الأرض عطشى لم تزل ..
الأرض عطشى لم تزل .. والعيونْ
تقتات رجع الصدى والشجونْ
ورغم أن الشمس قد أشرقت
فإن وجه الصبح لا يستبينْ
* *
من أخمد الفرْح بأشواقنا ؟
من سرق البسمة من وجهنا ؟
من نشر الأحزان فى دربنا ؟
وصدّر اليأس لآمالنا ؟
* *
هل كُتب البؤس على البائسينْ ؟
وسُرمد الجوعُ على الجائعينْ ؟
هل صار هذا الشعب أيقونةً
يُسلمها الظالمُ للظالمينْ ؟
* *
لقد سئمنا الحكم من غاصب
يمتص أقواتنا فى العلَنْ
وحين جاء الذي لحمُهُ
من لحمنا .. جوّعنا في الوطنْ !
* *
ياصرخة المحزون لا تخرجى
فليس يوجد مَنْ يستجيبْ
ولتمكثى فى الصدر محبوسة
فان للبركان صمتاً عجيبْ !
لقد أهالوا القبر فوق الفقيدْ
ووزّعوا ثروته بينهمْ
وحينما استيقظ من موتِهِ
ما كان في عينيه غيرُ الندمْ !
* *
ياجامع الدنيا بأكفانه
رفقاً بهذا الجسد المنحنى
لسوف تمضى والثرى موطنْ
وهجمةُ الديدان لا تنثنى !
* *
ماذا سيبقى منك بعد الرحيلْ ؟
سوي حديثٍ ناقمٍ مختصرْ
ولعنةٍ تبقى على صفحةٍ
يسردها التاريخ ضمن الِعبرْ !
|