عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
انتهاء عصر الأيديولوجيات صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 30 يونيو 2013 12:41

الأحد، 30 يونيو 2013 - 01:37

فى البداية ما هى الأيديولوجية؟ إنها ترجع إلى كلمة يونانية قديمة مكونة من (إيديا) = فكرة، و(لوجيا) = بمعنى علم أو خطاب.

وبمفهمها الحديث هى مجموعة منظمة من الأفكار والتصورات تشكل رؤية متماسكة للقضايا والأحداث التى تتعلق بتنظيم حياة الأفراد والمجتمعات، ودفعها للسير فى اتجاه معين.

وللأيديولوجية عدة خصائص أساسية تتمثل فى:

(1) تماسكها من الناحية المنطقية أو العقلية.

(2) سلطتها المطلقة على أفكار الأفراد الذين يقتنعون أو يؤمنون بها.

(3) توجيه تقييم الأفراد لما يمرون به من مواقف على أساس مبادئها.

(4) تحفيزهم على العمل فى اتجاه معين، ورفض كل ما يخالفه من اتجاهات.


من أمثلتها التى تحققت فى التاريخ الحديث: الماركسية، والاشتراكية، والرأسمالية، والنازية، والصهيونية، والديمقراطية، والقومية، كما انها قد تدخل المجال الدينى فتأخذ شكل مذاهب تؤمن بها بعض الفرق التى يطلق عليها حاليا مصطلح: الإسلام السياسى.

ومما ألاحظه أنا شخصيا على كل هذه الأيديولوجيات أنها لم تنجح حتى الآن نجاحا كاملا ومؤكدا فى تغيير مجرى حياة البشر إلى الأفضل، بل إنها نشأت، وتطورت، ثم انتشرت وسيطرت، ولكنها فى النهاية سقطت سقوطا مريعا، لم يكن يتصوره أحد، لا من أتباعها الذين كانوا أشد حماسة لها، ولا من المتابعين المحايدين لها، والذين كانوا يراقبونها تكتسح عقول الجماهير فلا يتصورون أنهم سوف يلفظونها فى يوم من الأيام.. وأوضح مثال على ذلك، ما حدث للشيوعية أو الماركسية التى طبقها الاتحاد السوفيتى على مئات الملايين من مواطنيه، وحاول نشرها فى مختلف بلاد العالم، وأقام لها التماثيل، وحنط من أجلها الموتى، وأنفق على الرعاية لها ما لا يمكن إحصاؤه ولا تصوره، ثم فى يوم من الأيام وجدناها تنهار، ولا تجد من يتحسر عليها، أو يذرف دمعة واحدة فوق قبرها !

ومثال آخر: يحدث حاليا للرأسمالية، التى نشأت وتطورت وانتشرت فى الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوربا، وبعض الدول فى شرق آسيا، وفى لحظة واحدة اهتزت بنوكها، وشركات تأمينها، وتعرى كبار الأشخاص الذين يمتلكونها، وها هى حاليا فى طور الاحتضار الأخير، ومحاولة التماسك قبل لحظة السقوط النهائى.

ومثال ثالث: يمكن أن نقف عليه من بعض التسجيلات التلفزيونية التى تبرز الحشود الألمانية وهى تصغى لهتلر، وتأمر بأمره فى الانطلاق إلى غزو أوربا والعالم كله، ثم فى لحظة واحدة، تختفى النازية، وتصبح لعنة على من آمن بها، وكذلك على من عايشها ولم يعترض عليها!

إن المشكلة فى كل الأيديولوجيات أنها تنشأ أولا فى عقول مجموعة من أذكياء البشر، الذين يقومون ببلورتها فى نظام عقلى منسق، ثم يحسنون عرضها على الجماهير التى لا تستخدم عقولها عادة بشكل نقدى جيد، وما تلبث أن تتحول من عقولهم الساذجة إلى قلوبهم الصافية، فتصبح (عقيدة). . والعقيدة إذا دخلت قلب الانسان ضحى من أجلها بماله وحياته.

والوجه الآخر للمشكلة أن الأيديولوجيات لا تخرج من الواقع نفسه، رغم أنها تستغل ما يوجد عادة فيه من سلبيات، كما أنها لا تتابع حركته اليومية المتغيرة. وهذا معناه أنها تحاول أن تفرض قوالبها الثابتة على أمر متغير. وهنا لابد من التفرقة بين النظام الأيديولوجى والمبادئ الأيديولوجية. النظام لا ينبغى أبدا أن يكون ثابتا ولا موحدا، أما المبادئ فهى التى تظل قائمة، لكنها تشبه النجوم التى يهتدى بها المبحرون فى السفن وهى فى السماء، لا تتدخل فى قراراتهم التى يتخذونها عندما يواجهون جبل جليد، أو يتعرضون لمياه ضحلة !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الاثنين, 02 مارس 2015 23:48