قصيدة لحظة وجد على الباب الأخضر
( الباب الاخضر . . يطلقه المصريون على باب جانبى من مسجد الحسين بالقاهرة )
معذرةً . . يا سيدى الحسين إذا طرقت الباب مرتين وعدت من تجوّلى بخرقتين أمسح بالأعتاب قبلتين أسكب فى الضريح دمعتين أريح أضلعى ، ولو للحظتين * * هذا البساطُ ، والرخامُ ، والشموعْ موائد .. تنثال نحوها الجموع خطىّ ، وأذرع ، ولهفة ، وجوعْ وأنت دائماً تقول للجميعْ : "مَن قَصد الكريم لم يضعْ " فهل أضيعْ ؟! * * يا سيدى
الصمت مُرّ
كالموت مُرّ
فلتنكسرْ لديك هذى القِدْرْ
ولتشهد الجدرانُ أن عاشقاً سَكِرْ
غالبه الوجدُ ، فقال كلمتينْ
يا سيدى الحسينْ * * لا الوقتُ يسعف المنى ، ولا المكانْ
ودون ماء النيل – يلهث العشطانْ
وقد عرفتَ أنت ذلك الحرمانْ
حين يكون الموتُ فى المقدمهْ
حين يكون الموت فى المؤخِّرهْ
بالله كيف تعرف الأمانْ
أو تغمض الجفنين ؟! * * وكنت قد رفعت للسما .. شراع زورقى
وحين جدّ فى اندفاعه بلا تمزّقِ
أهبتُ بالأمواجِ :
"زغردى ، وصفقى !!"
فاستشرفتْ من قاعها الحيتانْ
والتفتت لصيحتى الشطآنْ
وكدت أوقف الزمان
لكن فُجَاءهُ .. رأيت زورقى يدور فى الرياحِ ،
يرتمى على الصخور قطعتينِ .. قطعتينْ
يا سيدى الحسينْ ! * * حملتُ قلبىَ المكسورَ .. عدت للمساءْ
أعتصر الحزن بكبرياءْ أُنشد بين اليأس والرجاءْ أغنيةً .. مخدوشة الصدى ، وأسأل السماءْ أن تمسح الجراح بالمطرْ أن تملأ الطريق بالنجوم ، أن تبارك الجبين مرتينْ يا سيدى الحسينْ ! * * دون مناى .. لم يزل كثيرْ ولم يعد فى الطوق أن أسيرْ أقعدنى الحزن عن المسيرْ وشفَنى الظلامُ ، والهجيرْ وحينما .. أبُصِرُنى على الطريقْ منكفئاً .. منطفئ البريق يغوص قلبى ، ويدق دقتينْ يا سيدى الحسينْ ! * * هنا .. تطيب روعةُ الندمْ هنا .. على يديك يُصهر الألَمْ هنا .. يعود للحياة ذلك النغم يهز قلبى ، ويثير أدمعى فتستجيب دمعتينْ ، دمعتين يا سيدى الحسينْ !
|