذا المنفذ لكى يلقى بنفسه من السفينة ، ويصبح فى اليونان ، وقلما يسأله أحد هناك عن سبب وجوده أو أوراقه الثبوتية ، لكن هذا لا يرضى دول الاتحاد الأوربى وخاصة ألمانيا ، التى يضايقها كثيرًا أن تستمر فى تقديم المساعدات الماليه لليونان وهى لا تنشط إلى العمل أو بذل الجهد مثلها.


ومن يدرى فلعل اليونان قد فهمت حقيقة الحياة أكثر من ألمانيا التى ترهق نفسها فى العمل صباح مساء . اليست هذه البلاد هى التى أنجبت كبار فلاسفة العالم : سقراط وأفلاطون وأرسطو ، وهى التى علمت الجميع حب الحكمة ، ومحاولة الحصول عليها ، ولعلها الآن تعود إلى نفس الخط الذى وقفت عنده من من قبل أن تبدأ الحضارة فى أوربا كلها وتعيد التأمل من جديد !

 


عودة

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:25