عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مع شعراء عصره صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 24 نوفمبر 2014 00:48

مع شعراء عصره :


عاصر النباحى عددا كبيرا من فطاحل الشعراء لكنه بذهم جميعا ، ومع ذلك فقد كان شديد النفور من الإنشاد فى المحافل العامة ، أو الوقوف بأبواب الولاة والسلاطين (11) .


يحكى أن الوزير الفالوذجى استدعى النباحى ذات يوم ، وعرض عليه أن يقدمه إلى بلاط ( زند الدولة ) وكلن يعج بالشعراء ، ولكنه رفض ، فقال له : " إذا كنتم لا ترغبون فى نفع أنفسكم ، فلماذا لا تعملون حسابا لأسرتكم ؟! " فرد النباحى قائلا : " لقد توفيت الوالدة بعد الوالد ، وانقطع عنى خبر العم والخال ، والزوجة مريضة لا تأكل ولا تشرب ، وابنى الوحيد مرزوق ، قد ترك البيت ، وذهب للعمل فى السوق .. فعلام السعى والاندفاع، وتعفير الوجه برؤية الأنطاع ؟! " فقال له الوزير: كأنك تقصدنى يا شاعر السوء ! " . ونهض فنهض بنهوضه جميع من كان فى المجلس ، وتركوا النباحى وحده يهمس : لقد سألنى الوزير فأجبت ، ولو أنه لم يوجه لى السؤال ما نطقت ! "


ولاشك أن هذه القصة تشير إلى أمر غاية فى الأهمية ، وهو أن الوزير الفالوذجى ، وكان خبيرا بأقدار الشعراء ، لم يستدع النباحى أصلا ، ولم يعرض عليه تقديمه إلى بلاط زند الدولة إلا لعلمه بمدى قدراته الشعرية ، وإدراكه الشديد لما كان يتمتع به شاعرنا من طاقات بلاغية متميزة .


أما شعراء مدينة نباح ، وكانوا لحسن الحظ يقولون ما لا يفعلون ، فقد كانوا يمقتون النباحى أشد المقت ، ويتحينون الفرصة للنيل منه ، وفى إحدى الليالى ، اجتمعوا فى دار أحدهم ، وأجمعوا على التخلص من النباحى .


وقد اقترح أحدهم أن يسرقوا حماره الوحيد ، لكى يمنعوه من التنقل بين دكاكين الوراقين .


وقال آخر : " بل نحفر أمام بيته حفرة عميقة ثم نغطيها بالقش وعيدان القصب ، فإذا خرج وقع فيها وتخلص الجميع منه . "


وذهب ثالث : إلى أن يحرقوا بيته ، فتأتى النار عليه وعلى أشعاره (13) .


ولما أعيتهم الحيلة ، قرروا أخيرا أن يشيعوا بين أهل المدينة أن النباحى قد جن ، وأن عقله قد اختل .. وعندما سمع الناس بالخبر ، توافدوا إلى بيت النباحى ضاربين كفا بكف ، وهم يكبرون ويهللون وعلت هتافاتهم قائلين : لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ...


وحين سمع النباحى تلك الجلبة ، اعتدل جالسا وكان متكئا على وسادة من القش ، وسأل : علام هذه الضجة ؟ فقالوا : الناس بالباب يسألون ، وهم لأحوالك متطلعون . فخرج إليهم ، ووزع البشر عليهم ، وتحدث معهم على أكمل ما يكون من العقل الرشيد ، والمنطق السديد .. فرجعوا وهم يتعجبون من سموم الإشاعات ، حين تطلقها ألسنة الحيات ! (14) .


 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الاثنين, 24 نوفمبر 2014 00:49