عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
اللقاء الكبير صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 24 فبراير 2013 13:10

 

اللقاء الكبير

 


[كُتبت بمناسبة ثورة يوليو 1952 ، ولعبد الناصر في سنواته الأولى الذي كان فيها ملتحمًا بالشعب ، حريصًا على تحقيق آماله ..]


 

ضفافك .. والنخلة الشاعره .. وهذي المصانع .. والقاهره

وملحمة في شفاه الجموع توقّعها أضلع .. ثائره

وقافلة تصنع المستحيل .. سواعد .. مشدودة .. قادره

على قمم النصر تحيا الخلود .. وتركز أعلامها الظافره

* *

مواكب تكتب تاريخها جديدًا .. على صفحة من شباب

وقد غسَّل الفجر آلامها ومزقت الشمس عنها الضباب

ودقَّت خطاها على دربها فرن الصدى واستفاق التراب

وغنَّت فأسكر موالها وثارت فدوى المدى واستجاب

* *

وفي صدرها مِن رؤى الذكريات بقايا .. تفجِّر طاقاتها

فكم ضمَّت الأرضُ أشواقها وأمسكت العينُ دَمعاتِها !

وقهقه في ليلها المتخمون وشدَّت على الجوع .. قاماتها !

وتصبح .. لا النور من حقها ولا الدفء يلمس رعشاتها

* *

سراديب .. باردة .. ضيقه ورائحة الموت .. مستغرقه

وبيارة ينحني فوقها ظلال التوابيت .. والمشنقه

ووقع حذاء ثقيل .. وعين محدَّقة في الكوى .. محرقه

وترتعش الآه فوق الشفاه .. وتزحف لاهثة مرهقه

* *

وومض النياشين .. والفارغون .. وسَعي العناكب تحت الدخان

وقصرٌ تنام مقاصيره على أذرع الغيد .. والأفعوان

ومستأسدٌ .. شدَّ يوم الحصاد .. وألقى إلى الأرض باقي الزمان

وتحمل يا نيل .. هذا الضنى .. مياهك ، والعشبُ والسنديان

وفي ليلة من ليالي الضياع وبعض الغمامات حول القمر

 

وطعم الرياح مرير .. مرير ورفرفة الصمت فوق الحفر

 

مشى في عروق الرجال حنينٌ إلى الفجر .. فاقتحموا بالقدر ! !

 

وهان الجدار على صَرخة مدوية في زوايا الضجر ..

 

 

* *

 

وكان مساءٌ .. وكان صباحْ وهبَّ الملايين من أمتي

تشقُّ الحياة توابيتهم وتنبض في الجسد الميت

وقد حضنوا الفجر من شوقهم وهزوا الفضاء بأنشودة

أحاسيس هامدة تستفيق .. وتطفو على الموج .. والضفةِ

 

* *

 

ويا عينها ! ! عندما عانقت مخلِصها .. وارتمت في يديه

تذوِّب دمع السنين الطوال وتشكو حنين الضفاف إليه

ويعبر في ناظريها الأسى ويلتمع الحب في مقلتيه

لقاء .. جرى النيل من تحته ولفَّت يد الشمس ثوبًا عليه

وحلَّقتَ يا فارسي .. والنُّسور إذا حلَّقت أبعدت في العلا

كأنك تثأر من رقدة مشى النيل في أرضها مثقلا

وسارتْ وراءك أيامُنا فبلَّغتها الشاطئ الأَجملا ..

تجسّد للشيخ أحلامه وتفتح للطفل مستقبلا( [1] )

 

* * *


( [1] ) فازت هذه القصيدة بالمركز الأول فى مسابقة جامعة القاهرة ، سنة 1964 ، وكان المرحوم صلاح عبد الصبور هو رئيس لجنة التحكيم .

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأحد, 24 فبراير 2013 13:17