عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
قصيدة مظاهرة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 20 مايو 2013 22:31

قصيدة مظاهرة


خرجوا من بين تعاريج الحارات ،
وجاءوا من أعماق الريفِِ ،
على موعدهم .. فى ميدان الحريّهْ
..
وارتفعت فوق مناكبهمْ
راياتُ السخطِ ،
وأصواتُ الخطباءِ ،
وهاجَ البعضُ ،
فأحرق بعضَ إطاراتِ السيَّاراتِ ،
ومزّق بعضَ الصور التذكاريّهْ
كانوا كالبحر الهادرِ ،
يتدافع فى موجاتٍ أسطوريّهْ
لا يعلمُ إلا الله متى يهدأُ ،
أو كيف يعود لحالته الفيروزيّهْ ؟
..
وتأملتُ ملامحهمْ ،
فإذا الغضبُ المكبوتُ ..
يكاد يمزّقُ تلك الأوعيةَ الدمويّهْ
وتئزّ حناجرُهم كالرعدِ ،
وتومض أعينهمُ كالفتحات البركانيّهْ

*    *

وهناك على رأس الميدانِ ،
اصطفّ جنودُ الأمن بخوذاتٍ فولاذيّهْ
أعدادٌ متساويةُ الأحجامِ ،
وفى أيديهم أسلحةٌ ، وقنابلُ ،
وهرواتٌ كهرومغناطيسيّهْ
تتقدمهم سياراتُ الإطفاءِ،
وبعضُ الدبّاباتِ ،
وحان الوقتُ المعلومِ،
فشقوا وَسْطَ الموجِ .. طريقاً دمويّهْ !

*    *

وتساقطت الأجسادُ على الأسفلتِ ،
تطايرت الخطواتُ ،
وحل الذعرُ محلَّ الإصرارِ ،
وما هى إلا لحظاتٌ ..
حتى انكشف الميدانُ على بعض الأنقاضِ ،
وجاءت عربات البلديّهْ
أُعلن عن عدد القتلى ، والجرحى ،
والقبض على بعض الغوغاءِ ،
ومحترفى الإضرابات الثوريّهْ !

*    *

كنتُ أمام التلفزيون ،
أشاهد هذا المنظرْ
وأنا أشرب شاى العصر ،
وفى طبقى بعض (البتى فورْ)
حمدتُ الله على أَنِّى لم أخرجْ
فى هذا اليوم إلى عَمَلِى ..
ما كنت مريضاً ،
لكنى فضّلتُ قضاءَ اليومِ بعيداً
عن إرهاق المَكْتبِ ،
واستفسارات الجمهورْ ..
وتساءلتُ :
لماذا يلقى بعضُ الناس بأنفسهم للموت ؟
وأىُّ طريقٍ يدفع بعضَ الأسماك إلى الشبكهْ ؟
ولماذا تنجذبُ فراشات الليلِ .
إلى ضوء المصباح القاتلْ ؟
غامت أسئلتى ،
وتردّدتُ طويلاً ..
وإذا جارى فى شرفته الأخرى .. يرمقنى
كانت نظرتُه واثقةٌ
لا أدرى كيف تملكنى إحساسٌ بالذعر المقهورْ
وظللتُ مكانى ..
لا أجرؤ أن أرفع فنجان الشاى إلى شفتى ،
أو ألمسَ طبق (البتى فور) !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأربعاء, 25 مارس 2015 22:06