عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
شب الوليد صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 28 مارس 2015 14:11

شــب الوليد ..



 

 

[ حكاية من معسكرات اللاجئين

كتبت فى أغسطس 1963 ]


(شب الوليد ، فلن تهون المرضعه)


هتــفــت بهـــا اشواقه المتطـــلعه

وتأمل الافق البعيد . . بخاطــــــــر

أضناه حــــر الذكريات وأوجعـــه

متمزقا ، تغلى دماه بقصـــــــــة

عن والـد تحت التراب ومزرعة

جفت بكرهما الشفاه من الاسى

وتنهد الراوى واطرق من معه

***

وانفض عقد السامرين فسارت

كفاه تستجدى العجوز ليسمــــــعه

" بالله ياشيخى اعدها .. " فاكتوت

اذنـــــاه من كلمــــاته المتشفعـــــه

ورنــــا الى وجه الصبى ، فهـــاله

ما فيـــه من اطراقــــة متوجعــــة

تبكى بلا دمـع وتحــــرق ذاتــــها

وتذوب فى آلامـــــها المتقوقعـة

***

" يا يومها القاسى طالعت ولم يكن

الا عجوز فى المكـــان .. ومرضعه

وحمامة بين الغصون تراقصــــت

افراخها ، فشدت لهن موقعـــــــه

وتمايل الزىتــون فيض صبـابــة

ورمى الكروم على السقيفة افرعه

وهناك .. لم ترحم صبيا لاهيـــــا

شاد البــاء على الرمال ، واوقعه

أتربه البسطاء حزمة سوسن

نبتت باحضان الربى .. متضوعه

مللأوا من الأحلام أكواب الصبا

وقلوبهم بندى الحياة مشعشعه

وتعانقوا : ضمات حب رائق

ما زالت الآيام تنشد منبعه

وطـــلعت غيمـــان الـــرؤى

تتواثب الآحقاد فيك مروعه

ويزمجر الطغيان فيك وتلتوى

فى صدرك الصخرى أنفاس الدعه

ثم انقلبت على الربوع مفجرا

غضب الزلازل واحتدام الزوبعه

أواه يا بلدى الجريح . . ويا دما

ما زلت أذكره وأعرف موضعه

وأدفع الرؤيا ، فتحرق أضلعى

وتثير أعمق ذكرياتى الموجعه

شعب يدافع عن حماه وقبضة

تتجاهل الدنيا وتغصب أربعه

والرقدون على الثرى انشودة

عريانة النغم الشريد ، مقطعه

تجرى على وترى الحزين وتلتقى

بلحونى الثكلى ، ونفسى المترعه

فاسوقها لبنى الضياع ، لكل من

وارى أبــا ، وله هنلك مزرعه

ضلعهحتى يشب لنا الوليد المرتجى

فيلم للصدر الممــزق اضلعـــــــــه

وىدق ابـــــواب الحيـــاة بامــــــة

عاشت عذابت النـــــوى متطلعه

لغد . . يسيل النور فيه وترتوى

اعماق موتور ، وقلب مصدعه

وتلفت الشيخ المحطم للفتى

فرآه مأخوذ الفؤاد ، موزعه

يرنو الى ضوء يلوح على المدى

ويقول فى كلماته المتقطعه :

مهلا فلسطين الجريحة اننى

خلف الحدود ارادة متجمعه

فترقبى هذا الغد الوضاء ،

وانتظرى فتى . .

يأتى ليفجر منبعه

ويقولها للساهرين على الاسى :

شب الوليد ، فلن تهون المرضعه

ــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy