عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
قوة أمريكا صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 21 أبريل 2015 20:41

قوة أمريكا


 

 

ما الذى جعل الولايات المتحدة الأمريكية ــ بعد مائتين وخمسين عاما فقط من إنشائها ــ تصبح أقوى دولة فى العالم ؟


إن محاولة الاجابة على هذا السؤال لا تعنى أمريكا بقدر ما تعنى البلاد المتوسطة القوة والضعيفة لكى تأخذ بنفس الأسباب والوسائل التى اتبعتها أمريكا وإذن فإن كلا من الدافع والهدف من هذا المقال طيب النوايا ومشروع، وأتمنى أن يكون مفيدا ونافعا .


أما العنصر الأول من قوة أمريكا فيرجع إلى أهلها أنفسهم . ومعروف أنهم من مهاجرى أوروبا ، الذين تمىزوا بالصلابة وروح المغامرة والتصميم على أن ينشئوا حياة جديدة ومزدهرة فى تلك القارة البكر والغنية بالموارد السخية ، والتى كانت تنتظر هى الأخرى من يقيم فيها مثل تلك الحياة .


العنصر الثانى : أن تنوع أعراق وأصول هؤلاء المهاجرين لم يكن حائلا دون التعايش الايجابى فيما بينهم ، وذلك بسبب المساحات الشاسعة التى انتشروا عليها دون تنازع أو تصارع يصل إلى حد الاقصاء او الابادة . بل إن الحرب الأهلية التى نشبت بين الشمال والجنوب ما لبثت أن خمدت تماما بانتصار الشمال الذى كان يقود فى البلاد حركة التقدم وعمليات التحديث .


العنصر الثالث : تبنى مبدأ الحريات الشخصية مع تطبيقه فى نفس الوقت ، دون الاخلال بتاتا بمبدأ سيادة القانون الذى ما زال يتم تنفيذه بكل دقة وصرامة على الجميع دون أى تفرقة بين قوى وضعيف ، أو بين غنى وفقير .


العنصر الرابع : القناعة بجدوى الفلسفة البرجماتية التى أرساها عدد من الفلاسفة الأمريكيين وأشهرهم : جون ديوى ، ويليم جيمس . وخلاصتها أن الأفكار الصحيحة هى التى يمكن تطبيقها فى الواقع ، وليست تلك التى يجرى إثباتها بالبراهين العقلية والقضايا اللفظية ، كما كان عليه الحال فى الفلسفة الأوربية خلال عمرها الطويل .


العنصر الخامس : الأخذ بالمنهج التجريبى الحديث فى حل جميع مشكلات الحياة ، وتجاوز عقبات الواقع ، والانطلاق نحو آفاق أرحب من التقدم العلمى الذى لم يتوقف فى أى لحظة من اللحظات . ومعلوم أن هذا المنهج هو الذى يقف وراء نشأة وتطور تلك الآلة العسكرية الرهيبة التى تمتلكها امريكا حاليا ،وكذلك فى قدرته الفائقة على ارتياد عوالم مجهولة من الفضاء .


وفى المقابل من ذلك كله ، يمكن لى ولكم أن نتناقش بل ونعترض حول سياسة امريكا الخارجية فى التعامل مع الكثير من دول العالم ، وتورطها فى حروب محدودة هنا وهناك ، وكذلك فى عدم مد يد المساعدة للشعوب الضعيفة والمستضعفة لكى تنقذها من مآزقها الصعبة ، وأخيرا : اهتزاز يد العدالة فى يد امريكا ، بحيث أصبحت تكيل بمكيالين ، وخاصة فى المحافل الدولية ، وهو ما أصبح يعرف فى لغة السياسة بازدواجية المعايير . وهذه هى أبرز الأسباب الحقيقية التى تجعل أمريكا ــ رغم قوتها المفرطة ــ لا تحظى بإجماع العالم المعاصرعلى قيادتها الحضارية له ، لأن ما ينقصها أمران فى غاية الأهمية هما : العقل الحكيم ، والضمير الحى .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الثلاثاء, 21 أبريل 2015 20:42