عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
قصيدة الدرب الأحمر صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 20 مايو 2013 22:23

قصيدة الدرب الأحمر


النوم لا يأتى لهذا الحى ، بل إن المساءْ
يعطيه بعض نجومه ، حتى يضىء إلى الصباحْ
فتظل ساهرة مقاهيه التى تمتد من (سوق السلاح)
وعلى جوانبها المقانق ، والسميط ،
وكل أنواع التسالى
..
والجالسون يحركون الزَّهرَ فى عصبيةٍ ،
ويناقشون بلا انتهاءْ
عُقدَ السياسية ، والرياضة ، والنساءْ!
..
كانت لشلّتنا الصغيرة
جلسة مألوفة فى ركن مقهى ..
نتقاسم الأفراح فيها ، والمشاعر ، والهمومْ
..
وتدور أغنية لـ (سومةْ!)
فتثير فى الأعماق أشجانا ،
وتبعث فى الضلوع رؤى قديمةْ
..
ومع ارتشاف الشاى تنكشف الغيومْ
ويقول قائلنا :
-
أليس المرء موجوداً لينعم بالحياة ؟!
والذكريات تباعدت ،
فلم التباكى كلما مرت علينا الذكرياتْ ؟!
قد يبسم الغدُ للحزين ،
وتستجيب على مدى الأيام .. أغلى الأمنياتْ
..
ويشوقنا نَذْرَعَ الحارات فى ليلِ الشتاءِ،
من (المؤيَّد) لـ (الرفاعى) ..
متحدثِّين عن المعارك ، والسيوفِ،
وعن مقاومة القلاعِ ..
وبأىّ بادرة تجرّأَ ذلك المملوكُ،
فاستعدى الحصانَ الحرَّ ،
كى ينجو بفارسِهِ الشجاعِ ..

*    *

ونغوصُ فى الأمس البعيدِ ..
وقد تزيّنتْ المدينةُ لاحتفالات الخلافهْ
وتواصلتْ فى المولد النبوى راياتُ المواكبِ ،
والمشاعلُ ، والليالى الفاطميهْ
هذى شواهِدُها تُحدّق من عيون المشربيهْ
لكننا نهفو إلى حِطّينَ ،
يَقْدُمُها صلاحُ الدين منتصراً ،
ويعفو عن ملوك الغَرْبِ ،
يظهرُ بالخصال القاهريهْ!

*    *

وهنا .. تجمّعَ حول بيبرسِ المفدَّى ..
ألفُ فارسْ
تعاهدوا أن يُوقفوا زحفَ التتارِ ..

إلى الأَبدْ
..
ماذا جرى ؟
ويضيفُ قائلنا:
-
ألسنا من سلالتهم ،
وهذا الشبلُ من ذاك الأسدْ ؟!

*    *

ونكون قد صرنا .. إلى (باب الوزيرْ).
حيث المدافنُ ، والشواهدُ ، والقبورْ
يغدو حديث الجن شاغِلنا ،
فنفرغ ما لدينا من حكاياتٍ ،
ويقربُ خطونا من خطو بعضْ
ويلفنا صمتّ المكان .. فننتفضْ!

*    *

الصبح فى تلك الأزقة لا يفاجئها ..
فتصحو .. فى ارتخاءْ
تتفتّحُ الشرفاتُ عن بعض العجائزِ ،
والنساءِ الكاسياتْ!
يحكين كيف مضى المساءْ؟
ومتى احتوى أزواجَهن البيتُ ؟
أىّ رطوبة هبطت قُبيَلْ الفجر ؟
ما هذا الشتاءْ ؟!

*    *

ومن الدروب الضيقةْ
تخطو الصبايا الكاعبات ،
لتشترين الفول ، والخبزَ الطرىَّ،
وتجتمعن على الحليبْ
(
والأُسطواتُ) من المحلات الصغيرة ،
يرقبون وهم قعودْ
لَفّ (المرايةِ)
واحمرارَ الكَعْبِ،
والوّعْدَ المغلّف بالصدودْ!

*    *

وتلوح سائحة رشيقةْ
فصيح بعض المعجبين :
-
الله يعطى من يشاءْ !!
ويردّ بعضُ الجالسين :
-
الحُسنُ فى الكفّار فتنهْ
يهوى بهم نحو الشقاءْ !

*    *

ويثور مندفعاً شجارْ
أسبابُه معروفةٌ لجميع من يتجمّعونْ
فيسارعون ليوقفوا طيْشَ الأكفِّ
ويطفئوا غَضَبَ العيونْ !
"
صلوا على طه النبىّْ !"
وبسرعة يتفرقونْ
"
فاليوم .. مطلعُه بَهىّْ!"
وإذا تمر جنازة ،
يقف الجميع موحِّدينْ
ومتمتمين .. بأن هذا العمرَ – مهما طال – محدود ،
وأن الراحلينْ
لم يستفيدوا من (مكاسبها)
سوى ما قدّموه .. بطيب خاطرْ
والله أعلمُ بالسرائرْ!

*    *

يمضى الزمانُ ،
وذلك الحىّ المعمرِّ قائمٌ لا ينحنى ..
نفسُ الوجوه هى الوجوُه ،
ونفسُ هذه الأمكنةْ ..
ولربما حاكى مساجده التى قامتْ هنا ..
من ألف عامْ !
أو ربما محاكى مقابرَه التى تمتصُّ من نهر الحياةِ ..
على الدوامْ !
أو ربما كانت له أسرارُه الأخرى ..
وويلٌ للذى يسعى .. لينكشف اللثامْ !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأربعاء, 25 مارس 2015 22:00