عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الجوانب الحضارية فى حياة الرسول صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 01 يناير 2012 21:55

الجوانب الحضارية فى حياة الرسول                                  
صلى الله عليه وسلم






أ. د. حامد طاهر

يتطلب بيان هذا الموضوع قليلا من التأمل فى الفترة التاريخية التى سبقت وواكبت حياة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، وخاصة فى شبه الجزيرة العربية (أواخر القرن السادس الميلادى) مع استعراض حالة هذه المنطقة من الناحية البيئية وانعكاساتها على الجوانب الاجتماعية والأخلاقية والثقافية . والسبب فى ذلك أن الموضوع الذى سوف نتنـاوله فى هذا البحث ينصب على الجوانب الحضـارية فى حيـاة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ولذلك يصبح من الطبيعى والمنهجى أيضا أن نستعرض البيئة التى ولد فيها ،(سنة 570 م) ، ونشأ بين أهلها ، لكى يتضح مدى تقبله أو رفضه لتقاليد تلك البيئة وأعرافها ، وما كان يسودها من ثقافة وأخلاق.


والواقع أن ما تم رصده وتسجيله فى التاريخ الموثوق به عن حياة العرب قبل الإسلام مباشرة ، وأثناء ظهوره فى مكة (من سنة 610 وما تلاها) يدل على أن معظمهم كانوا :

ــ إما بدوا متنقلين بخيالهم وأنعامهم حيث توجد مواطن الرعى ، الناتجة عن المطر أو الآبار . وهؤلاء كثيرا ما كانوا يقتتلون من أجل الانفراد بها ، كما كانوا يكثرون الغارة على بعضهم من أجل الاستيلاء على خيراتهم .

ــ وإما بدوا مستقرين فى قرى ، صغرى أو كبرى ، يقيمون فى منازل مبنية من الطين ، ويمارسون الزراعة كما فى يثرب ، أو التجارة كما فى مكة .


وكان العرب جميعا موزعين إلى قبائل . والقبيلة هى الوحدة السياسية والاجتماعية التى ينتمى إليها الفرد : يدافع عنها عند الاعتداء ، ويشارك معها
حين الغارة ، كما يؤمن بمعتقداتها ، ويخضع تماما لحكم رئيسها (شيخ القبيلة) . وهناك نسّابون يعرفون جيدا تاريخ كل قبيلة ، وعلاقات السلم والحرب بينها ، كما كان هناك شعراء فى كل قبيلة ، يسجلون أيام مجدها ، ويفتخرون على شعراء القبائل الأخرى بانتصاراتها ، الأمر الذى كان يزيد من حدة العصبية فى نفوس أفرادها .


لكن على أطراف شبه الجزيرة العربية ، كانت توجد اليمن فى الجنوب ، وهى بلاد تحضرت منذ زمن بعيد بفضل انتشار الزراعة والصناعة والتجارة فيها ، لذلك كانت أوفر حظا من الاستقرار والثروة . أما فى الشمال فكانت هناك قبيلتان عربيتان استخدمتهما دولتا الفرس والروم لتكونا درعا لهما ضد غارات البدو، وهما الغساسنة والمناذرة . وكان رئيسهما يحمل لقب ملك . وقوته العسكرية وتمويله مدعومان من الدولة الكبرى التى أقامته . وكثيرا ما كان يلجأ إليهما عرب البادية ليحصلوا منهما على بعض الهبات ، كما نجد ذلك واضحا فى قصائد النابغة الذبيانى للنعمان بن المنذر .


أما بدو شبه الجزيرة العربية فكانوا يعيشون على ما تنتجه ماشيتهم من ألبان ولحوم . ومن أصوافها يصنعون ثيابهم . وعندما تنضب موارد القبيلة لا تتردد فى الإغارة على من حولها تبعا لقوتها أو ضعفها ، لذلك كانت بعض القبائل الضعيفة تلجأ إلى التحالف مع القبائل الأقوى للاحتماء بها ، وهذا ما كانوا يطلقون عليه اسم (الأحلاف) ، ويتبعه (ولاء) القبيلة الأضعف للأقوى منها .


مثل هذه الحياة القاسية والصعبة كانت تدفع العربى – رغم حريته الشخصية – إلى الاحتماء بقبيلته ، وعدم الخروج عن تقاليدها . وهى فى مقابل ذلك تتحمل أخطاءه ، وتدافع عنه ظالما أو مظلوما . وليس للدين قيمة كبيـرة عند البدوى المرتحل . لكن مثله الأعلـى كان يتمثل فيما يطلق عليـه : "المروءة" ، وهى تعنى الشجاعة والكرم : الشجاعة فى قتال أعداء القبيلة ، والكرم فى منح الضيف أكثر ما يتطلب ، حتى لو بلغ الأمر أن يذبح من أجله بعيره الوحيد !


وفى هذه البيئة المجدبة ، كانت المرأة تقوم بمشاركة الرجل فى كل شئون حياته ، ما عدا القتال . فهى تجلب الحطب ومـاء الشرب ، وتحلب المـاشية ، وتنسج المـلبس ، ولا تعلو مكانتها إلا بإنجاب الذكور ، أما البنات فكن موضع هوان . وكانت بعض القبائل تقتلهن بمجرد ولادتهن ، كما كان بعض العرب ينكس رأسه خزيا من إنجاب البنات !


وكان شائعا لدى العرب قبل الإسلام : شرب الخمر ، والتمتع بالجوارى . كما استقرت فى معاملاتهم أنواع متعددة من الربا ، الذى كان بعضه يضطر غير القادر على سداد ديونه وفوائدها إلى أن يصبح عبدا للدائن .


وكـانت مكة عاصمة العرب الروحيـة والاقتصادية ، فيها توجد الكعبة التى بناها ابراهيم واسماعيل ، عليهما السلام ، وكانت دعوتهما تسمى (الحنيفية) التى تقوم على عبادة الله الواحد . لكن هذه العبادة تلاشت مع مرور الزمن من نفوس العرب ، وحل محلها عبادة الأصنام التى أقاموها حول الكعبة ، وهى عبارة عن حجارة منصوبة أو منحوتة ، أطلقوا عليها أسماء مختلفة ، وكانوا يعتقدون أنها تقربهم إلى الله ، لكنهم لم تكن لديهم أى فكرة واضحة عن الله . وبالطبع كان موسم الحج لديهم فرصة لازدهار حركة البيع والشراء وعقد الصفقـات ، وبذلك ارتفعت مكـانة قبيلة قريش بين سائر القبائل العربية .


وفى هذه البيئة ، ولد محمد ، صلى الله عليه وسلم ، سنة 570 ميلادية . وقد انتقل مع مرضعته حليمة ليعيش فى البيئة البدوية الخالصة لدى قبيلتها بنى سعد ، ولكى يتشرب اللغة العربية الخالصة على عادة القبائل التى كانت تعيش فى القرى المستقرة ، وقد بقى فيها حتى سن الخامسة ، فأعيد إلى أمه فى مكة .


ولـد محمد يتيم الأب ، ثم توفيت أمـه وهو فـى الســادسة مـن عمره ، فأصبـح فى رعـاية جده عبد المطلب ، كبير قبيلة بنى هاشم . وعندما توفى كفله عمه أبو طالب ، ولأنه كان كثير العيال ، فقد قرر محمد الاشتغال بالرعى ، ثم بالتجارة بعد ذلك ، وذات مرة اصطحبه عمه فى رحلة إلى الشام . لكنه بدأ يشعر بكثير من الاستقرار حين تزوج وهو فى الخامسة والعشرين من السيدة خديجة ، حيث أتيحت له فرصة الانفراد بنفسه فى غار حراء للتأمل ، والتعبد على دين ابراهيم ، عليه السلام : الحنيفية السمحاء . وقد ظل على تلك الحال خمسة عشر عاما حتى بلغ الأربعين .


طوال فترة شباب محمد ، لم يشارك قومه قط فى عبادة الأصنام ، كما لم يقع فيما كان يقع فيه أضرابه من الشباب من اللهو والمجون . وكان دائما مثالا للشاب المستقيم فى خلقه وسلوكه . وكان الناس يأتمنونه على ودائعهم فيحفظها لهم ، حتى أصبح يعرف بلقب "الأمين" . وعندما أعيد بناء الكعبة على أثر سيول هدمتها ، اختلفت قبائل مكة على من ينال شرف وضع الحجر الأسود فى مكانه منها ، كان محمد هو الذى حكم بينهم ، حين بسط ثوبه فوضع فيه الحجر ، ثم جعل القبائل المتصارعة كلها تشارك فى حمله من أطراف الثوب . فرضى الجميع ، وخمدت نار فتنة كان من الممكن أن تتأجج بينهم .


فى سن الأربعين ، وأثناء تعبده فى غار حراء ، الواقع فى جبل أبى قبيس بجانب مكة ، نزل على محمد الوحى ، وأمره بتبليغ رسالة الإسلام إلى أهل مكة أولا ، ثم إلى الناس كلهم . وهنا بدأت الأزمة : فقد جاء يدعوهم لاطراح عبادة الأصنام ، التى لا تنفع ولا تضر ، وأن يتجهوا لعبادة الله الواحد ، خالق السماوات والأرض ، ورازق كل حى ، وباعث البشر جميعا يوم القيامة ليحاسبهم على كل ما فعلوه فى حياتهم من خير وشر . وكان معنى هذا أن يتخلوا عن دينهم الذى ورثوه عن آبائهم وأجدادهم ، وأن تخرج من بين أيديهم خدمة الكعبة التى كانت ترفع مكانتهم بين قبائل العرب ، كذلك جاء الإسلام بالمساواة بين جميع البشر ، وبث روح الأخوة بينهم ، لكن مشركى مكة كانوا لا يعترفون بتلك المساواة ، بل كان فيهم سادة وعبيد ، ثم قبائل موالية لهم ، أى أدنى درجة منهم . والخلاصة أن الإسلام الذى يدعو إليه محمد سوف يهز نظامهم العقائدى والاجتماعى والاقتصادى .

من هنا بدأت المقاومة الشديدة لمحمد وللإسلام . ثم راحت تشتد عندما أقبل الفقراء والعبيد على اعتناق الدين الجديد ، والخروج بالتالى من الطاعة المطلقة لأسيادهم ، فقاموا بتعذيبهم ، والتنكيل بهم حتى قتل بعضهم دون أن يرجع عن إسلامه . وعندما زاد الأذى بهؤلاء المستضعفين ، سمح لهم الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، بالهجرة إلى الحبشة ، حيث يوجد ملك مسيحى (النجاشى) يمكن أن يحسن استقبالهم .


ظل محمد ثابتا على موقفه فى تبليغ الدعوة ، ومتمسكا إلى أبعد حد بالسير فيها ، على الرغم من التهديدات التى وجهت إليه ، والاغراءات التى قدمت له ، وقد قال لعمه حين نقل إليه بعض هذه الاغراءات قولته المشهورة : " والله لو وضعوا الشمس فى يمينى ، والقمر فى شمالى ، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله ، أو أهلك دونه " .


وقد عانى محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الكثير من صنوف الأذى والتنكيل ، إلى جانب التضييق عليهم فى المأكل والمشرب ، حتى بلغ بقريش الانتقام إلى حد مقاطعة قبيلة بنى هاشم كلها ، وألجاءهم إلى العيش فى شعب بالجبل ، لا يكلمونهم ولا يتعاملون معهم بيعا أو شراء ، حتى اضطروهم إلى أكل أوراق الشجر ! ولكن ذلك كله لم يؤثر فى ثبات الرسول وأصحابه على الإسلام ، بل إن المقبلين على اعتناقه ظلوا فى تزايد ، حتى جاء اليوم الذى زار مكة فيه وفد من المدينة فدخلوا فى الإسلام ، ووعدوا الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أن يأتوا إليه فى العام القادم بأعداد أكبر مسلمين ومبايعين . وفى هذا اللقاء الثانى اتفقوا على أن يستقبلوه فى المدينة معززا مكرما حتى يتمكن من نشر دعوته بعيدا عن حصار أهل مكة له ولإصحابه .


فى المدينة ، بدأ انتشار الإسلام بين أهلها أولا ، ثم فى سائر القبائل العربية بعد ذلك ، حتى إنه وصل أخيرا إلى مكة ، ودخلها المسلمون فاتحين فحطموا الأصنام من حول الكعبة ، وأعادوها كما كانت بيتا لله الواحد ، كما أقامه ابراهيم وابنه اسماعيل ، عليهما السلام .


عاش الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فى المدينة عشر سنوات ، أكمل فيها تبليغ القرآن الكريم كما أنزله الله تعالى عليه ، وبيّن قواعده للمسلمين ، وأشاع تعليماته وتوجيهاته وأخلاقه من خلال حياته نفسها . وقد سئلت السيدة عـائشة عن أخـلاق الرسول فأجابت إجابة جامعة بقولها : "كان خلقه القرآن".


خلال تلك السنوات العشر ، كان الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، هو النموذج الكامل للمسلم الذى دعا إليه الإسلام : شخصية بشرية تقوم على إخلاص العبادة لله تعالى ، وحسن معاملة الناس جميعا : مسلمين وغير مسلمين ، بالإضافة إلى رفق بالحيوان ، وحفاظ على البيئة .


لكننا فى البداية ينبغى أن ننبه إلى أن الجوانب الحضارية التى سوف نتوقف عندها ، أو نشير إليها فى حياة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، لـم تكن معروفة أو متداولة فى عصره ، وهذا ما يعطيها قيمة تاريخية خاصة . كذلك فإن ما وصلت إليه الإنسانية بعد أكثر من أربعة عشر قرنا من مستويات التحضر والمدنية مازال قاصرا فى الكثير من عناصره عما دعا إليه رسول الإسلام . وهذا ما يعطيها من الجانب الآخر قيمة انسانية مستمرة ، بحيث تتجاوز حدود الزمان والمكان والبيئة .


وفيما يلى سوف نتناول بعض الجوانب الحضارية فى حياة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، معتمدين بصورة أساسية على ما سجله لنا الإمام البخارى (ت 256 هجرية) فى كتابه الرائع (الأدب المفرد) .

 

 

حسن الخلق :


ــ عن أبى الدرداء أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " ما من شئ فى الميزان أثقل من حسن الخلق " .
ــ وقال : " خياركم أحسنكم أخلاقا " .
ــ وقال : " أخبركم بأحبكم إلىّ ، وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة ؟ " فسكت القوم ، فأعادها مرتين أو ثلاثا . قال القوم : نعم يا رسول الله . قال : " أحسنكم أخلاقا " .
ــ وقالت عائشة ، رضى الله عنها : ما خيّر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما .
ــ وعن أنس بن مالك قال : خدمت النبى ، صلى الله عليه وسلم ، عشر سنين ، فما قال لى أفّ قط . وما قال لى لشئ لم أفعله : ألا كنت فعلته ؟! ولا لشئ فعلته : لم فعلته ؟ .
ــ وعن جابر قال : ما سئل النبى ، صلى الله عليه وسلم ، شيئا ، فقال لا .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل " .
ــ وقال : " خيركم إسلاما : أحسنكم أخلاقا إذا فقهوا " .
ــ وسأله جمع من الأعراب : يا رسول الله ، ما خير ما أعطى الإنسان ؟ قال : " خلق حسن " .
ــ وقال : " البر حسن الخلق ، والإثم ماحاك فـى نفسك ، وكرهت أن يطلع عليـه النـاس " .
ــ وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان يكثر أن يدعو : " اللهم إنى أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن بالطعّان ، ولا اللعان ، ولا الفاحش ، ولا البذئ " .
ــ وعن أبى هريرة قال : قيل يا رسول الله : ادع الله على المشركين ، قال : " إنى لم أبعث لعّانا ، ولكن بعثت رحمة " .

 


النظافة الشخصية :


ــ عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خمس من الفطرة : قص الشارب ، وتقليم الأظافر ، وحلق العانة ، ونتف الإبط ، والسواك " .

 

 

الرسول فى بيته :


ــ سئلت السيدة عائشة ، رضى الله عنها : ما كان يصنع النبى ، صلى الله عليه وسلم ، فى أهله ؟ فقالت : كان يكون فى مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج .
ــ وقالت : كان يخصف نعله ، ويعمل ما يعمله الرجل فى بيته .
ــ وقالت : ما يصنع أحدكم فى بيته : يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخيط .
ــ وقالت : كان بشرا من البشر : يفلى ثوبه ، ويحلب شاته .

 

 

بر الوالدين :


ومعناه : مداومة صلتهما ، ومتابعة أحوالهما ، وإجابة ما يطلبان أو يحتاجان إليه ، ومواصلة السؤال عنهما ، والدعاء لهما .
ــ عن جد ابن حكيم : قـلت يا رسول الله ، من أبر ؟ قال : " أمك " ، قلت : من أبر (أى بعدها) ؟ قال: " أمك " ، قلت : من أبر ؟ قال : " أمك " . قلت : من أبر ؟ قال : " أباك ، ثم الأقرب فالأقرب " .
ــ وكان أبو هريرة يستخلفه مروان ، وكان يكون بذى الحليفة ، فكانت أمه فى بيت وهو فى بيت ، فإذا أراد أن يخرج ، وقف على بابها فقال : السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته . فتقول : وعليك يا بنى ورحمة الله وبركاته . فتقول : وعليك يا بنى ورحمة الله وبركاته . فيقول : رحمك الله كما ربيتنى صغيرا ، فتقول : رحمك الله كما بررتنى كبيرا . وكان إذا أراد أن يدخل صنع مثله .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثا) ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، ألا وقول الزور ! " فجعل عقوق الوالدين بين كبيرتين .
ــ وجاء رجل يبايع النبى ، صلى الله عليه وسلم ، على الهجرة ، وترك أبويه يبكيان ، فقال : " ارجع إليهما ، وأضحكهما كما أبكيتهما ! " .
ــ وجـاء رجل إليه ، صلى الله عليه وسلم ، يريد الجهاد ، فقال : " أحىّ والداك ؟ " قال : نعم . قال : " ففيهما فجاهد " .
ــ وعن أسماء بنت أبى بكر قالت : أتتنى أمى (وهى مشركة) راغبة (فى شئ) فسألت النبى ، صلى الله عليه وسلم : أصلها ؟ قال : " نعم " . 
وفيها نزل قوله تعالى : [ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ، إن الله يحب المقسطين ] (سورة الممتحنة) ، ( أية رقم 8 ) .
ــ ومـن تكريم الوالدين ألا يعرضهما ابنهمـا المسلم للإهـانة : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " من الكبائر ألا يشتم الرجل والديه" فقالوا : كيف يشتم ؟ قال : "يشتم الرجل ، فيشتم أباه وأمه ! " .
ــ ومن بر الوالدين بعد موتهما ما أجاب به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، سائلا سأله : هل بقى من بر أبوى شئ بعد موتهما أبرهما ؟ قال : " نعم ، خصال أربع : الدعاء لهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، واكرام صديقهما ، وصلة الرحم التى لا رحم لك إلا من قبلهما " .
ــ وسأل رجل رسول الله ، صلى اله عليه وسلم : يا رسول الله ، إن أمى توفيت ولم توصى ، أفينفعها أن أتصدق عنها ؟ قال : " نعم " .
ــ وروى عنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " احفظ ود أبيك ، لا تقطعه فيطفئ الله نورك ! " وأيضا قوله : " إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه ، ومن أقواله التى تجرى مجرى المثل : إن الود يتوارث .

 

 

تربية البنات والاحسان إليهن :


ــ قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " من كان له ثلاث بنات ، وصبر عليهن ، وكساهن من جدته (أى من ماله) كنّ له حجابا من النار "
ــ وقال : " ما من مسلم تدركه ابنتان ، فيحسن صحبتهما إلا أدخلتاه الجنة " .
ــ وفى حديث آخر : " لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة " .
ــ وقال ، صلى الله عليه وسلم ، لسراقة بن جعشم : " ألا أدلك على أعظم الصدقة ؟ " قال : بلى يا رسول الله . قال : " ابنتك مردودة إليك (أى قد تطلق فتعود إليك) ليس لها كاسب غيرك " .
ــ ومـا روى فى الأثر عن عبد الله بن عمر : كان عنده رجل له بنات فتمنى موتهن ، فغضب ابن عمر ، وقال له : أنت ترزقهن ؟! .

 

 

الرحمة بالأطفال :


ــ روى عن البراء قال : رأيت النبى ، صلى الله عليه وسلم ، والحسن على عاتقه وهو يقول : " اللهم إنى أحبه فأحبه " .
ــ جاء أعرابى إلى النبى ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : أتقبّلون صبيانكم ؟! فما نقبلهم . فقال النبى ، صلى الله عليه وسلم : " أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟! "
ــ وعن أبى هريرة قال : قبّل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الحسن بن على ، وعنده الأقرع بن حابس التميمى جالس ، فقال الأقرع : إن لى عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : " من لا يَرحم لا يُرحم "
ــ وعن ضرورة المساواة بينهم ، إن النعمان بن بشير قال : انطلق بى أبى إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يحملنى ، فقال : يا رسول الله ، إنى أشهدك أنى قد نحلت (وهبت) النعمان كذا وكذا .. فقال : " أكل ولدك نحلت ؟ " قال :لا . قال : " فأشهد غيرى .. " ثم قال : " أليس يسرك أن يكونوا فى البر سواء ؟ " قال : بلى . قال : " فلا .. إذن " .
ــ وجاءت امرأه إلى السيدة عائشة ، رضى الله عنهـا ، فأعطتهـا عـائشة ثلاث تمرات ، فأعطت كل صبى لها تمرة ، وأمسكت لنفسهـا تمرة . فأكـل الصبيـان التمرتين ونظرا إلى أمهما ، فعمدت إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبى نصف تمرة ، فجاء النبى ، صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته عائشة ، فقال : " وما يعجبك (يدهشك) من ذلك . لقد رحمها الله برحمتها صبييها ! " .

 

 

صلة الرحم :


ومعناها مودة الأقارب بعد الوالدين ، واستمرار التواصل معهم ، ومراعاة أحوالهم ، ومساعدة المحتاج منهم .
ــ يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم : " إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، ثم يوصيكم بأمهاتكم ، ثم يوصيكم بآباكم ، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب " .
ــ وسأل أعرابى الرسول ، صلى الله عليه وسلم : أخبرنى ما يقربنى من الجنة ويباعدنى من النار ؟ قال : " تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتى الزكاة ، وتصل الرحم " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " الرحم شجنة من الرحمن (والشجنة : عروق الشجر المشبكة) من يصلها يصله ، ومن يقطعها يقطعه ، لها لسان ذلق (أى فصيح) يوم القيامة " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط الله فى رزقه وأن يسأله فى أثره فليصل رحمه " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة قاطع رحم " .
ــ وقال : " إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم " .
ــ وجاء رجل يقول لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن لى قرابة أصلهم ويقطعون ، وأحسن إليهم ويسيئون إلىّ ، ويجهلون علىّ وأحلم عنهم . قال : " لئن كان كما تقول .. كأنما تسفهم الملّ (أى تجعل وجوههم كلون الرماد) ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، مادمت على ذلك " .

 

 

حسن معاملة الجار :


ــ قـال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " مـازال جبريـل يوصينى بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه " .
ــ وقال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ... " .
ــ وعن المقداد بن الأسود : سأل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أصحابه عن الزنا ؟ قالوا : حرام حرمه الله ورسوله . فقال : " لأن يزنى الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزنى بامرأة جاره ! وسألهم عن السرقة ؟ قالوا : حرام حرمه الله ورسوله . فقال : " لأن يسرق من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره !
ــ وعن عـائشـة رضى الله عنهـا قالت : قلت يا رسول الله ، إن لـى جارين فإلى أيهمـا أهدى ؟ قال : " إلى أقربهما منك بابا " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة ، يقول : يارب ، هذا أغلق بابه دونى ، فمنع معروفه ! " .
ــ وقال : " ليس المؤمن الذى يشبع وجاره جائع " .
ــ وقال : " يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقة فأكثر ماء المرقة وتعاهد جيرانك (أو اقسم فى جيرانك) " . 
ــ وقال : " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره " . 
ــ وقال : " ومن سعادة المرء المسلم : المسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنئ " .
ــ وقال : " لا تقوم الساعة حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وأباه " .
ــ وقال : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه (أى شروره) " .
ــ وقال : " يا نسـاء المؤمنات ، لا  تحقرن امرأة منكن لجارتها ، ولو كراع شاة محرّق ! " .
ــ وعن أبى هريرة ، قيل للنبى ، صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها ؟ فقال : " لا خير فيها ، هى من أهل النار " . قالوا : فلانة تصلى المكتوبة وتصدق بأثواب ولا تؤذى أحدا ؟ فقال : " هى من أهل الجنة " .
ــ ومن أطرف ما روى عن الجار المؤذى لجاره ، ما رواه أبو هريرة قال : قال رجل : يا رسول الله ، إن لى جارا يؤذينى ؟ فقال : " انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق " .. فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا : ما شأنك ؟ قال : لى جار يؤذينى ، فذكرت ذلك للنبى ، صلى الله عليه وسلم ، فقال انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق .. فجعلوا يقولون : اللهم العنة ، اللهم اخزه .. فبلغه ، فأتاه فقال : ارجع إلى منزلك ، فوالله لا أوذيك ! .

 

 

رعاية اليتيم :


ــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين (وأشار إلى سبابته والوسطى) " .
ــ وقال : " خير بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه " .
ــ وقال : " أنا وامرأة سفعاء الخدين (مسودة) : امرأة أُمت من زوجها (مات عنها) فصبرت على ولدها كهاتين فى الجنة " . 
ــ وعن أبى هريرة ، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " الساعى على الأرملة والمساكين كالمجاهد فى سبيل الله ، وكالذى يصوم النهار ويقوم الليل " .

 

 

عيادة المريض :


ــ عن أبى هريرة أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " ثلاث كلهن حق على كل مسلم : عيادة المريض ، وشهود الجنازة ، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل " .
ــ وقال : " عودوا المريض ، واتبعوا الجنائز تذكركم بالآخرة " .
ــ وعن أبى حفص قال : سمعت النبى ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من عاد مريضا خاض فى الرحمة حتى إذا قعد استقر فيها " .
ــ وعن ابن عباس أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان إذا دخل على مريض يعوده يقول : " لا بأس ، طهور إن شاء الله " 
ــ وعنه أيضا أن النبى ، صلى الله عليه وسلم ، كان إذا عاد المريض جلس عند رأسه ، ثم قال سبع مرات : " أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يشفيك ، فإن كان فى أجله تأخير عوفى من وجعه " .

 

 

الوجه الآخر للمرض :


ــ عن أبى هريرة أن النبى ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ، ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه " .
ــ وعنه أيضا أن النبى ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى جسده وأهله وماله حتى يلقى الله عز وجل ، وما عليه من خطيئة " .
ــ وعنـه أيضـا قال : جـاء أعرابى ، فقـال النبى ، صلى الله عليه وسلم : " هل أخذتك أم ملدم (الحمى) ؟ " قال : وما أم ملدم ؟ قال : " حرّ بين الجلد واللحم " . قال : لا ، قال : " فهل صدعت ؟ " قال : وما الصداع ؟ " قال : " ريح تعترض فى الرأس تضرب العروق " ، قال : لا ، قال فلما قام ، قال : " من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار – أى فلينظره " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد يمرض إلا كتب له مثل ما كان يعمل وهو صحيح " .
ــ وعن جابر قال : سمعت النبى ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : " ما من مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة يمرض مرضا إلا قضى الله به عنه من خطاياه " .
ــ وعن أبى هريرة أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " ما من مسلم يشاك شوكة فى الدنيا يحتسبها إلا قضى بها من خطاياه يوم القيامة " .

 

 

من آداب المجالسة :


ــ قال النبى ، صلى الله عليه وسلم : " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الثالث ، فإنه يحزنه ذلك " قلنا: فإن كانوا أربعة ؟ قال : " لا يضره " .
مراعاة ظروف المخاطبين :
ــ روى قيس عن أبيه أنه جاء ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يخطب فقام فى الشمس ، فأمره فتحوّل إلى الظل .

