عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
قصيدة مدن العشق التسعة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 08 أغسطس 2014 11:56

قصيدة مدن العشق التسعة

[ قصيدة نثر ]

 

 

( يقال ان المدن تشبه النساء : فى ضجيجها ،

وسرعة ايقاعها ، وتنوع الحياة فيها .. كذلك فان

النساء تشبه المدن فى بهجتها ، ومتعتها ،

وكذلك فى تقلب احوالها .. وهكذا يمكن القول :

ان المرأة مدينة ... والمدينة امرأة )



المدينة الأولى

 


كانت طرقاتها الضيقهْ

بالنسبة إلينا – نحن الأطفال –

ممتدة كالبحر ..

وعالية كالسماء ..

وكانت شرفاتها

تمتلئ بضوء القمر المكتمل

وتنسدل منها علينا

ضفائر اللبلاب ، وزهور البنفسج

كانت الحياة فيها بسيطهْ

واللمسات الإنسانية متعددهْ


وعلى أرضها الطيبة

تشابكت أولى نظرات الحب

ذلك الحب الذى يختصر النهار فى أغنيهْ

ويزحم الليل بأحلام جميلة متواصلهْ ..

عندما غادرت تلك المدينه

كنت عاجزا تماما عن العودة إليها

سمعتُ أنها أغلقت الباب خلفى ..

وكم تمزقتُ بشدة ،

عندما علمتُ

أنها استقبلت فى شرفتها العاليهْ

أول زائر بعدى !


المدينة الثانية

 

 

 



كانت مدينة رائعهْ

المدخل ، والميادين ،

والسماء التى تنبسط فوقها ..

خضرة أشجارها

كانت أقوى من خضرة كل الأشجار الأخرى

سمحتْ لى بالجلوس فى ظلها ،

لساعات محدودة !

أحسست براحة لا مثيل لها

كنت أحلم وأنا متيقظ

وأرى ثمارها تتساقط من حولى

لكننى لم أجرؤ أن ألمس واحدة منها ..



مر الوقت فيها سريعا

وحين غادرتها

كنت أدرك جيدا

أنها من المدن

التى لا يراها الإنسان فى حياته

سوى مرة واحدهْ

ومع ذلك

ظلت تعيش معى

لسنوات طويلة وقاحلهْ !



المدينة الثالثة

 

 

 

 



دخلتها وهى تحتفل بكرنفال الربيعْ

كانت الشوارع مليئة بالمهرجانات

وآلاف العصافير تزقزق فى الهواء

وجدتنى أندفع مع الجموع السعيدهْ

أسير فى صفوفهم

وأصفق كثيرا لهم

وعندما انتهى المهرجان عند الفجر

استغرقتُ فى نوم عميق

لم أحلم فيه بشىء ..

كنت سعيدًا بوجودى فى تلك المدينهْ

وارتبطت طويلا بمعالمها الواضحهْ

وطرقاتها المتعرجهْ

التى كانت تؤدى كلها إلى النهر ..

 



المدينة الرابعة

 

 

 



كانت مدينة معلقهْ

كحدائق بابل ..

ما أصعب الوصول إليها !!

ومع ذلك فقد ثابرت ،

وظللت أمشى فى الصيف والشتاء

حتى ارتميت بجانب أسوارها

وفى لحظة مفاجئهْ

وجدتها تضعنى على صدرها


قالت لى :

-لولا صفاء قلبك

ما سمحت لك بالدخول


وقالت :

-إذا لم يستمر إخلاصك

فسوف أطردك بلا رحمهْ


وقالت :

-أنا أمنحك هذا القصر

الذى لم يطرقه أحد قبلك ..

كانت صادقة فى كل ما قالته

لكننى كنت أضعف من أن أتحمل

كل تلك العهود !



المدينة الخامسة

 

 

 

 


كان الجميعْ

يتمنى أن يزورها

كانوا يحاولون مرارا ويخفقون

وعندما حاولت لأول مرة

وجدتنى أتمشى فى أكبر ميادينها

وأجلس بجانب نافورتها

التى يتناثر منها الماء ،

وتتلالأ حولها الأضواء


كانت مدينة صاخبهْ

تعطى زائرها بلا حدود

ولا تنتظر منه شيئا ..

فقط .. كان لها شرط واحد

أن يؤنس وحدتها عند الليل

وفى الساعات التى ينتابها أرق شديد

كانت مدينة متفردة

تبهر بمعالمها العيون

وهى تبكى من الداخل

كنت أتمنى أن أمكث فيها طويلا ..

لكننى كنت حزينًا مثلها !

 



المدينة السادسة

 

 


مدينة صغيرهْ

تقع على طريق سريع

لكنها كانت متحفظهْ

لم تدع أحدًا يقترب من بابها ..

ومع ذلك ، فقد جذبنى سحرها الحزين

لذلك غمرتنى سعادة بالغهْ

حين ابتسمت لى ،

ثم ضحكت ،

ثم فتحت ذراعيها ، وضمتنى

كان كل ما فيها رائعًا :

الشوارع ، والميادين ، والحدائق ،

والمتحف الذى لم يكن يزوره أحد


وجدت فيه كنوزا من الماضى السحيق ،

وروائع من الفن الحديث


عندما سألتها :

- لماذا لا تعرضين ذلك على الناس ؟


أجابت

- يكفينى أنك فقط تشاهدها !


ثم سألتنى :

- هل أعجبتك ؟

لم أستطع أن أرد

كنت مشبعا من السعادة الغامرهْ !



المدينة السابعة

 

 

 



هى التى دعتنى لزيارتها

كانت مثل المدينة الفاضلهْ !

كل شىء فيها مرتب ومنتظم

إشارات المرور تعمل بدقهْ

أما مواعيد العمل والراحهْ

فكلها مراعاة بالساعة والدقيقهْ

حاولت أن أنفذ إلى قلبها ..

إلى روحها ..

لم تسمح أبدًا فى البدايهْ

لكنها بعد وقد طويل

كشفت لى عن سرها

ثم أضافت :

-فقط لساعات محدودهْ !


أدهشتنى أنها تمتلك الكثير

ومع ذلك تبدو فقيرهْ !

كان أشد ما يعجبنى فيها

ذلك الصمت النبيل الذى تتحلى به

وخاصة ، عندما أنظر إليها

من قمة الجبل

الذى يطل على جهاتها الأربع !

 



المدينة الثامنة

 



توقعت فى البدايهْ

أنها مدينة منعزلهْ

لا يدخلها أحد

وعندما زرتها

بكت بشدة من قلة زوارها ..

أصبحت أسيرا لديها

وصرت معتادا على الجلوس

فى مقاهيها ، ومطاعمها

كنت أحاول أن أقدم لها

ما تفتقده من الزائرين الآخرين ..

حتى أننى أجهدت نفسى فى خدمتها ..


وذات يوم صائف

وبينما أنا بين النائم واليقظان

وجدتها تستقبل وفودا من الزائرين

كانت فى عينيها نفس الفرحة ،

التى استقبلتنى بها ..

غادرتها منهكا من الإرهاق

ولم أكن حزينًا أبدا

على فراقها !



المدينة التاسعة

 

 


قررت أن أزورها

مهما كانت تكاليف السفر والإقامة

ورحت أجمع عنها المعلومات اللازمة

وأخيرًا تلفنتُ لها

جاء صوتها أجمل مما توقعت

قالت :

مرحبًا بك فى فصل الشتاء

فهو عندنا أكثر هدوءا

والجليد يغطى الجبال من حولنا


وعدتها بأن أفعل

لكننى كنت أنشد الدفء ..

دفء المدن الحاضنهْ

التى تغلق على قلبى المرتعش

حجرة مستديرة وتشعل فى مدفأتها النار !

صارت تحدثنى فى التليفون

وأنا أماطلها فى تحديد الموعد

لكننى لم أتوقف أبدا عن الإعجاب بها

يبدو أنها استراحت أيضا لذلك ..

وأصبحت هى المدينة الوحيدهْ

التى عشقتها ..

ولم أزرها مطلقًا !!

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy