عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رحلتى إلى فرنسا - 1 صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 20:47

رحلتى إلى فرنسا (1)

 


كانت المرة الأولى على الإطلاق التى أغادر فيها مصر إللى بلد أجنبى . وما زلت أذكر اليوم جيدا 17 ديسمبر1974. وكنت قد حصلت على بعثة للدراسات العليا بجامعة السوربون بباريس فى الفلسفة ومناهج البحث ، لذلك كانت فرصة لإتمام إجراءات زواجى قبل السفر بسبعة أيام ، والصعود إلى الطائرة المتجهة إلى باريس مساء يوم 17 . كانت الطائرة شبه خالية ، ولذلك سمحت لنا المضيفة أن نتجول كما نشاء ، ورحنا زوجتى وأنا ننظر من مختلف النوافذ ، كما نجلس باسترخاء فى مقاعد الدرجة الأولى . وسألت عن السبب فقيل لى إن المسافرين إلى باريس قد سبقوا بالسفر ليتجنبوا زحمة أعياد الميلاد هناك !


وفى الدرجة الأولى ، لاحظت وجود رجل مسن ، نحيف الجسد ، ويرتدي نضارة سميكة ، وتعارفنا بسرعة : ظهر أنه المهنس المصرى الكبير حسن فتحى صاحب فكرة مشروع الجرنة العالمى ، وأنه مدعو من اليونسكو لندوة يلقى فيها بعض المحاضرات حول اسغلال عناصر البيئة المحلية فى بناء مساكن للفلاحين .وسألنى الرجل المتواضع جدا : أين ستقضى الليلة مع زوجتك فى باريس ؟ وهل حجزت فى أى فندق ؟ قلت ببساطة وبكثير من الشجاعة : لم أفعل .. لكن يمكننا أن نقضى الليلة على أحد المقاهى . سكت الرجل وحين نزلنا من الطائرة نادى علينا وأخذنا معه فى السيارة المحجوزة له ، وأمام فندقه الفخم (بونابرت) أشار للسائق أن ينتظر لحظة ، ثم وجدناه عائدا يتهلل ، وقال لى : لقد وجدت لكما غرفة خالية ودفعت حسابها كتهنئة منى لكما بمناسبة زواجكما !


كانت تلك هى العجيبة الأولى ، أما الثانية فقد حدثت عندما توجهت مع زوجتى إلى المكتب الثقافى المصرى ، وفى محطة المترو التى كنا نشاهدها لأول مرة ، سألنا عن الخط الذىى يؤدى بنا إلى هناك ، وتطوعت شابة فرنسية بإرشادنا ، ثم قدمت لنا عن طيب خاطر عشرة تذاكر صالحة للمترو حتى نتحرك بها كما نشاء !


كيف استقبلتنا باريس ؟ بكل الحنو والترحاب ، وعلى الرغم من عدم معرفتنا اللغة الفرنسية ، فقد حصلنا منها على ما نريد ، وبأقل الأسعار. جلسنا فى الحدائق العامة ، وارتدنا المقاهى البسيطة ، وتمتعنا بأكل السندويتشات اللذيذة فى الحى اللاتتينى ، وتعرفنا بسرعة على أماكن تعليم الفرنسية للأجانب ، والخلاصة أننا لم نشعر فى أى لحظة بأننا غرباء ! أما بالنسبة لى فقد كنت أنظر إلى مبنى جامعة السوربون العريقة وأتساءل : هل ٍسأحصل منه ذات يوم على دكتوراه الدولة التى لا يسهل على الفرنسيين أنفسهم الاقتراب منها ؟!


وفى مدرسة (الأليانس) الشهيرة ، رحت مع زوجتى نعمل فى بذل الجهد لتعلم الفرنسية . ولم تمض سوى فترة بسيطة حتى بدأنا نفهم ، وأحيانا نتكلم وفى أحيان ثالثة نفاصل فى شراء الأشياء ، ثم اشترينا جهاز تلفزيون مستعمل .. وهنا انفتحت أمامنا الأبواب والنوافذ ، وكشفت لنا باريس الجميلة بل وفرنسا كلها عن كنوزها المخبوءة ، والتى لا تبوح بها عادة إلا لمن يعرف لغتها .

 

 

عودة

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:58