 

 

إفشاء السلام :


ــ قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إن السـلام اسم مـن أسماء الله تعالى ، وصفة الله فى الأرض ، فأفشوا السلام بينكم " .
ــ وقال : " أفشوا السلام تسلموا " .
ــ وقال : " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على ما تحابون به ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " إفشاء السلام " .
ــ وقال : " اعبدوا الرحمن ، وأطعموا الطعام ، وأفشوا السلام .. تدخلوا الجنان " .
ــ وقال : " ما حسدكم اليهود على شئ ما حسدكم على السلام والتأمين " .
ــ وعن أبى هريرة عن النبى ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " حق المسلم على المسلم خمس " قيل : ما هى ؟ قال : " إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " يسلم الراكب على الماشى ، والماشى على القاعد ، والقليل على الكثير " . وفى حديث آخر قال : " يسلم الصغير على الكبير " .
ــ وقال له رجل : يا رسول الله : أى الإسلام خير ؟ قال : " تطعم الطعام ، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " .
ــ وعن المقداد بن الأسود قال : كان النبى ، صلى الله عليه وسلم ، يجئ من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ، ويسمع اليقظان " . 
ــ وكان أنس بن مالك يسلم على الصبيان ، وقال : كان النبى ، صلى الله عليه وسلم ، يفعله بهم " .

 

 

المحبة بين الناس :


ــ عن أبى هريرة أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا ، ولا تسلموا حتى تحابوا ، وأفشوا السلام تحابوا ، وإياكم والبغضة فإنها هى الحالقة – لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين " .
ــ وقال : " إن روح المؤمنين ليلتقيان فى مسيرة يوم ، وما رأى أحدهما صاحبه " .
ــ وقال : " لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال " .
ــ وقال : " ثلاث من لم يكنّ فيه غفر له ما سواه لمن يشاء : من مات لا يشرك بالله شيئا ، ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ، ولم يحقد عليه أخيه " .
ــ وقال : " إذا أحب أحدكم أخاه ، فليعلمه أنه أحبه " .
ــ وقال : " ما تحابا الرجلان إلا كان أفضلهما أشد حبا لصاحبه " .
ــ وقال : " من هجر أخاه سنة ، فهو يسفك دمه " .
ــ وقال : " تهادوا تحابوا " .

 

 

الحياء :


ــ عن أبى سعيد الخدرى قال : كان النبى ، صلى الله عليه وسلم ، أشد حياء من العذراء فى خدرها ، وكان إذا كره .. عرفناه فى وجهه .
ــ وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
ــ وقال : " ما كان الحياء فى شئ إلا زانه ، ولا كان الفحش فى شئ إلا شانه " .
ــ وقال : " الايمان بضع وستون (أو سبعون) شعبة : أفضلها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الايمان " .

 

 

ذم الكبر :


ــ قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " من تعظم فى نفسه ، أو اختال فى مشيته لقى الله ، عز وجل ، وهو عليه غضبان " .
ــ وقال : " ما استكبر من أكل معه خادمه ، وركب الحمار بالأسواق ، واعتقل الشاة فحلها " .
ــ وقال (عن الله تعالى) : " العز إزاره ، والكبرياء رداؤه ، فمن نازعنى بشئ منهما عذبته " .
ــ وقال النبى ، صلى الله عليه وسلم : " احتجت الجنة والنار . قالت النار : يلجنى (أى يدخلنى) الجبارون ويلجنى المتكبرون . وقالت الجنة : يلجنى الضعفاء ويلجنى الفقراء . قال الله ، تبارك وتعالى ، للجنة : أنت رحمتى ، أرحم بك من أشاء ، ثم قال للنار : أنت عذابى أعذب بك من أشاء . ولكل واحدة منكما ملؤها " .
ــ وعن أبى هريرة أن رجلا أتى النبى ، صلى الله عليه وسلم ، وكان جميلا ، فقال : حبب إلى الجمال وأعطيت ما ترى ، حتى ما أحب أن يفوقنى أحد : الكبر ذاك ؟ قال : " لا ، ولكن الكبر من بطر الحق ، وغمط الناس " .

 

 

الرفق بالحيوان :


ــ عن أبى هريرة أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " بينما رجل يمشى بطريق اشتد به العطش فوجد بئرا ، فنزل فيها فشرب ، ثم خرج فإذا كلب يلهث ، يأكل من الثرى من العطش فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذى كان بلغنى ، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكها بفيه ، فسقى الكلب ، فشكر الله له ، فغفر له .. " قالوا : يا رسول الله وإن لنا فى البهائم لأجرا ؟ قال : " فى كـل ذات كبـد رطبـة أجر " .ط
ــ وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " عذبت امرأة فى هرة حبستها حتى ماتت جوعا ، فدخلت فيها . يقال (والله أعلم) : لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستيها ، ولا أنت أرسلتيها فأكلت من خشاش الأرض ! " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " من رحـم ولو ذبيحة رحمه الله يوم القيامة " .
ــ وروى أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، نزل منزلا ، فأخذ رجل بيض حمرة (طائر كالعصفور) فجاءت ترف على رأس رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أيكم فجع هذه ببيضتها ؟ " فقال رجل : يا رسول الله ، أنا أخذت بيضتها . فقال النبى ، صلى الله عليه وسلم : " أرددها رحمة لها " .

 

 

تنظيف الطريق :


ــ عن أبى برزه الأسلمى قال : قلت يا رسول الله : دلنى علـى عمـل يدخلنـى الجنة ؟ قال : " أمط الأذى عن طريق الناس " .
ــ وقال صلى الله عليه وسلم : " مر رجل بشوك فى الطريق فقال لأميطن هذا الشوك .. لا يضر رجلا مسلما – فغفر له " .
ــ وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " عرضت على أعمال أمتى : حسنها وسيئها ، فوجدت فى محاسن أعمالها أن الأذى يماط عن الطريق ، ووجدت فى مساوئ أعمالها النخاعة فى المسجد لا تدفق ! " .

 

 

النهى عن سب الحمى :


ــ دخل النبى ، صلى الله عليه وسلم ، على أم السائب ، وهى تزفزف (ترتعش) فقال : " مالك ؟ " قالت : الحمى ، أخزاها الله ! . فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " مه ، لا تسبيها ، فإنها تذهب خطايا المؤمن كما يذهب الكير خبث الحديد " .

 


النهى عن سب الريح :


ــ قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " الريح من روح الله تأتى بالرحمة والعذاب ، فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها ، وتعوّذوا بالله من شرها " .
ــ وعن جابر بن عبد الله قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وارتفعت ريح خبيثة منتنة ، فقال : " أتدرون ما هذه ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين " .

 

 

الفرح بالمطر :


ــ عن أنس بن مالك قال : أصابنا مع ، النبى ، صلى الله عليه وسلم ، مطر ، فحسر النبى صلى الله عليه وسلم عن ثوبه عنه حتى أصابه المطر . قلنا : لم فعلت ؟! قال : " إنه حديث عهد بربه ! " .
ــ ومحاكاة لذلك ، كان ابن عباس ، رضى الله عنه ، إذا مطرت السماء يقول : يا جارية ، أخرجى سرجى ، أخرجى ثيابى ، ويقول : ( وأنزلنا من السماء ماء مباركا ) .

 

 

أهم النتائج المستخلصة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أولا : أن ما أوردناه من أقوال الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، وأفعاله يدل بوضوح على مستوى حضارى عال ، يكاد يختلف تمام الاختلاف عما كان متعارفا عليه من الأخلاق والسلوكيات والقيم فى البيئة التى عاش فيها . وأهم ما يمكن ملاحظته فى هذا الصدد هو طابع الرفق والتسامح الذى تميزت به حياة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فى مقابل العنف والخشونة والعدوانية التى كانت سائدة فى المجتمع البدوى .


ثانيا : أننا لا نكاد نجد أحدا من مشاهير العالم تنطبق تعاليمه النظرية على حياته الشخصية ، كما نجدها متمثلة فى حياة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يقل شيئا لا يفعله ، ولم يوجه المسلمين إلى سلوك لم يطبقه عمليا فى تصرفاته اليومية ، ومن هنا كان وصف السيدة عائشة ، رضى الله عنها ، بقولها : " كان خلقه القرآن " . ولا شك أن هذا التطابق التام بين القول والعمل كان له أكبر الأثر فى التحول الأخلاقى السريع والعميق ، الذى حدث لصحابته فردا فردا ، ثم انتقل بالتالى إلى عموم المسلمين .


ثالثا : أن عاطفة الحب الشديد التى بثها الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فى نفوس أصحابه جعلهم يتابعون حياته فى أدق تفاصيلها ، حتى كانوا يسألون زوجاته عما كان يفعله فى بيته ، وأثناء راحته أو نومه ، وذلك لكى يحاكوه أو يقتربوا منه . ونحن نعلم جيدا أن المحب يكون دائما على خطى من يحب . وهذا بدون شك هو السبب الكامن الذى مازال يدفع المسلمين جميعا فى سائر أرجاء العالم إلى محاولة الأخذ بسنته ، والالتزام الكامل بتوجيهاته فى أدق تفصيلاتها .


رابعا : أن الجوانب الحضارية فى حياة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ينبغى أن يستمر تسليط الضوء عليها للأجيال الحاضرة والقادمة ، فهى تمثل منظومة تربوية متكاملة يمكنها أن تعصم تلك الأجيال من الجنوح إلى الانحلال ، أو الوقوع فى التطرف . وكلا الطرفين يتناقض تماما مع النموذج الانسانى الرفيع الذى يقدمه الرسول ، صلى الله عليه وسلم .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 23 أغسطس 2019 14:36