عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
أمريكا الخائفة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 21 أبريل 2015 20:50

أمريكا الخائفة

 


وعلى الرغم من أن أمريكا هى الآن أقوى دولة فى العالم ، بفضل ترسانتها العسكرية الرهيبة ، والتى لم تستخدم أشدها فتكا سوى مرة واحدة ، حين محت من فوق الأرض مدينتين كاملتين فى اليابان سنة 1945 ــ فإن الشعب الأمريكى يشعر فى أعماقه بالخوف : الخوف من اليوم والغد .


فهو أولا يدرك أن التقدم العلمى الذى أتاح له امتلاك تلك القوة الرهيبة يمكنه أن يصبح أداة طيعة فى أيدى دول أخرى إذا ما استخدمت نفس الوسائل والأساليب التى سبق له استخدامها .


ثانيا : أن قانون التطور ــ الذى هو من سنن الحياة ، والذى يدرك الشعب الأمريكى صيرورته جيدا ــ ماض فى طريقه الطبيعى ، حيث نشاهده فى كل يوم يضعف دولا بينما يقوى أخرى ، ويفكك تحالفات موالية بينما ينشئ تحالفات جديدة قد تكون أشد شراسة وعدوانية .


ثالثا : أن المجتمع الأمريكى الذى يبدو فى ظاهره متماسكا تنطبق عليه بل وتسرى فيه كل العيوب البشرية التى توجد فى كل شعوب العالم ومنها : الخداع الاقتصادى ، والصراع المحموم بين الأحزاب السياسية ، وحب الغلبة والسيطرة من جانب رجال الأعمال ، ومعاداة المخالفين ، وإقصاء المعارضين .


رابعا : أن القانون الأمريكى ــ رغم احتفاظه حتى الآن بقوته وهيبته ــ لا يستعصى على بعض الحيل القانونية ، وأحيانا الملاءمات السياسية والآمنية ، التى تجعله لا يحكم بالعدل المطلق على جميع المواطنين ، كما كان عليه الحال طوال تارخه الطويل . وأخيرا فإن وسائل الاعلام الأمريكية ، التى كانت تمثل السلطة الرابعة بحق فى المجتمع ، ولها تأثيرها البالغ فى توجيه وتوعية الرأى العام ، قد أصبحت كأى سلعة تباع وتشترى . ومعلوم أن مالكها فى كل الحالات هو الذى يتحكم فى توجهاتها ، وبمقدوره أن يكتم صوت الحقيقة فيها أو يكسر أقلامها .


لكن هذا كله لا يعنى أن السقوط وشيك ، كما قد يظن البعض ، لأن عوامل الهدم ما زالت تعمل عملها ، وهى ذات إيقاع بطىء ، لكنه دؤوب ومستمر ، ولن تظهر آثارها إلا إذا تجمعت كلها فضربت بنفس القوة ، وفى وقت واحد .


أما الذى تشيعه الادارات الأمريكية المتعاقبة عن أهم ما يواجهها حاليا وهو خطر الارهاب ، الآتى إليها من الشرق ، فليس أكثر من دعوى عريضة بدون حجة مقنعة ، وليس أدل على ذلك من أن معظم حركات الارهاب فى العالم هى على صلة مباشرة بالسياسة الأمريكية ، الظاهرة والخفية . وتكفى الاشارة هنا إلى أن تنظيم القاعدة فى أفغانستان إنما نشأ وتطور واستفحل تحت سمع وبصر بل وتمويل أمريكى . والسؤال الآن : لماذا ترفع امريكا إذن راية الحرب على الارهاب ؟ والاجابة تنحصر فى سببين رئيسيين ، الأول داخلى : حتى تشحذ القدرات القتالية لدى أفراد قواتها المسلحة ، وبذلك تجنبها الركون إلى الكسل والتراخى . والسبلب الثانى خارجى : لكى تبرر به أسباب تواجدها فى أى منطقة من العالم فجأة ، وبدون استئذان من أى بلد تخترق مجاله الجوى ، أو تقصف ما تشاء من منشآته ، كما يحدث حاليا فى كل من باكستان واليمن .


وقد يتساءل البعض عن سر فشل الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن فى كل الحروب التى خاضتها ؟ ومنها بالطبع : محاربة الارهاب ؟ والواقع أن قوتها العسكرية الرهيبة لا تصلح للحروب المحلية المحدودة ، وإنما هى موجهة بالأساس للتدمير الشامل . وأنا أشبهها بالفيل الضخم الذى يحاول أن يسحق عشا للنمل يقع بين جذور شجرة ! ونفس الأمر ينطبق على ( محاربة الارهاب ) الذى لن تنجح معه أى حرب لأنه يتطلب ( مكافحة ) كالتى نكافح بها المخدرات ، حيث تتطلب الكثير من المعلومات ، والتحليل العميق ، والفهم الواعى ، واقتلاع الجذور ، ومعالجة الأسباب .


ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy