عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
أخلاق الوظيفة لتاج الدين السبكى صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 21 ديسمبر 2014 19:52

أخلاق الوظيفة لتاج الدين السبكى



ولد عبد الوهاب السبكى ، الملقب بـ "تاج الدين السبكى" بالقاهرة سنة 727هـ . وقد نشأ فى بيت علم وفضل . فأبوه هو : تقى الدين السبكى ، قاضى القضاة بمصر . وعندما انتقل الأب إلى الشام ليتولى قضاءها ، اصطحب ابنه عبد الوهاب، حيث استقر هناك فى دمشق ، متخذًا منها وطنه الثانى . وحين أرهقت الشيخوخة الأب ، تنازل لابنه عن منصب القضاء سنة 756هـ ، فقام بأعبائه عن جدارة ، واستمر فيه حتى أصابه الطاعون ، وهو بمنزلة ، بإحدى ضواحى دمشق ، سنة 771هـ. وبذلك يكون قد توفى عن عمر لا يتجاوز أربعًا وأربعين سنة([1]) .


لم يسلم عبد الوهاب السبكى من مكائد الطامعين فى منصب القضاء الذى تولاه ، فتعرض للعزل عدة مرات ، نتيجة اتهامات زائفة ، لكنه كان يعود إليه مكرمًا فى كل مرة . كذلك مارس عبد الوهاب السبكى مهنة التدريس ، فى أشهر مدارس دمشق حينئذ (العادلية ، والغزالية ، والأمينية ، والناصرية ، والشامية ، ودار الحديث الأشرفية) ويروى أن خطبة الجمعة ، التى كان يلقيها فى الجامع الأموى بدمشق ، كانت تحظى بإعجاب شديد من معاصريه([2]).


تدور معظم مؤلفات عبد الوهاب حول الفقه الشافعى ، وعلم أصول الفقه([3]) . وقد دفعه اقتناعه الشديد بمذهب الشافعى ، وحبه له ، إلى أن يؤلف موسوعة ضخمة بعنوان "طبقات الشافعية الكبرى"([4]) استقرأ فيها تراجم فقهاء المذهب الشافعى ، وأتباعه من كبار الشخصيات الإسلامية حتى عصره . وما زالت هذه الموسوعة من أهم كتب التراجم التى يرجع إليها الدارسون فى وقتنا الحاضر.

 


كتاب معيد النعم ومبيد النقم :


أما كتاب السبكى المسمى "معيد النعم ومبيد النقم"([5]) والذى نعتبره أحد المصادر الهامة فى مجال الأخلاق العملية ، فقد جاء تأليفه إجابة عن سؤال عابر ، يقول فيه صاحبه :

- هل يوجد طريق ، بالنسبة لمن سُلب نعمة ، دينية أو دنيوية ، إذا سلكها عادت تلك النعمة إليه ، وردت عليه ؟

وكانت إجابة السبكى على النحو التالى :


طريقه أن يعرف

أ-من أين أتى ، فيتوب (أى من أى نقطة ضعف سقط فى المعصية؟).

ب-ويعترف بما فى المحنة من الفوائد ، فيرضى بها.

ج-ثم يتضرع إلى الله ، تعالى ، بالطريق التى نذكرها .

هذه ثلاثة أمور هى طريق (هذا الشخص) التى يحصل بمجموعها على دواء مرضه ، ويعقبها زوال علته ، بعضها مترتب على بعض ، لا يتقدم ثالثها على ثانيها ، ولا ثانيها على أولها([6]) .


ويبدو أن السائل لم يقتنع بهذه الإجابة المختصرة ، فعاد يطلب من السبكى توضيحًا أكثر ، وهو الأمر الذى دفعه إلى أن ينهض لوضع هذا الكتاب ، الفريد حقا فى بابه ، والذى يتناول فيه الواجبات الأخلاقية لأكثر من مائة وظيفة فى الدولة ، وحقوق المجتمع الإسلامى على من يتولى هذه الوظائف .


ولا شك أن هذا الكتاب يعتبر أيضًا مصدرًا أساسيًا لكل من علماء التاريخ ، والاجتماع ، والإدارة فهو يقدم لكل منهم معلومات على قدر كبير من الأهمية ، وخاصة فيما يتعلق بنظام الدولة فى عصر السلاجقة ، والعلاقات المتشابكة بين أصحاب الحرف ، والأسلوب الذى كانت تدار به .


لكن ما يهمنا منه هو الجانب الأخلاقى ، الذى يتجلى فى ربط فكرة أداء الوظيفة أو العمل بالضمير الدينى ، والنقد اللاذع الذى يتبدى فى كثير من المواضع لانحرافات خطيرة تمس جوهر الدين من ناحية ، وطريقة تطبيقه فى حياة الفرد والجماعة من ناحية أخرى .


يرى السبكى أن مسئولية الموظف فى الدولة مسئولية مضاعفة، فهو من ناحية مسئول عن أداء عمله المكلف به ، على النحو الموضح له من رؤسائه ، أو من يحق لهم مساءلته ، ومن ناحية أخرى ، يعتبر الموظف مسئولاً أمام ضميره الدينى الذى يتصل مباشرة بمصلحة المسلمين ، ولا شك فى أن المساءلة ، من هذا الجانب ، تكاد تكون غائبة ، وخاصة من الناحية الظاهرية ، لكن غيابها لا يعنى أبدًا سقوطها عن المسلم ، الذى يتولى وظيفة عامة ، ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمصالح المسلمين . والواقع أن الموظف عندما يراعى فى أداء عمله ذلك الجانب الخفى ، فإنما يراعى – فى نفس الوقت – حق الله ، تعالى ، عليه ، ويؤدى له ما يجب من الشكر فى مقابل نعمة الوظيفة التى أنعم بها عليه .


وهكذا نجد السبكى يقرر أن أى إنسان يتقلد منصبًا ، أو يمارس مهنة ، عليه أن يدرك جيدًا أنه فى نعمة إلهية . والدليل على ذلك ، أن هذه النعمة – مهما كانت بسيطة أو متواضعة – لن يحس بقيمتها الحقيقية إلا بعد أن تزول عنه ، أو يعزل منها . لذلك ينبغى عليه الشكر الدائم لله عليها([7]) .


ويؤكد السبكى أن زوال النعم إنما يأتى من طريق التقصير أو الإخلال بحقوقها : أى بعدم الشكر عليها. وقد روى أن "النعمة إذا شكرت قرت ، وإذا كفرت فرت" ، وقيل : لا زوال للنعمة إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت"([8]) . والحاصل أن كتاب الله ، وسنة رسوله دالان على أن كفران النعمة يؤذن بزوالها ، وشكرها يقضى بمزيدها([9]) .


وقد ذكر العارفون أن الرب قطع (أى أكد وجزم) بالمزيد مع الشكر ، ولم يستثن فيه ، واستثنى فى خمسة أشياء : فى الاغتناء ، والإجابة ، والرزق ، والمغفرة ، والتوبة . فقال تعالى :

(فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء)([10])

(فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء)([11])

(يَرْزُقُ مَن يَشَاء) ([12])

(وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء)([13])

(ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء) ([14])

وقال فى الشكر من غير استثناء :

(لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) ([15])

 


وسائل الشكر ، ومراتبه :


يرى السبكى أن الشكر إنما يتم بوسيلة من ثلاث : القلب ، واللسان ، والأفعال (الجوارح). وهو يقرر أن شكر القلب هو الأعظم. فكسف يكون هذا الشكر ؟


يكون شكر القلب باعتقاد أن الله ، تعالى ، هو مانح النعمة ، لا أحد غيره ، فالخير كله من الله ، وهو إنما يجرى على أيدى العباد فقط ، "فإذا فرضنا إن إنسانًا ما قدم إليك ، بمحض اختياره ، معروفًا، فلا ينبغى أن تغفل قط عن أن هذا الإنسان نفسه فى قبضة رب العالمين ، وأن مثل هذا المخلوق مضطر ، قد سلط الله عليه الإرادة ، وهيج عليه الدواعى ، وألقى فى قلبه أن يعطيك ، فلا يجد – بعد ذلك – سبيلاً إلى دفعك ، ولا يعطيك – والحالة هذه – إلا لغرض نفسه ، لا لغرضك . ولو لم يكن له من غرض فى الإعطاء لما أعطاك ، ولو لم يعتقد أن له نفعًا فى نفعك لما نفعك . فهو إذن إنما يطلب نفع نفسه بنفعك ، ويتخذك وسيلة إلى نعمة أخرى يرجوها لنفسه ، وما أنعم عليك ، فى الحقيقة ، إلا الذى سخره له ، وألقى فى قلبه ما حمله على الإحسان عليه"([16]).


وهكذا نرى أنه بهذا التحليل العميق لمفهوم العطاء ، والشكر عليه ، تتسع نظرة المسلم لترى فى كل نعمة تصل إليه ، أو أى معروف يبلغه اتصالاً مع الله تعالى ، وفى خلال ذلك ، يدرك أن الشخص الذى جرى الخير على يديه إنما هو مجرد واسطة لتحقيق النعمة الإلهية التى تتوزع على جميع المخلوقات بالحكمة والعدل([17]) .


من هنا ينبغى أن يكون الشكر القلبى على أى نعمة خالصًا لله وحده ، لا يشاركه فيه أحد من المخلوقين ، "إذا استقرت هذه القاعدة عندك ، بحيث صرت تتلقى كل ما يأتيك من الله تعالى ، لا من أحد من خلقه ، فهذا شكر عظيم للنعمة ، وهو أعظم أركان الشكر ، ولذلك أطلق عليه كثير من المحققين أنه : نفس الشكر ، حيث قالوا : الشكر الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع"([18]) .


والخلاصة أن الشكر القلبى يتمثل فى المعرفة والاعتراف : معرفة المسلم بواهب النعمة ، ومصدرها الحقيقى ، بعد أن يتخطى جميع الأسباب والوسائل الظاهرية التى أوصلت النعمة إليه ، واعتراف المسلم ، فى نفس الوقت ، بفضل الله وحده فى إسباغ تلك النعمة عليه ، دون أن يشركه معه فى ذلك أحد آخر([19]).


وهنا يشير السبكى إلى فكرة دقيقة ، وهى أن الإنسان عندما يشكر الله ، تعالى ، فإنما يشكره بجوارحه ، وقدرته ، وسائر الأمور التى هى أسباب الحركة والسكون . وهذا كله من خلق الله تعالى ، ونعمته : "فنحن نشكر بنعمته نعمته . وإلى هذا أشار الإمام الشافعى بقوله : الحمد لله الذى لا يؤدى شكر نعمة من نعمه .. إلا بنعمة منه"([20]).


أما الشكر باللسان ، فالمراد به – عند السبكى – حمد الله ، تعالى ، على نعمه ، والتحدث بها امتثالاً لقوله تعالى : ) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ( ([21]) فيتحدث بها الإنسان .. لا لرياء وسمعة وخيلاء ، بل للثناء على الرب ، تبارك وتعالى . وقد كان جماعة من السلف يجلسون فيتطارحون حديث نعمهم ، حتى ينتهى مجلسهم ، وهم على ذلك([22]) .


وأما الشكر بالأفعال ، فالمراد به امتثال أوامر المنعم ، واجتناب نواهيه . وهذا يخص كل نعمة بما يليق بها . فلكل نعمة شكر يخصها "والضابط : أن تستعمل نعمة الله ، تعالى ، فى طاعته ، وتتوقى من الاستعانة بها على معصيته . فليس من شكر النعمة أن تهملها ، وتشكر على وجه غير الوجه الذى عليه بنيت ، فمن عدل عنها إلى نوع آخر من الشكر فقد قصر ، وترك الأهم . وإنما الرشيد من جمع بين الأمرين ، فإن كان لابد من التفرق فالأنسب استعمال كل نعمة فيما خلقت له" .


يقصد السبكى إلى أن كلاً من شكر القلب ، وشكر اللسان عام ومتوحد ، بمعنى أن الإنسان يعترف فى شكر القلب بأن النعمة إنما جاءت من الله تعالى وحده ، كما أنه فى شكر اللسان يثنى عليه تعالى بما أفاض به عليه ، أما شكر الفعل ، فهو شكر عام ومتنوع ، يختلف باختلاف أنواع النعم الممنوحة . يقول السبكى : "وهذا يتضح بأمثلة :


المثال الأول : من شكر نعمة العينين أن تستر كل عيب تراه لمسلم ، وتغضهما عن كل قبيح ، إلى غير ذلك من أحكام النظر . فإن أنت أخذت تصلى كل ليلة ركعتين على شكر نعمة العينين ، وأنت مع ذلك تستعملهما فى النظر المحرم . فلست بشاكر هذه النعمة حقها .


المثال الثانى : من شكر نعمة الأذنين ألا تسمع حرامًا ، وأن تستر كل عيب تسمعه ، فإن أنت تصدقت بدرهمين شكرًا لله على نعمة الأذنين ، وهتكت كل قبيح سمعته ، وأصغيت إلى كل حرام وعيته ، فلست من الشاكرين" .


ويتضح من المثالين السابقين أن أعضاء الإنسان لها وظائف ، قد ضبطها الشرع ، وأن من شكر الإنسان على نعمة هذه الأعضاء : استعمالها دون خلط فى وظائفها المشروعة لها .


أما باقى أمثلة السبكى ، التى تتوالى بانتظام ، بعد هذين المثالين ، لكى تبلغ بالتحديد(111) مثالاً ، فإن كلاً منها يتضمن الإشارة إلى وظيفة فى الدولة ، أو مهنة فى المجتمع الإسلامى ، مع بيان حقوق هذه الوظائف والمهن ، أو بمعنى آخر : وسائل الشكر عليها .


ومن الجدير بالذكر أن الشكر الفعلى لنعمة الوظيفة – عند السبكى – يتمثل فى أداء هذه الوظيفة على أكمل وجه ، مع الإخلاص العميق فى هذا الأداء . وبهذا يمتزج الإسهام فى الحياة الدنيوية بالدافع الدينى المرتبط أساسًا بالحياة الآخرة يقول السبكى :


"ونحن نرى أن نخص غالب الناس بأمثلة ، تستوعب معظم الوظائف التى استقرت عليها قواعد المسلمين فى هذا الزمان (الإشارة إلى القرن الثامن الهجرى)، ونذكر ما يطالب به صاحب تلك الوظائف يوم القيامة ، ويخشى عليه فى الدنيا والدين سوء العاقبة بسبب التفريط فيه ، ما يكون موقظًا له من سنة الغفلة ، ومرشدًا إن شاء الله تعالى .. لعل الله ينفع به أقوامًا"([23]) .

 


تصنيف الوظائف :


يلاحظ على ذلك العدد الكبير من الوظائف التى ذكرها السبكى أنها تتوالى فى مجموعات تضم كل مجموعة منها عددًا معينًا من الوظائف الأساسية ، ثم الوظائف الأخرى التابعة لها . ويمكن بقدر من التصنيف تحديد هذه المجموعات الأساسية فيما يلى :


أ-الوظائف القيادية والإدارية فى الدولة .

ب-وظائف العلماء .

ج-أصحاب الحرف والصناعات والتجار وأصحاب الأموال .


ومما يلفت النظر أن السبكى قد بدأ هذه الوظائف بمنصب الخليفة أو السلطان ، وانتهى بالتعرض للشحاذ فى الطرقات .. أما فيما بين هذين الطرفين ، فإن كتاب "معيد النعم" يشتمل من الناحية التاريخية على بعض الوظائف التى اختفت حاليًا من المجتمع الإسلامى ، ويرجع السبب فى ذلك إلى ارتباطها بنظام حكم السلاطين الأتراك ، واستيلاء المماليك على السلطة الفعلية فى ذلك العصر . لهذا نجد عددًا كبيرًا من هذه الوظائف يحمل أسماء غير عربية ، وهى إما فارسية ، أو فارسية – تركية – مثل (البقشمدار) أى الشخص الذى يحمل نعل الأمير ، و(أمير شكار) وهو الشخص المختص بطيور الصيد وكلابه .


ومع ذلك ، فهناك أيضًا عدد كبير من هذه الوظائف ، على الرغم من أنها ترتبط بفترة تاريخية محددة ، يمكن "إسقاطها" بسهولة على وظائف حديثة فى العصر الحاضر ، ولا يقتصر هذا فقط على نظم الحكم فى البلاد الإسلامية ، وإنما يشمل أيضًا نظم الحكم الأخرى فى معظم بلاد العالم . فمثلاً هناك وظيفة (الدوادار) وهو يطابق حاليًا ما أصبح يسمى : مدير مكتب الحاكم ، و(الطبردار) الذى يحمل السلاح بين يدى السلطان لحفظ نفسه ، وهذا ما ينطبق تمامًا على الحرس الخاص ، أو ما يسمى بالإنجليزية Body-gard . ومن هذه الزاوية ، فإن كتاب "معيد النعم" يحتوى على مادة أخلاقية متجددة العطاء ، تتجاوز بالتأكيد حدود العصر الذى كتب فيه ، لتمد ظلها على العصور اللاحقة ، بما فى ذلك عصرنا الحاضر .


وسنكتفى فيما يلى بتناول بعض النماذج المعبرة من كل مجموعة من المجموعات الثلاث التى سبق تصنيفها .

 


من المجموعة الأولى :


أ-وظيفة الولاية :


يقول السبكى : إذا ولاك الله ، تعالى ، أمرًا على الخلق ، فعليك البحث عن الرعية والعدل بينهم فى القضية ، والحكم فيها بالسوية ، ومجانبة الهوى والميل ، وعدم سماع بعضهم فى بعض ، إلا من يأتى بحجة مبينة ، وعدم الركون إلى الأسبق (فى تقديم الشكوى) .

فإن وجدت نفسك تصغى إلى الأسبق ، وتميل إلى صدقه (تصديقه) فاعلم أنك ظالم للخلق ، وأن قلبك إلى الآن متقلب من الأغراض ، يميله الهوى كيف شاء . وإن وجدت الأسبق والآخر سواء ، فأنت أنت (أى الحكم مفوض إليك بناء على فحص حجج الجانبين) ([24]) .


ثم يستطرد السبكى إلى ملاحظة مباشرة لواقع الولاة الأتراك فى عصره ، فيجد أنهم يميلون دائمًا إلى تصديق أول من يطرق بابهم شاكيًا ، دون أن يقيموا اعتبارًا للشاكى الذى يجئ بعد ذلك ، حتى لو كان الحق معه . ومن الواضح أن هذه الملاحظة تتصل مباشرة بمبدأ سماع كل وجهات النظر فى القضية الواحدة ، قبل إصدار الحكم فيها لصالح أحد الطرفين . يقول السبكى :


"وقد اعتبرت كثيرًا من الأتراك ، فوجدتهم يميلون إلى أول شاك ، وما ذاك إلا للغفلة المستولية على قلوبهم التى صيرت قلوبهم كالأرض الترابية التى لم ترو بالماء ، فإذا أتاها ماء رويت : سواء كان ذلك الماء صافيًا أم كدرًا ، زلالا باردًا أم كدرًا حارًا ، ثم إذا رويت وجاء ماء آخر صاف حسن لم تشربه ، وصار مانعًا عليها"([25]).


كذلك يقتضى شكر نعمة الولاية : "إن تعرف أنك والرعية سواء ، لم تميز عنهم بنفسك ، بل بفعل الله تعالى الذى لو شاء لأعطاهم ومنعك ، فإذا كان قد أعطاك الولاية عليهم ومنعهم ، فما ينبغى أن تتمرد ، وتستعين بنعمته على معصيته وأذاهم ، بل لا أقل من أن تتجنب أذاهم ، وتكف عنهم شرك ، وتجانب الهوى والميل والغرض . فنعمة الولاية لا تطلب منك غير ذلك"([26]) .


وهكذا يتبين أن شكر نعمة الولاية ينبغى أن يتحقق صاحبها بأدائها على الوجه الصحيح ، وهو إقامة العدل بين الناس ، وعدم التكبر عليهم . أما أن يقوم شخص بإساءة أداء هذه الوظيفة علنا ، واللجوء إلى الله فى السر لغفران الذنوب ، فهذا ما يعتبر إساءة فى حق الوظيفة أو النعمة ذاتها . يقول السبكى : "ولو أنك تركت الناس هملاً ، يأكل بعضهم بعضًا ، وجلست فى دارك تصلى وتبكى على ذنوبك ، لكنت مسيئًا على ربك ! فملكك لم يطلب منك أن تتهجد بالليل ، ولا أن تصوم الدهر ، وإنما يطلب منك ما ذكرناه"([27]) .


ب-وظيفة الوزارة :


يذكر السبكى أن وظيفة الوزير قد انحصرت على عهده ، فى فرض المكوس (الضرائب) على أصحاب الأموال ، وتحصيلها منهم، وتوقيع العقوبات على من يقصر فى أدائها . وبذلك فقد عادت هذه الوظيفة الهامة إلى ما كانت عليه لدى الفرس ، قبل أن تنتقل إلى المسلمين ، وتصبح مهمتها مساعدة الخليفة أو الوالى فى تسيير شئون الدولة .


ومن حق الوزير : بذل النصيحة للملك ، وكف أذاه عن أموال الرعية ، وتخفيف الوطأة عنهم ما أمكنه . وقد علم أن المكوس حرام، فإن ضم الوزير إلى أخذها : الإجحاف فى ذلك ، وتشديد الأمر فيه ، والعقوبة عليه ، فقد ضم حرامًا إلى حرام . بل إذا لم يقدر على إبطال حرام ، فلا يزيد الطين بلة ، بل لا أقل من الرفق والتخفيف !


ومما يجب على الوزير مراعاته أخلاقيًا : التيقظ إلى الأموال التى تجتمع عنده . ومنها حلال ومنها حرام ، فعليه ألا يخلطها ، بل يدع الحلال بمفرده ، والحرام بمفرده ، وإلا فمتى خلطهما ، ولم تتميز صار الكل حرامًا .


وفى أذهان كثير من العامة أن الأموال إذا خلطت ، ودخلت بيت المال صارت حلالاً ، وهذا جهل . ما اجتمع الحلال والحرام إلا غلب الحرام الحلال . وبيت المال لا يحل ما حرم الله تعالى . ثم إذا تميز الحلال عن الحرام صرف (الوزير) الحلال على أهل العلم والدين ومن يتحرى (أى يدقق فى) أكله .


ويتعين على الوزير التخفيف فى العقوبات على من تتوجه عليه بغير حق ، إذا لم يمكنه دفعها .


فليت شعرى ، إذا جلس وزير يعاقب الرعايا ليستخرج منهم الخبائث (الأموال المفروضة عليهم بدون وجه حق) التى لا يجوز له أخذها ، ودفعها إلى من يأخذها ظلمًا ، ويصرفها فيما لا يحل له ، فكيف يكون وجهه عند الله تعالى ؟! وكيف لا يتبادر إليه الوخم (الثقل وعدم القبول) وسوء العاقبة فى الدنيا؟!([28]) .

 


من المجموعة الثانية :


مهنة التدريس :


على المدرس واجبان : واجب نحو نفسه يتمثل فى ضرورة التمكن من العلم ، والتثقيف المستمر للذات ، وواجب نحو من يعلمهم، ويتمثل فى مراعاة أحوالهم وإعطائهم القدر الذى يناسبهم حتى يثمر تدريسه لهم .


يقول السبكى : "وحق عليه (أى على المدرس) أن يحسن إلقاء الدرس ، وتفهيمه للحاضرين . ثم إن كانوا مبتدئين ، فلا يلقى عليهم ما لا يناسبهم من المشكلات بل يدربهم ، ويأخذهم بالأهون فالأهون ، إلى أن ينتهوا إلى درجة التحقيق . وإن كانوا منتهين ، فلا يلقى عليهم الواضحات"([29]) .


هذا من ناحية منهج التدريس الذى يتصل مباشرة بمصلحة الطلاب ، ويراعى حالاتهم المتدرجة فى الفهم والتحصيل والتدريب ، أما فيما يتعلق بكفاءة المدرس ، وتثقيفه الذاتى لنفسه ، فيقول السبكى: "ومن أقبح المنكرات مدرس يحفظ سطرين أو ثلاثة من كتاب ، ويجلس يلقيها ثم ينهض ، فهذا إن كان لا يقدر إلا على هذا القدر ، فهو غير صالح للتدريس" ([30]) ، بل إنه يذهب أبعد من ذلك حين يقرر عدم استحقاق مثل هذا المدرس لراتبه حين يقول : "ولا يحل له تناول معلومة – أى راتبه" ([31]) .


والواقع أن التهاون فى هذا المجال – كما يرى السبكى – هو السبب الرئيسى فى انهيار حالة التعليم نتيجة اهتزاز وضع المدرس أمام الطلاب . يقول السبكى : "ولو أن أهل العلم صانوه ، وأعطى المدرس منهم التدريس حقه ، فجلس ، وألقى جملة صالحة من العلم ، وتكلم عليها كلام محقق عارف ، وسأل وسئل ، ، واعترض وأجاب ، وأطال وأطاب : بحيث إذا حضره أحد العوام أو المبتدئين أو المتوسطين فهم من نفسه القصور عن الإتيان بمثل ما أتى به ، وعرف أن العادة أنه لا يكون مدرس إلا هكذا – والشرع كذلك – لم تطمح نفسه فى هذه المرتبة ، ولم تطمع العوام بأخذ وظائف العلماء" ([32]) .


وينبه السبكى المدرسين إلى ضرورة أداء مهنتهم على الوجه الأكمل ، لأن كلا من التهاون فى هذا الأداء ، والتقصير فيه هو الذى يؤدى إلى أن يمارس هذه المهنة الجليلة من لا يصلح لها . والنتيجة أن ينتصر الجهل على العلم ، وتعم بالتالى حالة من الفوضى تسىء أول ما تسىء إلى المدرسين أنفسهم : "فإذا رأينا العلماء يتوسعون (بمعنى لا يدققون) فى الدروس ، ولا يعطونها حقها ، ويعطلون كثيرًا من أيام العمالة ، وإذا حضروا اقتصروا على مسألة أو مسألتين من غير تحقيق ، ولا تفهيم ، ثم رأيناهم يقلقون من تسلط من لا يصلح على التدريس ، ويعيبون الزمان وأولياء الأمور .. فالرأى أن يقال لهم : أنتم السبب فى ذلك بما صنعتم ، فالجناية منكم عليكم!" ([33]) .


ومن الواضح أن هذا النص الأخير يضع مسئولية مراعاة أصول كل مهنة ، أو شرفها ، على عاتق أبنائها أنفسهم ، وهو يبين أن الإخلال أو التقصير فى أدائها من جانب البعض يعتبر مساسًا بشرف المهنة لدى المجتمع ، وبالتالى ، فعليهم جميعًا أن يصونوها عما يسىء إليها ، ويصلحوا أنفسهم بأنفسهم ، بدلاً من أن يتدخل غيرهم للقيام بهذا الإصلاح .


من المجموعة الثالثة :


تضم هذه المجموعة عددًا كبيرًا من الحرف والمهن التى كان يتكون منها النشاط الاقتصادى والاجتماعى فى عصر السبكى ، والتى ما زال الكثير منها يحتل نفس المكانة فى عصرنا الحاضر كحرفة البناء ، والصيد ، والحياكة ، والجزارة ، والصيرفة ، والوراقة ، والفراشة ، والكناسة .. إلخ . وسنكتفى هنا بإيراد نموذجين من هذه المجموعة .


أ-مهنة الطيان :

والمقصود به الشخص الذى يضع الطين على الجدران ليسد ما بين الطوب من فجوات([34]) . يقول السبكى : "ومن حقه ألا يطين مكانًا قبل الكشف عنه : هل فيه شىء من الحيوانات أو لا ؟ فأنت ترى كثيرًا من الطيانين يعملون فى وضع الطين على الجدار ، وربما صادف فيه ما لا يحل قتله ، لغير مأكلة ، من عصفور ونحوه ، فقتله، واندمج فى الطين ، ويكون حينئذ خائنًا لله ، تعالى ، من جهة قتله هذا الحيوان ، ولصاحب الجدار من جهة جعله مثل ذلك (الطائر) ضمن جداره"([35]) .


ولا شك فى أن هذه اللفتة الرقيقة تجاه الطيور الضعيفة يمكنها وحدها أن تضع السبكى فى مصاف الأخلاقيين ذوى النزعة الإنسانية Humanisme وتوسع من اتجاهه الأخلاقة ، بحيث يشمل – فضلاً عن الإنسان – الكائنات الحية كلها .


والمتأمل فى تصور السبكى لأداء هذه المهنة يلاحظ بوضوح المزج الكامل بين العمل والضمير الخلقى . ومن المعروف أن ألفاظ "النصح" و"الأمانة" مما لا يتحدث عنه العقد المبرم بين العامل وصاحب العمل بصراحة ، ولكنه يتطلبهما ضمنًا ، وأهم من ذلك أن السبكى ينبه العامل ، قى مثل هذا المجال ، الذى لا يراقبه فيه إنسان آخر ليرى حقيقة عمله ، إلى أن الله تعالى هو الذى يراه ، ويراقبه ، لذلك فإن عليه مراعاة ذلك ، وإذا كان الإنسان قادرًا على أن يرفع صوته بالشكوى من ظلم أخيه الإنسان له ، فإن مثل هذه الحيوانات والطيور الضعيفة لن تستطيع أن تبلغ شكواها إلا إلى الله وحده .


ومن ناحية أخرى ، يلاحظ السبكى على أهل تلك المهنة فى عصره لونًا من عدم مراعاة الضمير : رغبة فى الحصول السريع على الأجر ، حتى لو قام عملهم على غير أساس ، أو أدى إلى نتائج غير مرغوب فيها : "وكثير من الطيانين ، لرغبتهم فى الأجرة وسرعة العمل ، يدعوهم داع إلى تبييض جدار ، فيرون ذلك الجدار منشقًا آيلا إلى السقوط ، فلا ينبهون صاحبه ، بل يطينونه ، رغبة فى الأجرة ، ويعمى (الواحد منهم) خبره على صاحبه ، ويكون سببًا لوقوعه على نفس (شخص) أو أكثر . وذلك من الخيانة فى الدين"([36]).


وبهذه العبارة الأخيرة فى النص ، يدخل السبكى أداء المهنة أو الوظيفة فى منطقة "الضمير الدينى" ، وما يترتب عليه من حساب ، يعلم الإنسان تمامًا أن القائم به هو أعدل العادلين ، وأنه لا يظلم مثقال ذرة ، كما أنه يعلم خائنة الأعين ، وما تخفى الصدور .


ب-سائس الدواب :

يقول السبكى : "ومن حقه : النصح (هنا بمعنى الإخلاص) فى خدمتها ، وتنقية العليق (الطعام) لها ،وتأدية الأمانة فيه . فإنه لا لسان لها يشكوه إلا إلى الله تعالى"([37]) .


فأى دعوة إلى "الرفق بالحيوان" يمكنها أن تتجاوز هذه الدعوة؟! الواقع أن مثل هذه الروح النبيلة التى يبديها السبكى تجاه سائر الحيوانات إنما تتصل اتصالاً مباشرًا بدعوة الإسلام نفسه إلى الرفق ، والرحمة ، والعطف .. وهى مبادئ أخلاقية تهدف إلى أن يقيم الإنسان مع عناصر البيئة المحيطة به روابط التصالح بدلاً من الصراع ، وعلاقات المودة والأنس بدلاً من الاستيحاش .

وهناك ملاحظة هامة يسوقها السبكى فى هذا الصدد ، وهى تتعلق بسوء استخدام القرآن الكريم ، عندما يضعه بعض الناس على هيئة "حجاب" أو "تعويذة" بقصد حفظ الحيوانات أو حراستها ، يقول : "وقد كثر من السواس تعليق حرز مشتمل على بعض آيات القرآن الكريم على الخيل رجاء الحراسة ، مع أنها تتمرغ فى النجاسة . وأفتى الشيخ عز الدين بن عبد السلام بأن ذلك لا يجوز وهو بدعة ، وتعريض الكتاب العزيز للإهانة"([38]) .


وبعد أن ينتهى السبكى من عرض الوظائف ، وما ينبغى على أصحابها من حقوق نحو الله تعالى أولاً ، ثم تجاه سائر أفراد المجتمع الإسلامى بعد ذلك ، يلخص فكرته : فى أنه لا يوجد إنسان إلا ولله تعالى عنده نعمة "يجب عليه أن ينظر إليها ، ويشكرها حق شكرها بقدر استطاعته – حسب ما وصفناه – ولا يستحقرها ، ولا يربأ بنفسه عليها . وذلك ميزان يستقيم فى كل الوظائف .


فليعرض كل ذى وظيفة تلك الوظيفة على الشرع .. فما من منزلة إلا وأبان لنا (الرسول r ) عما ربطه الشارع بها من التكاليف .. فليبادر صاحبها إلى امتثاله ، منشرح الصدر راضيًا ، ويبشر عند ذلك بالمزيد .


وإلا .. فإن هو تلقاها بغير قبول ، ولم يعطها حقها خشى عليه زوالها عنه ، واحتياجه إليها ، ثم يطلبها فلا يجدها . وإذا زالت فليعلم أن سبب زوالها تفريطه فى القيام بحقها"([39]) .



ومع ذلك ، فليس الطريق أمام المخطئ أو المقصر مسدودًا ، إنه دائمًا مفتوح لرؤية موضع التقصير ، والاعتراف به ، ثم الندم عليه ، والتوبة منه ، وطلب الغفران الذى يعيد الصلة بالله تعالى ، وينبت الأمل من جديد فى النفوس اليائسة .


* *



([1]) انظر تحقيق سنة المولد ، والوفاة فى كتاب "البيت السبكى" للأستاذ محمد الصادق حسين، ص14 – دار الكاتب المصرى – القاهرة 1948 .

([2]) السيوطى ، حسن المحاضرة ج1 ، ص183 ، ط. القاهرة 1299هـ .

([3]) له فى أصول الفقه كتاب "جمع الجوامع" الذى ظل يدرس فى الأزهر لفترة طويلة جدًا ، وحتى عهد قريب – انظر "البيت السبكى" ، ص20 .

([4]) طبعت فى القاهرة سنة 1324هـ ، ثم قام بتحقيقها أخيرًا الأستاذان عبد الفتاح الحلو ، ومحمود الطناحى ، ط. الحلبى 1966 .

([5]) حققه وضبطه وعلق عليه الأساتذة : محمد على النجار ، أبو زيد شلبى ، محمد أبو العيون . وقد اعتمدنا فى هذا البحث على طبعته الأولى سنة 1948 – مكتبة الخانجى بالقاهرة ، والمتنبى ببغداد .

([6]) معيد النعم ، ص1 .

([7]) معيد النعم ، ص2 .

([8]) نفس المصدر ، ص3 .

([9]) نفس المصدر ، ص3 .

([10]) سورة التوبة ، الآية 28 .

([11]) سورة الأنعام ، الآية 41 .

([12]) سورة البقرة ، الآية 212 .

([13]) سورة المائدة ، الآية 40 .

([14]) سورة التوبة ، الآية 27 .

([15]) سورة إبراهيم ، الآية 7 .

([16]) معيد النعم ، ص5 .

([17]) معيد النعم ، ص6 .

([18]) نفس المصدر ، ص 6 ، 7 .

([19]) نفس المصدر ، ص7 .

([20]) نفس المصدر ، ص8 .

([21]) سورة الضحى ، الآية 11 .

([22]) نفس المصدر ، ص11 .

([23]) معيد النعم ، ص12 ، 13 .

([24]) معيد النعم ، ص13 .

([25]) معيد النعم ، ص13 .

([26]) نفس المصدر . ونفس الصفحة .

([27]) نفس المصدر ، ص14 .

([28]) معيد النعم ، ص14 .

([29]) نفس المصدر ، ص105 .

([30]) معيد النعم ، ص 106 .

([31]) نفس المصدر ، ونفس الصفحة .

([32]) نفس المصدر ، ص107 .

([33]) نفس المصدر ، ص 108 .

([34]) معيد النعم ، ص 128 ، وهو المعروف حاليًا باسم "عامل المحارة" .

([35]) نفس المصدر ، ص129 ، 130 .

([36]) معيد النعم ، ص130 .

([37]) نفس المصدر ، ص144 .

([38]) معيد النعم ، ص144 ، 145 . ويلاحظ أن هذه العادة السيئة ما زالت جارية حتى الآن فى بلادنا . وقد امتدت إلى أصحاب السيارات الذين يصرون على وضع مصحف (مغلق أو مفتوح) فى مؤخرة السيارة ظانين أن مجرد وجود المصحف يصونهم من الحوادث أو الحسد!!

([39]) معيد النعم ، ص148 ، 149 .

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 09 يناير 2015 21:31