وقال متحديا من بحر المنسرح :
البــحـر صــاف ، وشـــطـه درر
فــــمــا لقــلـبـى ، وذلك الكــــدر
إن قيـــل : هذا المــكان منتــجع
فـــــإن رأســـى تنــوشـــه الفـكر
أو قيـــل : هذا المســاء ذو قمر
فويــح نفسى ، مـا ينفع القمر ؟
يــا ليتنى أدركت الذيــن مضــوا
فإنـــــهم بالصـــفاء قــد عبــروا
ولــم يــعد فـى المـــكان متـســع
ولـــم يــعد فـى الشبـاب معتصر
قــد كــان لــى صــاحب يـعاتبنى
والعـــتب يـحلو إن شـفه السهر
يقـــول : إن العروض ذو حـرن
وليــس يـعلــوه مــن بــه خــور
ذاك أميـــر البــحور : منـسـرح
ومـــا ســواه الآبـــــار والحـفـر
وراح يــزهو علــى فــى شـــغب
حتــــى استـشاطت بمنزلى الأكر
وقــــلت : لابـــــد أن أنـــازلــــه
وســـرت : لا هــائـب ، ولا حذر
حتـى بلغت القـــاع الذى سقطت
بــه الضحـايـــا ، وأطبق الخطر
وصحت : أيــن الذى يسـابقنى؟
لهفــى عليــه .. اختفى به الأثر !
ولــم يعد فى المكان غيـر صدى
شــبابتى ، فى الريــاح ينتـشر
رجـــعت للشـــط بــعد معـــــركة
بـعثـــت فيـــها مــا كـــاد ينـــدثر
فـــهل تــرى صــاحبى يــعاندنى
أم بـعد هــذى الأبيـات يقتصر ؟
|