عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
أيتها السَّيِّدة الجَميلة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 25 فبراير 2013 13:40

أيتها السَّيِّدة الجَميلة

 

[كُتِبت خِطابًا مباشرًا لمصر .. التي حين احتاجت إلى دعم مَنْ ساعدتهم .. لم تجد أحدًا منهم !]


أيَّتُها السِّيدة الجميلهْ

أيتها السيدة النبيلهْ

ما كلُّ هذه الدموعْ

في عينك الواسعة الخضراء ؟ !

وأنت تجلسين تحتَ نخلة عجفاءْ

على ضفاف تُرعة ، شحيحة المياهْ

وخدك النحيلْ

مستند على يدكْ

تُفكِّرين في قَساوة الأبناءْ ..

وكيف أبعدوا مع الضحى ،

ولم يُعاودوك في المساء !

وسوف يهجُم الشتاءْ

لا كسرة في البيت ، لا غطاءْ !

وأنت دائمًا تُردِّدين :

الموت خير مِن شراب الذلّْ

والقبر خير من سؤال الجارْ ! !

* *

أيتها السيدة الجميلهْ

أيتها السيدة النبيلهْ

لقد تقادمتْ بكِ الأيامْ

وانكسرت في صدرك السِّهامْ

وأنت ترقبين مقدمَ الغزاة حين يدخلون ،

وابتسامة الحكَّام حين يصعدون ..

لا فرق إلا في الخطى ، وفي اللجامْ !

ورغم حقلك المَليء بالندى ،

ونِيلك الفياض بالأحلامْ

حملتِ حزنك الثقيل ،

واحتملت كل هذه السنينْ

وكنت دائمًا تفضلين

فضيلة الصَّمت على بلاغة الكلام !

* *

أيتها السيدة الجميلهْ

أيتها السيدة النبيلهْ

لقد حَسِبت حينما مضى الغزاهْ

أن يَطلُع الصبح ، وتبدأ الحياهْ !

لكن كسر القيد لم يكن نجاهْ

فقد تكالَب الطُّغاهْ

واشتدت القسوة بالقساهْ

وانفردوا بالمال يجمعونه ، ويجلسونْ

على مقاعد ( البِسينْ )

بطونهم منتفخهْ

عيونهم مفخَّخهْ

إذا تَحدَّثوا .. فبالسيجارْ !

وإنْ تهامسوا .. فبالكافيارْ !

* *

أيتها السَّيدة الجميلهْ

أيتها السَّيدة النبيلهْ

إلى متى يظلُّ ذلك السوادْ

يلف شمسك ،

التي تلوح مِن خلال ثوبك القديمْ ؟ !

ودائمًا تُقطِّبين

فلا افترار بسمة ،

ولا رنين ضحكة مجلجلهْ !

بل الأسى ، والصمت ، والدموعْ

وسرك الدفين

متى يظل مُغلقًا ، ولا يبينْ

كأنَّه الموت الذي يرقد في القبورْ

مُنتظرًا إشارة البعث ،

وصَيحة النشورْ ؟ !

* *

أيتها السَّيدة الجميلهْ

أيتها السَّيدة النبيلهْ

لقد غسلتِ قلبَكِ الكبير بالإيمانْ

وكان صافيًا ، فصار كالمَرْجانْ !

أحببت كل الناس دونما كراهيهْ

والطير ، والقطة ، والجُعران ..

لكن ليلكِ الطويل حين حلّ ،

لم يكن مجاملا

هوى عليك مثل داهيهْ !

تمددت لألف عام !

وكنت مثل اليوم ،

تجلسين تحت نخلة عجفاءْ

كأنها كفٌّ إلى السماءْ

مرفوعة بلهفة الدعاءْ

فما الذي تقوله في ذلك الدعاء ؟

وهل ترى .. تُجيبها السماء ؟ !

* * *

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy