عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الخضرة فى حياتنا صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 09 أغسطس 2019 15:07

الخضرة فى حياتنا


ـــــــــــــــــــــ
من أعظم نعم الله على أى مجتمع أن يمنحه مصدر ماء ، سواء كان مطرا أو نهرا أو بئرا ، بحيث يمكنه أن يرتوى منه ويسقى نباتاته ثم يشيع الخضرة بكل مكان فيه .. تلك الخضرة التى ترطّب الجو ، وتفتح النفْس ، وتريح العين. وبالطبع نلاحظ أن أوروبا غارقة طوال العام فى الأمطار ، ولذلك فإنها قد حرصت على أن تكسو كل قطعة فيها باللون الأخضر ، إما فى صورة أشجار باسقة ، أو نبتاتات زينة ملونة ، حتى أن بعضهم يغطى منزله كله من الخارج بالخضرة ،بل إن قمم الجبال ومنحنياتها تنبت على صخورها الطحالب الخضراء ، والتى تتناثر فيها بعض الزهور البيضاء والزرقاء والصفراء .. وهكذا تكتمل للإنسان الذى يعيش هناك أو الزائر الذى يمر فقط لوحة بديعة أنعم بها الله تعالى، ونسّقها الإنسان .
ونحن فى مصر ، قد حبانا الله بنهر النيل ، الذى تساءل أمامه أمير الشعراء قائلا : هل من السماء نزل ؟ أم تفجّر من أعلى الجنة ؟ والواقع يؤكد أن طعم ماء النيل يكاد ينفرد بمذاق حلو لا يوجد حتى فى المياه المعدنية المعبّأة مباشرة من جليد جبال الألب الذى يخلو من أى شوائب
لكن إذا كان الإنسان المصرى قد نجح منذ آلاف السنين فى أن يقيم على ضفاف النيل حياة هادئة ومستقرة ، نهضت أساسا على الزراعة التى توفر له الحبوب والخضروات والفواكه .. إلا أنه لم يعط عناية مماثلة للبساتين ، التى تنتج الورود والزهور والرياحين ونباتات الزينة ، ولهذا فإن خضرة الريف المصرى تكاد تقتصر على خضرة المحاصيل الزراعية والنخيل ، حتى أنه عندما أراد بعضهم الاستفادة من حواف الترع والمصارف زرع فوقها عدة شجيرات من التين الشوكى ـــ الذى أصبحت ثماره تباع حاليا بالواحدة على أنها فاكهة !
الأمر إذن يحتاج إلى إشاعة ثقافة الخضرة فى حياتنا ، بدءا من غرسها فى عقول وقلوب تلاميذ المدارس ، وحبذا لو اصطحبناهم فى رحلات أو جولات لكى يتعرفوا بصورة مباشرة على مختلف أنواع النباتات والأشجار ، وفوائدها للبيئة والصحة وتلطيف الجو والإحساس بالجمال .. بل لا بد من التوعية العامة بضرورة غرس الأشجار واستنباتها فى كل الأماكن الخالية منها ، وخاصة فى الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان . ومن المعلوم أن الشجرة بعد أن يتم غرسها ورعايتها لمدة معينة ، تتكفل هى بذلك ، فتغذى نفسها من الجو ، وتحصل على شابها من باطن الأرض . ويرحم الله أولئك الذين قاموا بتشجير بعض شوارع القاهرة والجيزة ، بحيث تظل تمشى فيها فلا تسقط على رأسك لسعة من شمس الصيف الحارقة ، لأن ما يظلّك من الأشجار يحميك منها ، كما أنه يحيطك بنسمة رطبة معطرة .
ومن الأمور الجيدة أن طريق مصر ــ إسكندرية الصحراوى لم يعد صحراويا ، بل إنه تحول إلى اللون الأخضر . وليت القائمين على طريق القاهرة ــ السويس يفعلون ذلك ، وكذلك طريق القاهرة ــ الفيوم ، الذى ما زال جافا ومصفرا ومليئا بالأتربة . وبالطبع لا يتطلب الأمر سوى أن يقوم السادة المحافظون بإلقاء مسؤولية تشجير كل مكان على من يسكنه أو يستأجره أو يستفيد من وجوده فيه وحينئذ تصبح بلادنا الطيبة بلادا خضراء وملونة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy