السَّابِعة دائمًا
[يوم كامل من حياة موظف صغير .. وهو نموذج لأيام كثيرة شهِدها المصريون في أعقاب نكسة 1967]
يدق « المنبِّه » في السابعهْ
فأفتح عينيَّ من حلم ليلٍ ثقيلْ
وأسحب من تحت بابي الجريدَهْ
فتمسحها نظرة خاطفهْ
يحدثني « الحظ » عن « صفقة رابحهْ ! »
وأني أُوفَّق في « جانب العاطفهْ »
ولكنني أحمد اللهَ ،
حين أشد قميصي فألقاهُ ..
لم تتسخْ بعدُ .. ياقتُه الناصِعَهْ !
* *
أجيء المحطةَ .. أحشر نفسي بين الزحامِ ،
أدافعُ رائحة الواقفينَ ،
أفكرُ: كيف تَسير بنا المركبهْ ؟
وحين تلوحُ .. أهب بكل اندفاعي منتزعًا مقعدًا
وبينا أعالج أنفاسي المجهدَهْ
أُشاهد جارتيَ الجامعيَّة تصعدُ ، هادئةً ، وادعهْ
على صدرها تستريح الكتبْ
وفي شَعرِها .. وردة يانِعَهْ !
أسارعُ أمنحها مَقعدي ..
لتمنحني بسمةً رائعةْ !
* *
وفي « المصلحَهْ »
أعيشُ بكفَّي وعينيّ بين الدفاترِ ،
ليس لهم غيرُ هذا .. لديّ !
مئات المطارق في الصدر تُهوي على كل حلم جميلْ
ويخنقني أن دَيْني ثقيلْ
خطابُ أبي عن « ضرورة إرسال بعض النقودْ »
حِذائي الجديد يُؤجَّل للمرة الرابعهْ ..
* *
أحبُّك يا قاهرهْ
أحبُّ شوارعك الواسعهْ
أحبُّ ميادينك الفاخرهْ
مقاهيكِ .. نِسوتَك الفاتناتِ ،
يُضيّقن خُطواتهنّ ، ويفهق منهنَّ أغلى العطورْ
أحبُّك .. لكنّ رأسي يدورْ !
* *
مع الليل ..
تأوي خُطاي إلى الحجرة القابعهْ
عَشَائِيَ خبز وجُبْنْ !
وبعض الفواكه .. آكلها قارئًا في كتاب عن « الحبّ » ،
أو عن « مغامرةٍ ضائعهْ »
يغالبني النومُ ،
تضبط كفّي المنبّه ..
للساعة السابعهْ !
* * *
|