عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حوار موقع محيط مع الدكتور حامد طاهر بمناسبة نيته الترشح لرئاسة الجمهورية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 01 يناير 2014 22:50

حوار موقع محيط مع الدكتور حامد طاهر بمناسبة نيته الترشح لرئاسة الجمهورية

 

 

 

الحاكم الصالح ولاؤه للشعب فقط وليس لحزب أو جماعة
التدخل التركي مرفوض .. وقطع العلاقات ليس حلا
"كامب ديفيد" لا يجب أن تعوقنا عن مكافحة الإرهاب بسيناء

المصالحة والحوار المجتمعي بين الفرقاء شرطان لأي نهضة
الجيش حما الشعب من شبح الحروب الأهلية
"الإسلام هو الحل" كلمة حق يراد بها باطل

مصر دولة حضارية .. لا مدنية ولا دينية ولا عسكرية
علينا أن نعمل .. فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
يجب أن تكون السياسة في خدمة الاقتصاد وليس العكس
مولات شعبية للجائلين .. وأبراج لمحدودي الدخل
يجب أن يتعلم أبناؤنا ما يفيدهم في سوق العمل
أدعو لوزارة ثقافة وإعلام .. وهيئة سياحة وآثار.
أطالب بمجلس أعلى للبحث العلمي
اختيار وزير من خارج الشلة بداية لحل معضلة الفساد
لدينا وزارة للتليفزيون وليس للإعلام

مع اقتراب فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر، يعيش المصريون أياما حاسمة ويحبسون الأنفاس في ترقب لمعرفة من سيكون خليفة الرئيس محمد مرسي على كرسي الحكم؟ ، وقد استمر لعام واحد وكانت الغضبة الشعبية في 30 يونيو سببا رئيسيا لعزله .. أما الجديد فهو تأكيد الدكتور حامد طاهر ، الأكاديمي والمفكر البارز ، عزمه خوض حلبة سباق الرئاسة..


يقول "طاهر" أن ثورة يناير لم تأت بالتغيير المنشود بل ظل الوطن يعيش نصفه في أمية وتحت خط الفقر في ظل تفشي الفساد وغياب الديمقراطية الحقيقية، ومن هنا يبحث المصريون عن حاكم يزيح عنهم معاناتهم القاسية؛ حاكم ينحاز لشعبه بلا تمييز ويسهر لرعاية مصالحه واستقلاله.


أما عن سماته التي تؤهله لهذا المنصب وتلك التي دفعته للترشح فهي كما صرح لشبكة محيط في حوار شامل؛ استقلاله الفكري دون تحيز لأي حزب أو جماعة ، جمعه للثقافتين العربية والأجنبية، أسفاره العديدة شرقا وغربا وتجواله بربوع الوطن للوصول لعوامل التقدم والتأخر، إضافة لعمله القيادي بجامعة القاهرة لمدة 14 عاما ما مكنه من التواصل الدائم مع العلماء والمفكرين، ومن ثم رسم خريطة دقيقة لمشكلات مصر وسبل علاجها .


سألناه عن رؤيته لدور رئيس الجمهورية وعلاقة مصر بالعالم وتوازن القوى بداخلها بين المؤسسات المدنية والعسكرية، كما سألناه عن حالة المصريين ومشكلاتهم المعيشية واستمعنا لحلول خلاقة لأزمات مستعصية كالبطالة والعشوائيات والمرور والأمية والتعليم والبحث العلمي، وتطرق الحديث كذلك للدستور الحالي وهوية مصر وأحزابها ورؤيته أخيرا لسبيل المصالحة المجتمعية الشاملة كشرط للنهضة .. إلى نص الحوار


محيط : ما هي مواصفات الحكم الرشيد وهو موضوع بحث انجزته عن الماوردي؟
-
الحاكم الرشيد لابد وأن يتصف بالعدل ، وأن يكون يقظا ، صادقا مع الله، بعيدا عن الرشوة ، وقد كان الماوردي من أوائل الذين كتبوا عن أهمية جهاز المعلومات في صنع قرار رشيد، ونعني بالمعلومات المحلية والخارجية، ولابد أن يستمع الحاكم لمستشاريه ويكون شغله الشاغل هو المواطن البسيط، وأن يكون حكما بين السلطات، لا يتحيز لحزب أو جماعة أبدا .


الموقف من تركيا وقطر
محيط : بصراحة .. هناك ملفات شائكة بالعلاقات الخارجية ومنها مثلا التعاون مع تركيا وقطر، ومعلوم موقفهما مما يجري بمصر، فما رؤيتك؟
مصر ليست جزيرة منعزلة وهي همزة الوصل تاريخيا بين الشرق والغرب، ولابد أن تقوم علاقاتها على الصداقة مع جميع الدول. وبمناسبة الملف الخارجي، لابد أن تقوم سفاراتنا بالخارج بالعمل على تحسين العلاقات الاقتصادية مع جميع الدول وتنشيط السياحة .


لكن في حالة كتركيا فيجب حثها على عدم التدخل بالشأن المصري وهو الخطأ الذي أقدمت عليه عبر وزير خارجيتها رجب أردوغان المتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين.


محيط : وماذا عن معاهدة كامب ديفيد ؟
يجب أن نحترم تعهداتنا الدولية ككامب ديفيد، ولكن كل معاهدة تتعرض لبعض المتغيرات طبقا للظروف، وهذا شاهدناه حين دخلت قواتنا مجال أبعد من المرسوم بالمعاهدة لمواجهة الإرهاب بسيناء.


الجيش والحياة السياسية
محيط : كيف تنظر لوضعية الجيش بالحياة السياسية في مصر خاصة بعد 30 يونيو ؟
بداية أنا واحد من الذين يكنون تقديرا خاصا للجيش المصري ولي صلات قديمة به منذ خدمتي العسكرية وأعرف عن كثب عدد كبير من قياداته . لقد أدى الجيش دورا هاما لمنع الاقتتال والصراعات الأهلية في مصر ولإزاحة الرئيس مبارك من قبل إبان ثورة يناير المجيدة ولابد أن نحمد له ذلك ولا نسيء به الظن أبدا كما يفعل البعض.


وأرى أن الجيش جزء من نسيج المجتمع المصري، اما ما يرفضه الجميع فهو تورط الجيش في معترك الصراعات السياسية وانشغاله عن حماية أمن الوطن، وخاصة حين يتدخل بالقوة في سيناء لمواجهة إرهابيين مجرمين يقتلون أبناءه ويروعون أبناء تلك المنطقة الفاصلة على حدود مصر وبمقربة من العدو الإسرائيلي.


الصراع الإسلامي العلماني
محيط : لقد زكت الأنظمة المستبدة قبل الثورة الصراع العلماني الإسلامي لشغل معارضيها ربما، فكيف ستدير هذا الملف ؟
الاتجاه الإسلامي مكون أساسي من وجدان المصريين لا يمكن منعه أو إزالته ، لكن بخصوص التيار المدني هناك وقفة فبالتأكيد أي فصيل مختلف لديه الحق في فكره لكني أتساءل ما الذي يقصدونه بالدولة المدنية فهل هي التي تقاطع الدين ، فأنا أقترح على واضعي الدستور أن يستبدلوا ذلك بالدولة الحضارية .
وأتساءل ما الذي يقصده المنادين بالدولة الدينية أيضا، هل يريدون مثلا دولة عمر بن الخطاب أم بنو أمية أم من ؟
والخلاصة أنه لابد وأن نجتمع على كلمة سواء ، والإسلام دين لا يدعو إلى التفرقة بل إنه يهتم بصناعة الإنسان صاحب الخلق، ولا يضع نظاما بعينه للحكم.


جدل الدستور
محيط : هل ستصوت على الدستور بـ"نعم" أم "لا"؟
لازلت أدرس مواده، وقد لاحظت موادا إيجابية منها عدم سقوط عقوبة التعذيب بالتقادم والصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية بحيث لا يفتئت على سلطة نواب الشعب ويصبح القرار مشتركا بينهم كأعرق الديمقراطيات، وهناك مواد أخرى تحتاج لتعديل ومنها بعض مواد المرجعية الإسلامية التي وضعت لإرضاء حزب النور أو صيغ كـ"الدولة المدنية" وهي غير ذات معنى والأصح أن نقول "دولة حضارية" .
محيط : وماذا تعني بالدولة الحضارية ؟
هي دولة أعم وأشمل من العسكرية والدينية، وكلتاهما مرفوضتان، لأن الدولة الدينية تقصي مخالفيها من أصحاب العقائد الأخرى وربما المذاهب، والدولة العسكرية تحول مصر لثكنة وهو ما يعوق أي تقدم، لكننا بحاجة لاستعادة روح مصر الحضارية الشاملة لجميع أبنائها .
والشعب المصري يمتاز بتجانسه فهي ليست بدعة ، وذلك بخلاف مجتمعات أخرى ؛ كالتركية والإيرانية، والحقيقة أنه حتى الأقباط في مجتمعنا مشكلتهم تكمن في معاناتهم من التمييز السلبي ضدهم في بناء دور العبادة ونحو ذلك وليس مشكلتهم أن نطلق على مصر دولة إسلامية بالدستور.


وأقول للإسلاميين أيضا قبل أن تفكروا بتطبيق الحدود بالقانون عليكم بتوفير العدل والأمان والمساواة إذا ما حكمتم . وتأكدوا من أنه لا يوجد حاكم إسلامي يستطيع تطبيق النظام السائد في عصر الرسول والخلافة الراشدة ، فالرسول (ص) قال : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم .
بالمناسبة الأحزاب ذات المرجعية الدينية كلمة حق يراد بها باطل، فأنت تطلق كلاما معسولا وساعة العمل لا تجد شيئا ممسوكا تقول أنه برنامج هذا الحزب بل كلاما فضفاضا لا يسمن من جوع وهو أمر ينطلي على العقول البسيطة من الشعب فقط ومثل ذلك مثل شعارات "الإسلام هو الحل "


عصر عبدالناصر
محيط : ذكرت من قبل رأيك في سياسات الرئيس جمال عبدالناصر، وقلت أنها أدت بالبلاد للنكسة، اشرح ذلك .
بالفعل لقد تسببت سياساته في نكسة 1967 وضياع سيناء، ولم يقدر ناصر حجم قوة إسرائيل وأمريكا والعالم الغربي فوقعنا في العدوان الثلاثي 1956 بعد إقدامه على تأميم قناة السويس، برغم أنها كانت مستأجرة من قبل الشركة الإنجليزية 99 عاما ولم يتبق حينها سوى 16 عاما لينتهي التعاقد ، وهو وضع يشبه جزيرة هونج كونج وقد كانت مستأجرة لإنجلترا واستردتها الصين بعد انتهاء مدتها بدون حروب أو قلاقل .


المصالحة مع الإخوان
محيط : يواجه أي رئيس إصلاحي حروب من ذيول الأنظمة الفاسدة التي أطاحت بها الثورة والمعروفون بـ"الفلول"، فهل أنت مستعد لذلك؟
هي مشكلة حقيقية ولكني أثق في الله وتوفيقه وأعلم أن سر النجاح لا يكمن في شخصي بقدر اختياراتي لمن يخدمون الوطن من حولي بالحكومة والمستشارين، وحين تبدأ منظومة محاربة الفساد شيئا فشيئا سيجد المفسد نفسه في بيئة غير مواتية وإما أن يصلح من نفسه أو يلقى الجزاء المكافيء لجرائمه .


محيط : هل نفهم من ذلك أنك من أبناء مدرسة المصالحة بعد الثورات وليس بتر الفساد دفعة واحدة ؟
بالفعل، المصالحة الاجتماعية شرط أساسي للنهضة، لأن المجتمع لا يمكن أن يسير بقدم واحدة، وفي حالة مصر نحتاج لجهود كثير من قيادات وصفوف الأحزاب التي كانت تحكم ولكن بشرط تخليها عن ولائها للمفسدين ، وبالطبع أعني المصالحة مع من لم يثبت بحقهم جرائم جنائية عليها أدلة .


أما رئيس البلاد فلابد أن يدير عملية الحوار المجتمعي من فوق المنضدة كما يقولون وليس من أسفلها وبصورة شفافة ويراقبها الرأي العام بالداخل والخارج ، ونفتح الملفات التي تشكل قواسم مشتركة بداية ومنها حقوق الإنسان وكرامته والعدالة الاجتماعية ثم نتطرق للمسائل الخلافية لحلها.
محيط : بصراحة .. ماذا ستفعل لو تقلدت منصبك ثم وجدت الشارع يهتف بسقوطك وعودة الرئيس المعزول؟


-
لست من المتمسكين بالسلطة فلو اتفق الشعب على ضرورة رحيلي فسأرحل، ولا أظن أني أتبنى سياسات تدفع المجتمع لقرار كهذا، أما من ينادون بعودة الرئيس محمد مرسي فهم خرجوا عن سياق الواقعية وتناسوا ثورة 30 يونيو والتي خرجت فيها الجماهير العريضة تهتف بسقوطه، ومن ثم دخلنا بمرحلة انتقالية وتبعاتها من دستور وبرلمان ورئيس جدد يحققون طموحات الثورة، ومع ذلك فأتوقع إن حدث ذلك أن أدير معهم حوارا هادئا للوصول لنتائج تحقق صالح الوطن .

كنا قد استعرضنا مع المفكر والأكاديمي البارز الدكتور حامد طاهر رؤيته لأوضاع مصر السياسية في الحلقة الأولى من حوارنا الشامل معه بعد إعلانه عزمه الترشح لرئاسة مصر .. وهي خطوة جريئة نادرا ما يقدم عليها الكتاب والمثقفين ..


وفي الحلقة الثانية يطرح الدكتور حامد حلولا عملية لكثير من المشكلات التي طالما أرقت المصريين وقضت مضاجعهم من تدني بالتعليم والتعليم الفني وأمية وبطالة، وأيضا تناقشنا معه في وضعية الإعلام والثقافة في مصر، ودار الحديث حول مشكلات أخرى كالعشوائيات والباعة الجائلين وتهريب الآثار .. وحسم طاهر كعادته الأمر بعبارة "أتمنى أن نعي أن السياسة جاءت في مصلحة الاقتصاد وليس العكس" .. إلى نص الحوار
محيط : ما ملامح خطتك للنهوض الاقتصادي في ظل احتضار الجنيه المصري وسوء الأحوال المعيشية؟

-أميل للنظام المختلط بين الرأسمالية والاشتراكية لتلافي عيوب النظامين، فقد تسببت سياسات عبدالناصر لتراجع مصر وصناعتها واقتصادها بشكل عام، فلو شاهدنا المصانع سنجد أن رؤساء مجالس إدارتها ساهموا بإفشالها، أما الزراعة فصارت بلا رؤية ومن هنا لابد أن نوسع من الميكنة ولا نستمر في الأساليب البدائية التي استخدمها أجدادنا الفراعنة، ولابد من التوسع بزراعة القمح كمحصول استراتيجي يمس الأمن القومي
ومع الأسف فكل الحكومات السابقة والحالية زادت من تردي اقتصاد مصر ومديونيتها .
محيط : بصراحة .. كيف ستتعامل مع الهبات الخليجية ومعظمها توجهه بأجندة سياسية ؟


-
لابد أن نشكر الدول العربية التي مدت يدها لمصر في أزمتها ، لكني لا أشجع الاعتماد على التبرعات، علينا العمل لأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، ولابد من تشجيع الاستثمار مع العالم العربي وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري.


الدعم والوقود
محيط : وماذا ستفعل مع ملف الدعم الرسمي للوقود والغذاء ، خاصة مع التسريبات بالاتجاه لرفعها تدريجيا ؟
-
الدعم يجب أن يصل لمستحقيه فقط ، فيجب أن نستمر على سبيل المثال في دعم أنبوبة البوتاجاز ، لكن ليس معقولا أن ندعم مصنع يملكه رجل أعمال يبيع السيراميك أو الحديد بالسعر العالمي، فالمسألة هنا تستلزم وقفة جادة .


ولدينا على سبيل المثال عدد هائل من المحاجر التي يمكن أن تدر على مصر مليارات لكن فئة محدودة تحتكرها لصالحها وتبيع المتر المكعب بالقرش والمليم!


لكن قبل كل ذلك يجب أن نوطن أنفسنا كمسئولين على الترشيد، لا أن تجد كل مدير عام يحصل على سيارة وسائق وصيانة، فكلها نفقات لا طائل منها، وقد اقترحت مرة أن يحصل أي منهم على بدل تنقل وينتهي الأمر .


والحقيقة أن بلادنا تزخر بالكفاءات الاقتصادية، وفي شتى المجالات، والعجيب أن صناع القرار لا يختارونهم لتشكيل وزارة أو الالتحاق بها ومنهم مثلا الدكتور أحمد السيد النجار في إطار حديثنا عن الاقتصاد، والحاكم الجيد هو الذي يحسن اختيار رجاله في السلطة .


استصلاح الصحراء وتبوير الزراعات
محيط : ما هي رؤيتك لأزمة تآكل الرقعة الزراعية في بلادنا ؟
-
مصر بلد زراعي ومع الأسف فقد منيت بحاكمين وهما السادات ومبارك فتحا المجال على البحري لرجال الأعمال لتملك الأراضي الزراعية والبناء عليها وقد استغل البعض عضويته بالبرلمان ليخترق القانون، ولو كنت حاكما لكنت هدمت كل من تعدى على أرض زراعي بالجرافة فورا وبذلك الحسم تنتهي المشكلات .


تجد مثلا جامعة المنيا يتم بناؤها على أرض زراعية ويتركوا كل المساحات الشاسعة الصالحة للبناء، ونعلم أن لكل محافظة ظهير صحراوي لابد أن يتم البناء فيه وليس داخل الرقعة الزراعية . وقد رأيت بالفيوم كيف ضاعت ثلث الأراضي الزراعية رغم أن تلك المحافظة كانت شهيرة بمزارع الدواجن والمحاصيل .


محيط : وكيف تنظر لمشروعات مثل "توشكى" القائمة على استصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها ؟


لي كتاب اسمه "قوانين القرآن" وحين تنظر للآيات التي تتحدث عن النبات تجد الحق سبحانه يربطها بالماء، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الحج : " وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" ، صدق الله ، وهنا نفهم أن الزراعة تستلزم مياه أمطار غزيرة أو أنهار أو مياه جوفية، لكن الصحراء التي تنعدم فيها هذه الإمكانات يجب أن نستغلها في استخراج المعادن وطاقة الشمس والمحاجر، لا أن نحولها عن طبيعتها .


لقد انطلقوا في مشروع توشكى بأوامر سياسية، ورغم أننا أقمنا مؤتمرا موسعا بجامعة القاهرة أثبت فيه العلماء الثقات أنه يستحيل زراعة توشكى، استمرت الدولة، ولابد الآن أن نخضع القرار السياسي للمصلحة الاقتصادية وليس العكس، وهي من أفكار العلامة أحمد لطفي السيد بمطلع هذا القرن، وكان يدعو للالتفات لمصلحة الشعوب وبناء القرار السياسي وفق ذلك. إذا طبقنا هذا المفهوم لن نجد مثلا مقاطعة لدولة اقتصاديا لاختلاف معها بشأن أمر سياسي عابر ، بل ربما نقيم صلات مودة مع بلدان كانت معادية ، من أجل كسب استثمارات وتبادلات تجارية تعود على الشعوب بالمنفعة.


العشوائيات والمرور
محيط : العشوائيات قنبلة مصر الموقوتة .. كيف ستتعامل معها ؟
-
سأضرب مثالا واحد لتجربة رأيتها بالصين، فهناك يقوم رجال الأعمال ببناء أبراج سكنية بمواصفات جيدة وأسعار مريحة ، ويتم تسكين الأسر المحتاجة بجميع أدوارها باستثناء أربعة أدوار مثلا تكون بأسعار السوق المرتفعة، والدولة تدعم ذلك، وتعطي حوافز لرجال الأعمال الذين يساهمون بالقضاء على أزمة السكن أو تشغيل العمالة . وكنت أدعو ولازلت لتدشين أكاديمية متخصصة بالعلوم الاجتماعية لدراسة مشكلاتنا الراهنة وتقديم حلول ناجعة فيها تلتزم بها الحكومات المتعاقبة .


محيط : تعجز الحكومات المصرية عن إيجاد حلول للتكدس الرهيب بشوارع مصر، فكيف يمكن القضاء على تلك المشكلة ؟


-
أدعو لإنشاء أكاديمية تابعة لوزارة الداخلية خاصة بالمرور، تدرس للطلاب أساسيات المرور خلال عامين ويخرج الطلاب لديهم وعي بكيفية تنظيم المرور بالشارع المصري . وعلى كل محافظ أن يوفر جراجات متعددة الطوابق بمساعدة رجال الأعمال والدولة .


محيط : كيف نقضي على ظواهر مثل الباعة الجائلين ؟
-
قسوة الشرطة مع هؤلاء ليست حلا، فالبائع الجائل ليس لصا ولكنه إنسان يسعى لكسب رزق يومه، لكن علينا أن نوفر مولات شعبية لتجميع الباعة الجائلين في كل المناطق .


التعليم الأساسي والفني
محيط : لماذا أسميت أحد كتبك "هل تريدون حقا إصلاح التعليم" ؟
-
لأن إصلاح التعليم كان يستلزم إرادة سياسية وهي لم تكن موفرة ، والحقيقة أنني سأستعين بالمثل الصيني مرة أخرى ربما لأن تعداد سكانها تخطى المليار بنحو 300 مليون نسمة، ونحن تعدادنا 80 مليون أو يزيد قليلا، لكنهم لا يوجد باعرق جامعاتهم وهي جامعة بكين سوى 40 ألف طالب، ونحن نكدس بجامعة القاهرة 285 ألف طالب، بالطبع هذه الأرقام ارتفعت كثيرا فقد عقدت المقارنة منذ سنوات . وبدون تفاعل حقيقي بين الطالب والمعلم فلا نهضة بالتعليم، وكيف سيجري التفاعل إذا كانت الفصول وقاعات المحاضرات مكدسة تماما؟!


بالطبع ستسألوا وماذا سنفعل في الملايين المتبقية، والحل ببساطة : مزيد من المدارس، مزيد من الجامعات ، وجودة تعليم عالية .


محيط : لماذا نرى في برنامجك الانتخابي تركيزا على التعليم الفني ؟
-
لأننا نحتاج لخريجيه أكثر مما نحتاج للتعليم الأساسي، فالعامل الذي يكد بيديه هو أساس النهضة، والعالم الغربي يقدر كثيرا المزارع والميكانيكي والسباك وأصحاب المهارات المختلفة، فلماذا لا نرفع من تدريب الكادر الفني الصناعي والزراعي والتجاري ونرسل معلميهم بعثات للخارج، حتى لا نجد مشكلاتنا المتفاقمة ومن شواهدها تسريبات المياه من دورات المياه بكافة الأبراج السكنية لعجزنا الفني ، لماذا لا نرسل مثلا لحل تلك المشكلة بعثات متخصصة لسنغافورة وتايلاند ولديهما الخبرة المطلوبة.
وأنا من الذين يشجعون أن يخرج إبن الفلاح فلاحا، أو مهندسا زراعيا حتى يرعى الأرض التي سيرثها ، وأحب كثيرا أبناء دمياط حين يخرج الإبن للخارج ويتعلم كيف ينمي مجال تجارة أبيه بالحلويات أو الأثاث ويعود بالفعل بعد أشهر ويطورها، وهو يسلك بالجامعة أيضا المجال التعليمي الذي ينمي قدراته في سوق العمل وهذا هو الفكر الذي يبني الأمم .


محيط : ما هي أفكارك لدعم البحث العلمي والاستفادة منه بحل مشكلاتنا ؟
-
المسألة تبدأ من رفع ميزانية العلم بموازنة الدولة، وإنشاء مجلس اعلى للبحث العلمي تحت إشراف رئيس الجمهورية، ويقوم بحل المشكلات الملحة ومنها مثلا "ورد النيل" الذي يعرقل الملاحة النيلية والصيد ، والاستفادة من القمامة وتدويرها كما تفعل البرازيل، والاستفادة من المصانع المغلقة وإعادة فتحها، وللأسف نجد أن المظاهرات التي يسمونها فئوية كان يمكن حلها لو ذهب المستشارين بكل وزارة وجلسوا كمحكمين بين العمال وأصحاب المصانع وإيجاد حلول للأزمات .


الثقافة والإعلام
محيط : لماذا اقترحت ببرنامجك دمج وزارتي الإعلام والثقافة ؟
-
بداية دعونا نبدي دهشتنا من وزارة الإعلام المصرية التي تقزمت وركزت فحسب على التليفزيون؛ برغم أنه مجرد وسيلة إعلام واحدة، وجرى تجاهل للصحف ووسائل الإعلام الإلكتروني الجديدة تماما، وتجاهل إلى حد ما للإذاعة المسموعة .


أما ردي على هذه النقطة المرتبطة بالثقافة، فهو أن أي منتج ثقافي رفيع ينبغي أن تتوفر له من الأدوات الإعلامية لترويجه والارتقاء بأذواق الجماهير بدلا مما يحدث الآن من إشاعة فنون وثقافات هابطة ليل نهار.
محيط : كيف يمكن إصلاح أوضاع الثقافة في مصر، والتي تتهم نخبتها وسلطتها بالشللية ؟
-
بالفعل كل وزراء الثقافة يجيئون من داخل الشلة، وهو ما يعود بدوره على منح التفرغ والسفر وغيرها، وبالتالي لابد إذا أردنا الإصلاح أن نختار وزيرا كفء من خارج الشلة وهكذا الحال في الآثار أيضا التي أصبحت القطع المصرية تباع فيها بمزادات أوروبا، وقد سعدت كثيرا بفصلها مبدئيا عن وزارة الثقافة وتحويلها لجهة مستقلة، لكني أظن أن دمجها مع السياحة أفضل على أن يكون ذلك في شكل هيئة وليس وزارة.

 

الجزء الاول للحوار + فيديو

الجزء الثاني للحوار + فيديو

 

 

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الخميس, 09 يناير 2014 22:31