عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
السياسى ومبدأه صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 23 يونيو 2013 11:15

الجمعة، 14 يونيو 2013 - 23:24

تابعنا منذ أيام ذلك اللقاء السرى الذى افتضح أمره بين اثنين من أقطاب المعارضة المصرية وبين واحد من أهم أقطاب الحزب الحاكم، ولأنهم أحاطوه كلهم بالسرية فلا يعلم إلا الله وحده ما دار فيه وما انتهى إليه، ولم يعد أمامنا نحن المراقبين سوى أن نتكهن بدوافعه ونتائجه، كما يتكهن خبراء الأرصاد بسقوط المطر حين تمتلئ السماء بالغيوم الداكنة!

أما عن الدوافع فهى لن تخرج عن السعى لتحقيق مصلحة شخصية كالمنصب الذى يبدو بوضوح أن كلا منهما حريص أشد الحرص عليه وهو يدرك أنه لن يناله طالما استمر كما هو فى صفوف المعارضة، خاصة وأن السنوات تمر والعمر محدود والبريق السياسى ينطفئ والشباب يتقدمون الصفوف وهم أكثر قدرة على القيادة وتحمل المسئولية.

هى إذن هواجس اللحظة الأخيرة. وهى تتطلب من الإنسان العاقل أن يتوقف مع نفسه وقفة مراجعة واتخاذ قرار حاسم ومشرف يتوج به المرحلة الأخيرة من حياته الحافلة. لكن كل الناس لا يجرؤون على فعل ذلك وقد لا نلومهم عندما لا يكون عملهم متعلقا بالسياسة. أما السياسيون الذين يتصدرون المشهد وتقتدى بهم الجماهير فينبغى بعد أداء دورهم بكل جهد واخلاص أن يصدروا على أنفسهم قرارا التوقف والانسحاب بهدوء من العمل السياسى مع الاحتفاظ بكل ذكريات الشرف والكرامة.

لكننى أعود فالتمس لهما بعض العذر، وهو أن مبادئ الإنسان الأخلاقية ومنها السياسية مرتبطة أشد الارتباط بحالته النفسية التى تتردد دائما بين اليأس والرجاء وبين القناعة والطمع وبين الاستقامة والانحراف، ثم تأتى الظروف المحيطة التى يقال عادة إنها قد تصنع من الإنسان مجرما فتؤثر على اتجاهه فى الطريق الخطأ.

إن المبدأ السياسى الذى يختاره السياسى ويتبناه ويدافع بكل قوة عنه كما يدعو الجماهير للاقتناع به ومناصرته ــ هو من أشرف ما يفرزه الجانب الخير فى الإنسان، لذلك فإنه حين يتخلى عنه ويسير فى الاتجاه المعاكس له يسقط على الفور من نفوس الجماهير وعيونهم. إن المبدأ السياسى ليس مثل الثوب الذى يلبسه الإنسان اليوم ليخلعه غدا، ولا هو مثل السلعة التى يشتريها اليوم بسعر رخيص لكى يبيعها فى الغد بسعر أعلى ! بل إنه جزء لا يتجزأ من نفس الإنسان وروحه، لذلك فإن التحول عنه أو تغييره تبعا للظرف لا يعتبر عيبا اجتماعيا فحسب، بل يعد جريمة أخلاقية متكاملة الأركان.

والخلاصة أننى لا أستطيع أن التمس العذر لمن يتخلى عن مبدأه السياسى فجأة وبدون مقدمات، أو تبرير مقنع. ومن يريد أن يتحول عليه أن يعلن ذلك بكل شجاعة وصراحة، بدلا من التخفى عن عيون الناس التى إن غفلت عن مراقبته، فإن عين الله أبصر به.

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الاثنين, 02 مارس 2015 23:44