عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الشاعر وقصيدته صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 28 مارس 2015 15:01

الشاعر وقصيدته


 


مجموعة من الصور ،

المتطايرة فى الجو ..

تحاول أن تستقر فى مجموعة من الكلمات ،

المنتشرة فوق الأرض

والشاعر حائر بينهما :

يحاول أن يوفق بين المجموعتين

وأن يمزجهما معًا بمجموعته الخاصة ،

من العواطف والأحاسيس ،

التى تموج فى صدره !

----

المجموعة الأولى

مثل طائفة من الفراشات الصغيرة الملونة

تعلو وتهبط بسرعة خاطفة

على طرف بركة ماء

وهى متخوفة دائمًا من أن يقتنصها أحد !

أما المجموعة الثانية

فإنها تتباعد فى اتجاهات مختلفة

مثل النمل الذى ينتشر بعد انتقاض عشه

وهى أكثر من أن يجمعها الشاعر بيديه !

----

يظل الشاعر يحاول ، ويحاول

وأخيرًا يلجأ لحيلة الخيوط

وكلما أمسك بفراشة أو كلمة

ربطها فى طرف الخيط

تتعدد الخيوط ، وتتمدد

حتى تصبح مجموعتين متجانستيْن

عندئذ يقوم بوضع الفراشة المناسبة

فى مكانها المناسب

وهو يفعل ذلك فى ظلام الليل

مرتعشا من شدة البرد

والريح تعوى من حوله ،

وتكاد تمزق ثوبه !

وفجأة يسقط على الأرض

وكفّاه داميتان من شد الخيوط

إنها خيوط رفيعه جدا ، لكنها حادة

وأخيرًا .. تنتظم له المجموعتان

فتهبط الأولى على كتفيه من الجو ،

وتصبح الثانية طيَعة بين يديْه

هنا فقط .. يبدأ الشاعر فى عمله الحقيقى

فيتخير ، ويقيس ، ويغير ، ويبدل ..

نافخًا فى كل كلمة جزءًا من روحه

وكلما فعل ذلك شعر بالضعف

وتهاوت قواه ، وكاد يفقد الوعى

لكن ما يطرد عنه التعب والألم :

أن يرى إلى جانبه مخلوقًا صغيرًا قد تكوّن ..

إنه مخلوق جميل ، وملىء بالحياة

عندئذ يحضنه بحنوّ بالغ ،

ويحميه بكفيه من برودة الليل

----

ومع ظهور أشعة الفجر

يعود به مسرعًا إلى البيت

وهو يسمع زقزقته ، ويشعر بدفء جسده

وعندما يقابل أول صديق

يكشف له بكل حرص عن وجهه

منتظرًا بلهفة شديدة أن يجيب عن سؤاله :

- هل هو حقا كائن جميل ؟

لكنه لا يذكر له شيئا قط

عما لاقاه من المعاناة ..طوال الليل !

****

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy