عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحــظ صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 09 أغسطس 2019 15:10

 

الحــظ



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحظ هى وقوع الشئ الحسن أة السئ على غير ما نتوقع . معنى ذلك أننا نتوقع دائما حدوث النتيجة بعد الأخذ بالسبب الذى يؤدى إليها ، فإذا ما حدثت هذه النتيجة بدون توافر ذلك السبب قلنا أنه الحظ . وهذا ما يجعلنا نقول أن تلميذا نجح بالحظ ، أو فشل بالصدفة ، ونحن نقصد بذلك أنه لم يأخذ بأسباب النجاح ، ومع ذلك واتاه الحظ فنجح ، أو على العكس ، استعد بكل جهده وأعد الوسائل اللازمة ومع ذلك فشل !
الحظ موجود فى الحياة ، ولكنه ليس هو القاعدة ، بل أنه خروج عليها . ومن نعمة الله أنه كذلك ، وإلا لفقد الإنسان التصميم والقدرة على الأخذ بالأسباب ، ولأصبح كسلان متواكلا ، ينتظر إن يأتيه طعامه وشرابه بدون عمل ولا سعى . وقد أشار عمر بن الخطاب إلى ذلك بقوله : إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ، ومعناه لابد من العمل الجاد لكى تحصل على رزقك . والرسول ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير : تغدو خماصا ( أى فارغة البطون ) وتعود بطانا ( أى ممتلئة ) . وهنا سر لطيف ، فقد جعل المتوكل على الله مثل الطير التى تأخذ بأسباب الرزق ، فهى تخرج من أعشاشها فى الصباح الباكر بحثا عن الحبوب ، ولا تنتظر أن يرزقها الله وهى جالسة فيها ، وهذا ما يجعل التوكل معنى إيجابيا يقتضى السعى وانتظار النتيجة ، بخلاف التواكل الذى يعنى انتظار النتيجة مع عدم السعى على الإطلاق
طيب ، لماذا يوجد الحظ ، الذى يخرج عن قاعدة السعى ، والأخذ بالأسباب والوسائل ؟ يرى بعض العلماء إلى أن الحظ رغم أنه خروج على القاعدة ، فإننا إذا جمعنا حالاته المتناثرة لوجدنا لها قاعدة خاصة بها . والواضح أنه هذا كلام غير مقنع . بالإضافة إلى أننا مهما حاولنا أن نضع قاعدة للحظ لوجدناها لا تشتمل على كل الأمثلة المتنوعة التى تدخل تحتها . وأخيرا فإن الحظ إذا صادف الإنسان مرة فإنه لا يستمر معه فى باقى المرات . وخذْ مثالا على ذلك الشخص الذى يكسب اليانصيب ، أو الذى يفوز فى سباق الخيل ، أو الذى يتغلب على زميله فى لعبة الطاولة ، أو الذى يكثر من شرب السجائر ولا يصاب بالسرطان ، كل هؤلاء قد يحدث لهم الحظ مرة أو مرات ، لكنهم لا يضمنون حدوثه على الدوام . وهكذا يبدو أن الحظ عبارة عن إحدى فتحات التهوية التى يصادفها الإنسان وهو سائر فى النفق ، أو أنه جرس تنبيه للإنسان إلى أن المنطق العقلى ليس هو كل شئ ، لكى لا يغترّ بنظامه المنضبط ، ويعلم أن الحياة أوسع من مجال عقله المحدود .
والخلاصة أنه من حسن حظ الإنسان ألا يعتمد كثيرا على الحظ ، دون أن ينكر وقوعه ، فإذا وقع بالخير كان أفضل ، وإن جاء بالشر أسرع الإنسان بتجاوزه ، واستمر فى بذل الجهد ، وإفراز العرق ، لكى يحقق النتائج بساعديه . ومن المؤكد أن لذتها بالجهد والعرق أعلى ألف مرة من لذة الحصول عليها .. بطريق الحظ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy