عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
وقال محاورا أبا العلاء المعرى صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 25 نوفمبر 2014 15:42

[ وقال محاورا أبا العلاء المعرى ] وهى من روائعه :


يـحــاورنى فى سجنـــه ، وأحــاوره

وهل يعدم الأعمى صديقا يســــامره

وأى عمى هــذا الذى كـــان كـاشفــا

مفـتحة أبـــــصاره ، وبـــصائــــــره

تــأمل فــى الدنيــا ، فأدرك ســــرها

وكل خبـــىء ، لا تـــدوم ســرائـــــره

ووازن أفــعال الرجـــال ، فلم تـــكن

سوى عبث ، واللهو تعشى مظاهره (1)

وشــاهد فى بغداد ســوقـا عـجـيـبــة

بـــها الشعـر يشـــرى جلده وأظافره

فـعــاد إلى أرض المـعــرة نـافــضـــا

رغـــائبـه ، والقلب تدمى مشــاعره

ولازم بـيـتـا صــار سـجـنـا محبـبـــا

تـــحيـــط بــــه أفـــكاره وخواطـــره

إذا زاره ظــــام إلى بـعـض عـلـــمـه

أفــاضت عليـــه سحبــه وقنــــاطره

وإن لــم يـزره .. طار للأمس عاليــا

يحــدث مــــن يهفــو لـه ، وينـاظره

تشكلت ( الغفران ) من فيـض لمحه

سـمــاوية ، غنت عليــــها مزاهــره

وحـــاول أن يـعطى الجميــع دلالـــة

بــأن حصـــان الشعــر يخلد قـاهــره

أقـــول لـــــه : لـكـن ليــــلك دائــــم

يــقول : وهــل للفجر باب أبـادره ؟!

أقـول : وخفق الحب ؟ يسكت ساعة

وتســبح فى صمت المكان مبـــاخره

إذا كنت لــم أسمع صداه ، فصـوتــه

تـــزلــزلــنى فـى كل وقـت أوامــــره

هـفــوت إليــه ، غيــر أنى حرمتـــه

وهل يصدح المحروم والجوع كاسره

أقــول : وإهــدار الأبـــوة ؟ لا يــرى

بـذلك عيبــا ، فالعيــوب تحاصره (2)

أقــول : وهـذا الشك ؟ يسرع قائـلا :

وأى فــــؤاد تستـــقــر خـــــواطـــره

إذا كـــان إيـــمان العــــوام دجـاجـة

فــإن يقينى ليـــس تهــــدا كواســره

أقـــول : لقد ألزمــت نـفسك بـــالذى

ترخص ، والإنـسان يعجز طائره (3)

يـجيب بــأن الشعـر لا يـمـنـــح الذى

يــظل على شـــط النـجــاة يــــداوره

ولكنه يعطى لمن خــاض فـى الأسى

وأوغـل فى الآلام ، والمـوج عاصره

أقـول : لقد حيــرت مـن رام فهــمكم

يقول : أنــا الحيران ، ضلت نواظره

لقد عشت لا أدرى ، فماذا يضيركم ؟

أنــا الليــــل مســدول عليــه ستائره

تغربت عن عصرى ، وما كنت نادما

وقد يهلك العطشان ، والماء حاضره

إذا كان بعض الناس أغلى بضاعتى

فما كان قصدى أن تزيد خسائره ! (4)


( 1 ) فى س : مناظرة

( 2 ) المقصود بإهدار الأبوة : عدم إقباله على الزواج ، حتى لا ينجب أطفالا يتعذبون مثله ، والإشارة هنا إلى بيته الشهير : هذا جناه أبى على وما جنيت على أحد

( 3 ) الإشارة هنا إلى طريقة ( لزوم ما لا يلزم ) التى اتبعها المعرى فى ديوانه الكبير اللزوميات .

( 4 ) تحسم خاتمة هذه القصيدة الجدل الدائر حول المعنى الحقيقى لأشعار المعرى المحيرة ، فضلا عن أنها تلقى الضوء على ما كان يتمتع به النباحى من مقدرة على الغوص فى نفسيات شعراء العرب الكبار .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy