عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الأعمال والنتائج صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 09 أغسطس 2019 15:30

 

الأعمال والنتائج


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت وزارة المعارف فى الخمسينات تسلمنا كراسات مكتوب على غلافها الأخير مجموعة من النصائح ، مازلت أذكرها حتى اليوم ، أو على الأقل أذكر بعضها عن ظهر قلب ، ومن ذلك : ( اغسل يديك قبل الأكل وبعده ) و ( لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد ) و ( من جد وجد ، ومن زرع حصد ) .
وأريد أن أتوقف اليوم عند هذه العبارة الأخيرة التى صاغها أديب حكيم ، بحيث تكون منهاج حياة للأفراد والمجتمعات ، ومن حق الأجيال الجديدة أن نجعلها شعارا لهم ، وأن نقدم الأمثلة عليها من أنفسنا ، فنعمل بجد ، ونخطط للمستقبل مدركين تماما أن النتائج لا تخرج دائما إلا من مقدماتها ، وأن الثمار التى تزدهر فى وقت معين تتطلب قبل ذلك عملا متواصلا يبدأ من تمهيد الأرض لزراعتها ، ووضع البذور الصالحة فيها ، ثم رعايتها وإبعاد الأذى عنها حتى يحين موسم حصادها . هكذا تعلمنا أن الأمور لا تسير اعتباطا ، وأن الحياة لا تمضى بالصدفة ، وإنما هناك قوانين محددة تجعل لكل شئ وقتا ، ولكل مجهود نتيجة ، وأن المكافآت لا تقدم إلا للمتميزين الذين بذلوا جهودا أكبر من غيرهم ، وتحملوا من أجل ذلك الكثير من المصاعب ، كما اجتازوا العديد من العقبات . يقول مثل صينى قديم : ( ابحث وسوف تجد ) والعرب تقول : ( الزيت لا يأتى إلا من العصر ) أما الإنجليز فيشيع بينهم المثل القائل : ( لا شئ يأتى بدون تعب ، إلا الفقر ) وما أجمل المثل الهندى الذى يقول : ( بماء الجسم ، أى بالعرق المتساقط منه ، نستخرج الماء من الآبار ) والروس يقولون : ( كلما أوغلنا فى الغابة ، عثرنا على أعشاب أكثر ) وهناك مثل لاتينى يقول : ( لكى تحصل على اللوز ، يلزمك كسر النواة ) . ثم لماذا نذهب بعيدا ، وعمر بن الخطاب يقول بكل صراحة وحسم : ( إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ) وهذا يعنى أن العمل ضرورى للحصول على الرزق ، وأن زيادة الجهد يقابلها زيادة الأجر . وفى القرآن الكريم " إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا " أى من أداه بإتقان . وكثيرا ما نلتقى بأشخاص يكثرون الشكوى من الزمان ، ومن حظوظهم العاثرة ، ومن أجورهم الهزيلة ، ولو أنهم اتجهوا بدلا من ذلك إلى بذل مزيد من الجهد فى عملهم ، أو فى محاولة الحصول على عمل آخر ، لتغيرت أحوالهم . فالصينيون يقولون : ( أن تشعل شمعة صغيرة واحدة أفضل من أن تجلس ، وتلعن الظلام ) .
وهكذا يخطئ من يظن أن الحياة ملهاة ، وأن الأمور تسير فيها بدون ضوابط ، مستندا إلى بعض الأمثلة التى تخرج عن القاعدة العامة ، وذلك حين يرى شخصا يكسب الكثير بدون عمل ، أو يحصل على نتيجة كبيرة بدون جهد . والواقع أنه لو وضع هذه الحالات القليلة تحت المجهر لعثر على أسبابها البعيدة ، والتى قد تكون غير مرئية للعين المجردة . ومن ناحية أخرى ، فإن هذه الحالات قد تكون من قبيل الانكسارات الطبيعية التى تتمثل فى الزلازل والبراكين فهذه لا تحدث فى كل وقت ولا فى كل مكان ، لكن القاعدة العامة صحيحة ، وهى أن لكل عمل أجرا ، ولكل جهد زائد مكافأة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy