عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحكومة واداؤها صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د.حامد طاهر   
السبت, 10 نوفمبر 2012 22:01

الحكومة واداؤها

الجمعة، 12 أكتوبر 2012
د . حامد طاهر

الحكومة فى نظامنا الحالى هى الذراع التنفيذية لرئيس الجمهورية ، فهو الذى يصدر لها التوجيهات العامة والتعليمات ، كما انها من الممكن ان تقدم له اقتراحتها فى حل بعض المشكلات التى تطرحها بعد ذلك على مجلس الشعب ، فاذا وافق عليها اصبحت قوانين تقوم الاجهزة المختصة بتنفيذها . وقد سارت الامور خلال الستين سنة الماضية على ان تقتصر مهمة الحكومات المتتابعة على تنفيذ توجيهات الرئيس ، دون ان تقوم هى باقتراحات او مبادرات من جانبها لتسريع التقدم او لحل المشكلات ، وكانت النتيجة ان التــقدم لم يتحقق ، كما ان المشكلات تحولت الى امراض مزمنة يكاد يصعب او يستحيل حلها ، وكان السبب الرئيسى فى ذلك هو التزام الحكومة بخط السير الذى رسم لها ، والذى كان يغلب عليه الكثير من الدعاية والمظهرية والتبجح بانجازات وهمية لم يكن لها اى انعكاس على ارض الواقع . والامثلة على ذلك كثيرة وفاجعة ، فوزير المواصلات يصرح بان الامور فى قطاعه تجرى على مايرام ، بينما يعانى المواطنون من تهالك القطارات ، وعدم انتظام مواعيدها ، وسوء حالة السكة الحديد ، التى كانت تؤدى الى كوارث بشرية تنتهى بدون تعويضات : ووزيرا التعليم العالى وماقبله يتحدثان بصوت عال عن تطوير التعليم الذى مازال متخلفا حتى اليوم ، والذى يصل عدد التلاميذ فى الفصل الواحد الى مايزيد عن مائة ، وفى الجامعات مايزيد المدرج الواحد عن الف ، وهذا غير موجود ، بل غير معقول فى اى جامعة محترمة فى العالم ! اما وزير المالية والتخطيط فانهما كانا يتحدثان عن زيادة النمو ، والسيطرة على التضخم ، فى حين تتورط الحكومة فى الديون الداخلية والخارجية ، ونهب اموال المعاشات والتامينات لتدارى عجز الموازنة ، حتى تظهر امام الرئيس اولا ، ثم الشعب ثانيا انها موازنة متوازنة ، فى حين ان العالم الخارجى كان هو الذى يعلم حقيقة الامر المؤسف ، ويدرك جيدا ان الجنيه المصرى يتأكل ، ويكاد ينقـرض بين العملات الاجنبية ! اما حكومتنا الحالية فقد تفاءلت بها خيرا ، لانها جاءت بعد ثورة يناير المجيدة ، ولانها من اختيار رئيس منتخب لاول مرة من الشعب المصرى . وهنا لابد ان تكون الحقائق واضحة ، والشفافية مطلوبة ، والمبادرة بحلول مبتكرة مفتوحة امامها .. لكننى فوجئت بانها تشكل لجنة لبحث مشكلة البطالة ، وبالطبــع سوف يتطلب البحث عدة شهور ، وربـما سنوات  .. كما انها لاتتحدث ابدا عن التعليم بكل مستوياته ،ولا عن نظام يمكن استيراده ببساطة من اى دولة محترمة فى العالم فى مجال الصحة .. وكل مايهمها حاليا هو افضل اسلوب للحصول عن قرض البنك الدولى ، وكيف تدارى عن الشعب شروطه المرذولة .. كذلك فان رئيس الوزارة يقوم بنفسه بزيارة مفاجئة لبعض المرافق المتدهورة ، وكان هذا يعنى اصلاحها !! ابدا.. الاصلاح يتطلب خطة مدروسة ، وقرارا حاسما ، ثم تنفيذا ومتابعة مستمرة . ولو ان رئيس وزراء الصين ، الذى يدير شئون مليار وثلاثمائة مليون نسمة ، كان يزور المواقع بنفسه لما توفر له الوقت ولا الجهد ، ولا حتى العين الفاحصة .. وهنا اتساءل : اين الموظفون الاداريون المسئولون عن قطاعات الدولة ؟ وماذا يفعلون ؟ واذا قصروا ماذا يحدث لهم ؟
ويقال ان رئيس الحكومة لاينام ، وقد اصدقه فى ذلك ، لكن وزراءه ينامون ويبدو ذلك من حالة الارتياح التى تظهر عليهم حين يطلون علينا فى التلفزيون !
وفى الختام اقول ان الحكومة التى نحتاجها فى الظروف الحالية ينبغى ان تكون كتيبة متجانسة الافراد ، صحيحة الجسم والعقل ، لديها القدرة على حل المشكلات بنفسها ، مع تصحيح مسارها بما يقدمه لها الاعلام الجاد ، والنقد البناء ، الذى ينبغى الا تغضب منه ابدا .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 28 فبراير 2015 00:36